صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ابنتي ذهبت الى جبهة التوجيهي!!

0

الخبر يفيد ان 21 ألفا من رجال الامن نزلوا الى الشارع بهدف تأمين وحماية مراكز امتحانات الثانوية العامة التي بدأـ في اجواء من التوتر والرهبة . ومن يقرأ او يسمع هذا الخبر يعتقد اننا في جبهة قتال ، والسبب ان هناك قناعة بأن التنافس المحموم على تحصيل معدلات عالية للفوز بمقد جامعي مريح ،وفي كلية معينة ،هو السبب الاقتحامات والتدخلات والاعتداءات ، وربما المساعدة على الغش من داخل وخارج قاعات الامتحانات ، كما حدث في مرات سابقة .

اليوم ذهبت ابنتي الى جبهة التوجيهي ، بعد ليالي التوتر الاخيرة . يبدو انها انتقلت من جبهة داخلية ساخنة داخل البيت ، الى جبهة خارجية ملتهبة مدججة بالحماس والاستعداد والتأهب ، لأن حالات الشغب والعنف والغش السابقة حولّت الامتحانات الى مشكلة امنية بالنسبة للحكومة ، كما اصبحت حالة نفسية قاسية للاهالي …لماذا ؟

سألت ابني الذي اجتاز امتحانات الثانوية العامة بمعدل عال قبل عشرة اعوام عن مدى استفادته ، او مدى تأثير ما تعلمه في الثانوية العامة على عمله كمهندس ، بعد هذه التجربة العملية الطويلة ؟

اجاب بالنفي واضاف قائلا: اقترح على الوزارات المختصة ان تعيد النظر بالمناهج الدراسية كلية، والبحث عن سبل ووسائل تربوية تعليمية متطورة اقرب الى الحياة العملية والعلمية ، لأن مناهجنا الراهنة متكلسة واصبحت من الماضي،بعيدة عن الحياة المعاصرة .

وسألت اكثر من صديق عاش او درس في الخارج عن مدى التعقيدات التي يواجهها الطالب في المدارس الاجنبية في سبيل الانتقال من المرحلة الثانوية الى المرحلة الجامعية ، فكانت الحصيلة ان لا وجود مثل هذه الازمة التي يعيشها طالب الثانوية العامة ،لأن الانتقال الى الجامعة يتم ببسساطة وسهولة . وهناك قرروا ان من حق كل طالب انهى دراسته الثانوية الحصول على مقعد في الجامعة ، تماما مثل حقه في الرعاية الصحية .

اكتب في هذا الموضوع لآنني اعيش المآساة واعاني منها ومشيت اليوم على درب الالام ، ولأننا في البيت نعيش حالة قلق ، فالمطلوب ليس اجتياز الامتحان بنجاح ، بل باتجاه تحصيل المعدل العالي الذي يؤهل ابنتي دخول الجامعة بسهولة . لذلك وضعنا شروطا قاسية لتنظيم حياتنا اليومية ، اولها الاعتذار عن الزيارات في الاتجاهين ، فلا نزور احدا ولا احد يزورنا بعني الانقطاع الكامل عن الاهل والاصدقاء . والبند الثاني ينص على منع فتح التلفزيون ، أو احداث ضجيج ، او التحدث بصوت عال ، لذلك أتنقل في المنزل بخفة وامشي على رؤوس اصابع القدمين مثل راقص الباليه .

الحق الحق اقول لكم انها مأساة حقيقية تعيشها عشائر التوجيهي وطلاب الثانوية العامة ، ويجب البحث عن اسلوب متقدم يؤمن الانتقال من الثانوية الى الجامعة كما هو معمول به في بلاد كثيرة ، دون ان يعبر الطالب واهله طريق الالام .. يعني : تعالوا نلغي التوجيهي..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.