صحيفة الكترونية اردنية شاملة

حراك الصحافة الورقية ..

0

الصحافة الورقية تمر في مرحلة مصيرية ، وتواجه تحديات كبيرة خلقها تطور وسائل الاعلام الاخرى وفي مقدمتها الفضائيات والمواقع الالكترونية التي جذبت اعدادا كبيرة من القراء والمتابعين ، وهو التحول الذي حرم الصحف اليومية والمجلات الاسبوعية من معظم حصتها الاعلانية التي تمثل الشريان المهم في تغذية الصحف بالاموال وتمنحها الديمومة .

وهذا الواقع الجديد يشمل الصحف الاردنية وكذلك العربية والعالمية . وهو الحال الذي دفع بالصحف العالمية الكبرى الى السعي والبحث عن وسائل بديلة للتمويل عبر تطوير مواقعها الالكترونية وتنشيط حركة الاعلان في هذه المواقع التي يدخلها المواطن عبر دفع اشتراكات مالية، تكون داعمة للصحف الورقية التي تراجعت في كميات الطباعة والتوزيع والاعلان.

اما بالنسبة للصحف الاردنية المحلية عليها ان تخرج عن اطارها الروتيني اليومي وتجدد ذاتها او تعيد انتاج ذاتها عبرالبحث عن وسائل جديدة متطورة شاملة تكون قادرة على الاحتفاظ بعدد قرائها او جذب اعداد جديدة .

وهذا التطوير يجب ان يطال الشكل والمضمون ، وايجاد طرق مبتكرة لمنافسة المواقع ، او الصحافة الالكترونية ومجاراتها ، عبر رفع سقف حرية التعبير ، وابراز الرأي بتعزيز طاقم الكتاب على قاعدة الكفاءة والخبرة، واعطاء الاهتمام الاكبر للتقارير الصحفية الاخبارية ، واعتماد شبكة من المراسلين في مناطق الحدث وصناعة الخبر.

فالصحافة هي صناعة متكاملة ، تأتي في موقع متميزسابق ، ضمن صناعة الاعلام الذي يشمل الصحافة الالكترونية والمحطات التلفزيونية والصحافة الورقية ، ويجب ان لاننسى وسائل الاتصال التي اقتحمت حقل الاعلام اليومي ، مثل الهاتف المتنقل والمتطور ، والفيسبوك والانترنيت، وكل هذه الوسائل دخلت في تنافس محموم وفي كثير من الاحيان تكون مكملة لبعضها البعض ، او تتحول الى عناصر مساعدة للاخرى، ولكنها في النهاية هي وسائل تقيم في حلبة منافسة وصراع مستمر .

في النهاية ستجد الصحافة المحلية نفسها في صراع من اجل البقاء ، وهناك قاعدة تقول ان البقاء للافضل . فالصحافة الاردنية تصدر عن شركات منتسبة للقطاع الخاص ، اي انها ليست صحف مدعومة من حكومة اوحزب ، كما هي الحال في بلاد عربية عديدة ، لذلك عليها ان تشرع في حراك مهني يدعم فكرة البحث عن الكفاءات المهنية الحقيقية ، ورفد التحرير بالمواهب الشبابية المهنية الواعدة ورعايتها وتطويرها والاهتمام بالتحرير وتعزيزه وابتكار افكار جديدة لتسويق الصحيفة، والبحث عن مصادر تمويل من خلال الاشتراكات والاعلانات في الصحف الورقية ومواقعها الالكترونية ، قبل وصول العاصفة التي تهدد وجود الصحف الضعيفة ، وهي العاصفة التي قد تحرمنا من الحصول على صحف ورقية كانت تحمل الينا الدفء والحميمية يوما ما .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.