صحيفة الكترونية اردنية شاملة

عاصفة في العاصمة

0

عندما تعمّق المنخفض وبدأت الثلوج تتساقط فوق سماء عمان، و الأرض شرعت تأخذ أول وجه “املشن طبيعي” اتصل رئيس الوزراء بأمين عمان عقل بلتاجي سائلاً كيف الأوضاع..؟؟ وكيف الجاهزية ؟؟ فرد الأخير بثقة كبيرة: الوضع طبيعي في عمان والجاهزية عالية والأمور تحت السيطرة..

روى لي احد الزملاء الصحفيين معاناته ومعاناة ألاف المواطنين العالقين في شوارع عمان بسبب “وضع بلتاجي الطبيعي” وجاهزيته العالية..حيث أبقته محبوساً في سيارته 14 ساعة في أجواء عاصفة ورياح شديدة ، يقول الزميل الصحفي إن الوضع لا يمكن تخيّله فحجم المأساة أكبر بكثير من معاناة فردية ..فقد توجّهت الخامسة مساء الجمعة الماضي – والحديث للزميل- من دوار صويلح الى عملي في شارع الصحافة ، لأقضي أكثر من ساعتين ونصف حتى وصلت جسر الجامعة ، وحوالي 12 ساعة من جسر الجامعة الى جريدة الدستور .. المشكلة لم تكن بسبب تراكم الثلوج فقط، وإنما بسبب تراكم السيارات التي تسببت بأزمة خانقة في ظل غياب آليات الأمانة التي هجرت الميدان باكراً تحديداً عند ساعات الظهيرة معتقدة أن المنخفض قد انتهى أمره وولى الأدبارهارباً..

أكثر من 14 ساعة وصاحب “الوضع الطبيعي” و”الجاهزية العالية” لم يرسل جرافة واحدة لفتح أهم طريق حيوي في عمان (شارع الجامعة) ..الناس المحاصرة بالآلاف بينهم أطفال ونساء ومسنين ،صحيح أن بعضهم كان خروجه غير مبرر على الإطلاق، لكن لبعض الآخر كان مضطراً للخروج سواء أكان للعلاج او للسفر او للوظيفة ..ثم مهما كانت مبررات الخروج ،هذا لا يعني أن تتخلّى الأمانة عن واجبها وتهرب باكراً من المعركة قبل أن تؤدي “الأمانة” التي أقسمت عليها…يقول الزميل بعض السيارات نفد وقودها فتعطلت وزادت الطين بلة..وبعض الركاب اضطر لقضاء حاجته خلف الأشجار مستغلاً موجات الضباب الكثيف، وهناك الكثير من العائلات تركت مركباتها على جانب الطريق ومضت سيراً على الأقدام هائمة على وجهها في سيناريو مصغرّ ليوم “الحشر والنشر”.. لتستمر الأزمة حتى الساعة السابعة صباحاً عندما ظهرت أول جرافة للأمانة ولسان حال المحصورين يقول: “طلعت يا محلى نورها” ففتحت الطريق وتحرّك السير …

لو أن كل مسؤول يصدق مع نفسه ومع الآخرين، دون ان يهوّن او يزين الأمور ، ودون أن يستعرض قواه أو كفاءة إدارته ، لما وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن من مديونية وتخبط وضعف و”لعانة حرسي”..

أخيرا..ما جرى، أحد الدروس الكثيرة التي لن نتعلّم منها في المرات القادمة..

اما الى عقل بلتاجي فنقول: ان شاء الله بنشوفك مرة ثانية .. ماسك قشاطة وداير تتصور!!!

احمد حسن الزعبي

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.