صحيفة الكترونية اردنية شاملة

حرب على ‘الواتساب’

0

على الطريقة الأمريكية في الحرب على الإرهاب ، شنت وزارة التربية والتعليم حرباً على “الواتساب”..المفارقة أن أمريكا فشلت هناك في العقلية الأمنية ، لأنها لم تدرس عدوها جيداً ولا تعرف كيف يفكّر ولا بأية وسيلة تخترقه…و نتمنى الا تفشل وزارة التربية والتعليم هنا في حربها على “الواتساب” لأنها لم تحضّر درسها جيدا لتعرف كيف تمرر الأجهزة للطلاب ومن يحرر لهم الإجابات..فالعقلية الأمنية الخارجية “الظاهرية” حتماً وحدها لا تكفي..

ربما لم نكن نعرف، وأعتقد أن وزارة التربية نفسها لم تكن تعرف أن امتحان الثانوية العامة مخترق إلى هذا الحد ، حيث تتحكم به عصابات ، مكونة من بعض مافيات التعليم ،مدعومين من بعض الأهالي المدجّجين بجحافل من البلطجية الذين يستطيعون أن يفتعلوا أية مشكلة أمام قاعات الامتحان تحت أي مسمّى مقابل أن يؤمنوا زبائنهم من الطلاب بقوت يومهم من الغشّ…

وفيما يلي بعض الأمثلة على هذه الخروقات التي وقعت على مسمع ومرأى المراقبين ورجال الأمن العام:

وصلني على بريدي الشخصي صور لطالب توجيهي في قاعة الامتحان، أمامه على دفتر الإجابة جهازيّ “خلوي” واحد يصور الأسئلة والثاني يتلقى عليه الإجابات عبر “الواتساب” في غياب كامل لأي مراقب في القاعة، ترى كيف تجرأ الطالب أن يخرج جاهزي اتصالات جهاراً نهاراً أمام المراقبين ما لم يأخذ الضوء الأخضر منهم سواء أكان برضاهم ام رغماً عنهم وتحت التهديد…

مثال آخر: في إحدى مدارس الشمال اقتحم بعض “الزعران” قاعات الامتحان ليلاً ليسرقوا أجهزة التشويش ولجهلهم بنوع الأجهزة سرقوا جهاز “الداتا شو” وهربوا به بعيداً..فيكف دخل هؤلاء وكيف خرجوا دون أن ينتبه لهم حراس المدرسة أو الجيران…

مثال ثالث روت إحدى المعلّمات – شقيقة صديق يعمل أستاذا جامعياً- أنه أثناء مراقبتها على الامتحان بإحدى مدارس المفرق وبسبب تشديدها على الطالبات ،قام بعض “البلطجية” بتحطيم سيارتها على مرأى رجال الشرطة، الذين لم يحرّكوا ساكناً خوفاً مع الاحتكاك مع الأهالي ، وعندما احتجّت أمامهم قالوا لها بالحرف الواحد “مالناش دخل”..علماً أن رئيس بلدية في تلك المنطقة ومسؤول تعليمي مهم اعترضوا بشدّة على المراقبة بحجّة إنها شديدة جدّاً وغير منصفة..اذا كان قادة الأجهزة الرسمية يشجعون على الغشّ..فماذا تتوقّعون من الناس العاديين؟…

هذا العام امتحان التوجيهي على المفصل تماماً إما أن يعيش أو يموت إلى الأبد، وربما يُسجّل لوزير التربية والتعليم أنه يقاتل بكل ما أوتي من قوّة لكي يبقى الامتحان نظيفاً ما أمكن ، ومن يدري فقد لا نحظى بمن هم بنفس حماسه واستقامته في السنوات المقبلة…

أخيراً..كل أجهزة التشويش والتعاون الأمني قد لا تفلح ..ما دام “سوس الخشب منه وفيه”..

بعد كل ما قرأتم وسمعتم ..ترى هل بقي لنا “عين” نسأل عن سبب العنف الجامعي؟!..

أحمد حسن الزعبي

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.