صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الطريق الى جنيف تمر بطهران

0

معركة دبلوماسية طاحنة تدور فصولها في جنيف حول الملف النووي الايراني قبيل تحديد مؤتمر جنيف الثاني حول الازمة في سوريا ، فهل هناك اتجاه لعقد صفقة تربط ما بين المؤتمرين الايراني والسوري ؟

شهدت الساعات الاخيرة في مفاوضات جنيف بين الدول المشاركة وايران بعض المرونة الاميركية والاستجابة الايرانية ، وهي الحالة الطارئة التي احيت بعض التفاؤل بالتوصل الى صيغة للتوافق على حل مشكلة الملف النووي الايراني ، الا ان الموقف الفرنسي خلق حالة من الارتباك والبلبلة في اللحظات الاخيرة ، حيث شكك وزير الخارجية الفرنسي بالنوايا الايرانية ، مستندا الى مخاوف اسرائيل وبعض دول المنطقة من مخاطر المفاعلات النووية الايرانية .

والثابت ان كل طرف يسعى الى تحقيق بعض المكاسب ، او ان المشاركين من متعددي الاتجاهات والاهداف يحاولون تحقيق صفقات مرتبطة بالازمتين الايرانية والسورية معا ، اي ان الطلب من ايران التراجع خطوة الى الخلف في دعمها للنظام في سوريا مقابل القبول بحل مشكلة المفاعلات النووية الايرانية ، او على الاقل القبول بتعديل طفيف على الشروط الايرانية المتمثلة بطلبها الموافقة على التخصيب بنسبة 20بالمئة مقابل تخفيف الحصار على بيع النفط والاعمال المالية والبنكية .

بالمقابل هناك الموقف الاسرائيلي الرافض لدخول اميركا في اي اتفاق مع ايران ، وقد اعلن نتنياهو صراحة ان الحكومة الاسرائيلية ضد اي اتفاق بين الاميركي الايراني حول التخصيب ، وهو الموقف الذي اجبر الرئيس الاميركي اوباما على الاتصال بنتنياهو وابلاغه التزام واشنطن بمنع ايران من التوصل الى صناعة السلاح النووي . ولكن رغم ذلك ما زالت وسائل الاعلام الاسرائيلية تتهم واشنطن بالهرولة باتجاه طهران ، في حين اعلنت الاحزاب الاسرائيلية دعمها لنتنياهو في دعوته الدول الغربية الى عدم الموافقة على تخفيف العقوبات على ايران ، ويبدو ان فابيوس كان اول المستجيبين لدعوة الاسرائيليين ، حيث كان اول من اعلن عن عدم امكانية التوصل الى اتفاق في جنيف.

والحديث عن مؤتمر جنيف الذي اعتبره الرئيس الايراني حسن روحاني فرصة استثنائية يجب ان لا تضيع يقودنا للحديث عن مؤتمر جنيف الثاني حول سوريا ، بحيث يعتقد البعض ان هناك ما يربط ما بين المؤتمرين ، او ان هناك قناة اتصال من تحت الطاولة . وفي ذلك اشارة الى التوافق الاميركي الروسي حول المسألتين ، وعني ان موسكو قدمت لواشنطن خدمات في تدمير الاسلحة الكيماوية السورية ، وفي فتح الملف النووي الايراني والضغط على طهران لتقديم تنازلات ، مقابل ان تقوم واشنطن بالضغط على المعارضة السورية ، او الفصائل الدعومة من الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر جنيف الثاني .

امام هذا المشهد المتشابك في اطرافه السياسية والمشتبك على الارض في صراع مسلح ، لا يمكننا الا ان نحزن على الشعب السوري الذي تحول الى لعبة امم ، دفع فيها ، وما زال ، الثمن غاليا من دمه ودموعه ومعاناته التي طالت اكثر مما يحتمله اي شعب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.