صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الأزمة بين المعايشة والمواحهة

0

خاص بصحيفة المقر

في إدارة الأزمة ثمة من ينكر وجودها أصلا ويرفض الاعتراف بها ابتداء وبدعوى هيبة الدولة والكبرياء الوطني او من يخطئ في تشخيصها -اي الأزمة- ويخطئ في علاجها أيضاً والموت البطيء أو السريع هو النتيجة المحتومة لهذه الحالة.

واما الإدارات الناجحة فتتراوح بين مواجهة الأزمة بطريقة علمية وضمن جدول زمني يحاصرها ويسعى لتفكيكها وانهائها وبين قيادة استشرافية تعالج المشكلات الإفتراضية قبل وقوعها وتجهد في إبداع الحلول لاي حدث طارئ او أزمة مفاجئة وتعنى بالبحث العلمي واكتشاف اسرار الكون.

في الحالة الاولى تكبر الأزمة مع الزمن ومثل كرة اللهب تحرق كل شيء اتت عليه في طريقها حتى تصل الدولة إلى مرحلة الشيخوخة والهرم وتسمى في هذه الحالة بالدولة الفاشلة أو بالرجل المريض.

وفي الحالة الثانية دول فتية قادمة وقادرة على حماية حدودها ورعاية مصالحها واسعاد مواطنيها وتجري مناوراتها العسكرية وبالذخيرة الحية حتى بعد انتهاء الحرب الباردة.

بموجب السنن الكونية التي لا تحابي أحدا ولاتجامل دولة او نظاماً نفهم قانون الاستبدال وصعود الحضارات او اندثارها ” وان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم “.

العقل البشري مكلف شرعاً بالابداع وسبر الاغوار وكشف الاسرار واختراق الفضاء وهذا مناط التكليف وميدان التنافس والتسابق وفي كل المجالات فالازمة الإقتصادية تحتاج بالضرورة الى ادارة ناجحة للموارد وتجنب الفساد في الإنفاق.

الحكومات الناجحة والقادمة من رحم شعوبها تحرص على مشاركة الجميع في صناعة القرار ورسم المسار وخطة الطريق نحو مستقبل آمن ولمواجهة التحديات والتهديدات وتتجنب الإقصاء أو التهميش.

والحكومات العاحزة التي لاتعبر عن شعوبها ولا تشعر بمعاناة مواطنيها تستأثر بالسلطة والنفوذ وتسعى لإحراج المعارضة واضعافها وقمعها واعتقال نشطائها.

بالامس كتبت متسائلاً بعد تكفيل المعتقلين سياسياً من شباب الحراك الشعبي وبعد مضي اكثر من اربعة اشهر على اعتقالهم ما الذي حققته السلطات صاحبة القرار بتوقيفهم وتقديمهم لمحكمة أمن الدولة؟ غير الاساءة للاردن وسمعته داخلياً وخارجيا .

ان هذه الواقعة تؤكد اننا لم نعتبر من تجارب غيرنا ولم نتعلم من تجاربنا بضرورة الإصلاح الحقيقي الذي يضع حدا لتغول السلطات التنفيذي وتعسف استخدام الصلاحيات المطلقة التي اورثتنا فشلاً وفسادا واستبدادا .

وقد آن الاوآن ان تتوقف الوصاية العبثية على ارادة الشعب الذي بلغ مرحلة الرشد. حماية للوطن وصيانة لمصالحه وأمنه المجتمعي وسلمه الوطني .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.