حكومة أخت ‘تعريفة’
ما زلت أذكر صوته المرتجف ووجه المصفرّ عندما جلس قبل سنة من الان ، في استديو الأخبار ليعلن تحرير المحروقات بالكامل ، بينما تجمّع الشباب بعفوية على دوار الداخلية رافضين للقرار ومنتفضين ضد الصلف الحكومي والانقياد “القطيعي” للبنك الدولي..وأذكر كيف، تعّهد عبد الله النسور أمام الكاميرا وأقسم يميناً غموساً (ذهاب وإياب ان شاء الله) أن يكون شفافاً في تسعير المحروقات حيث سيقوم بتخفيضها اذا انخفضت عالمياً ،وأن يرفعها بنفس النسبة التي ارتفعت بها عالمياً دون زيادة أو نقصان ، وطلب من الناس أن يصدّقوه هذه المرّة فقط، وصدقّوه وليتهم ما فعلوا..
ما حدث بالضبط ، بعد ان خفّ الضغط الشعبي ، وتفككت الحراكات ، وزال الخوف، ورجعت حليمة لعادتها القديمة من سرسرة وفساد ، لم يلتزم صاحب يمين “ألغموس” بيمينه.. فلم يخفضها بنفس نسبة الانخفاض العالمي ، ولم يرفعها كذلك بنفس نسبة الارتفاع العالمي، متحججاً بالفاقد والمناولة والنقل والتخزين والتكرير ..نسيت الناس يمينه أو تناست، كما عفت عمّا مضى.. فمدّ يده على “ألخُرج” هذه المرّة ، فرفع الملابس والكهرباء والاتصالات والخبز في الطريق…مقتصاً من قوت المساكين والأرامل والمحرومين ، لعيون وليد وباسم وسهل وعمر ومجدي الذي برأهم جميعاً وبجرّة قلم بحجة عدم وجود الأدلة الكافية ..كرمال الكرسي..
الغريب أنه وبعد كل ما فعلته الحكومة فينا –بلا قافية- في سنة من عمرها القصير ان شاء الله، الا تخجل من تخفيض السولار والكاز “تعريفة” واحدة.. اي بمعدل 10 قروش للتنكة؟؟؟… مخالفة بذلك حسابات الاقتصاديين والماليين الذين توقّعوا ان تبلغ نسبة التخفيض 2.5 % الى 3% على الأقل، حسب معدل سعر البترول طوال شهر نوفمبر… ثم كيف يخفض السولار والكاز ويبقى على البنزين.. اليسوا من أبناء “برميل” واحد…
ختاماً لا يسعني الا ان أقول.. لا شيء صبّرنا وأسكتنا على أفعال الحكومة أخت “التعريفة”، الا الوضع العربي المحيط “اخو هالشلن”..!!.
احمد حسن الزعبي