صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الكيماوي وجنيف 2 ابرز ملفات حل الازمة السورية

0

* أمريكا وروسيا تفشلان في الاتفاق على موعد لمحادثات السلام السورية

* سوريا ربما تحاول إخفاء أسلحة كيميائية

*السعودية تريد فرصة لمحاولة تعديل موازين القوى بسوريا

أعلن مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تراجع معلومات استخباراتية تشير إلى أن حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ربما تحاول الاحتفاظ ببعض الاسلحة الكيميائية بدلا من تسليمها بالكامل لتدميرها.
وأشار المسؤول الأميركي الى أن “هناك مؤشرات الى ان السوريين ربما ينوون الاحتفاظ ببعض مخزوناتهم في الاحتياطي.”
واضاف أنه من المهم ان يواصل المجتمع الدولي ضغوطه القوية على الحكومة السورية لضمان الاعلان عن كل الاسلحة الكيميائية السورية وتدميرها.

ملف الكيماوي

قال السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامانتا باور يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تراجع بشك إعلان الأسلحة الكيماوية الذي قدمته سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعد سنوات من التعهدات التي قطعها الرئيس السوري بشار الأسد ولم يف بها.
وبمقتضى مقترح روسي أمريكي وافقت سوريا في سبتمبر أيلول على تدمير برنامجها بالكامل من الاسلحة الكيماوية بحلول منتصف 2014. وحالت تلك الخطوة دون ضربات صاروخية هددت الولايات المتحدة بتوجيهها لسوريا في اعقاب هجوم بغاز السارين في 21 اغسطس آب على مشارف دمشق اودى بحياة مئات الاشخاص.
وقدمت سوريا في 27 أكتوبر تشرين الأول الإعلان المطول لبرنامج الأسلحة الكيماوية وسيتعين عليها أن تتفق مع المنظمة بحلول منتصف نوفمبر تشرين الثاني على خطة مفصلة للتدمير تشرح بالتفصيل مكان وكيفية تدمير هذه الغازات السامة ومنها الخردل والسارين وربما غاز الاعصاب (في.إكس).
وقالت باور “ما زلنا نراجع تلك الوثيقة من الواضح أن لدينا شكوكا نتجت عن سنوات من التعامل مع هذا النظام.. سنوات من التعتيم في سياقات أخرى وبالطبع الكثير من الوعود التي لم يتم الوفاء بها في سياق هذه الحرب الدائرة.”
وأشارت السفيرة الأمريكية إلى أن حكومة الأسد تعاونت إلى الآن مع البعثة المشتركة للمنظمة والأمم المتحدة التي تفقد فريقها إلى الآن 21 من 23 موقعا للأسلحة الكيماوية في سوريا. والموقعان المتبقيان خطيران بدرجة تعذر معها الوصول اليهما.
وأعلنت سوريا عن 30 منشأة للانتاج والتعبئة والتخزين وثماني وحدات متنقلة للتعبئة وثلاث منشآت متعلقة بالأسلحة الكيماوية. وأظهرت وثيقة المنظمة أن هذه المنشآت احتوت على قرابة ألف طن من الأسلحة الكيماوية أغلبها في شكل مواد كيماوية خام و290 طنا من الذخائر المعبأة و1230 طنا من الذخائر غير المعبأة.
وقالت باور للصحفيين بعد إطلاع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على المهمة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة “بالتأكيد ستسمعون منا في العملية اذا وجدنا عدم امتثال أو اكتشفنا تناقضات كبيرة في إعلانهم.”
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن الولايات المتحدة وروسيا فشلتا يوم الثلاثاء في الاتفاق على تحديد موعد أو على المشاركين في مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في سوريا. وأكدت دمشق من جديد في وقت سابق أن الأسد سيبقى في السلطة بغض النظر عن اتفاق السلام.
وقالت باور “لم يغير اتفاق الأسلحة الكيماوية وتنفيذه الموقف الأمريكي من الأسد. فالرجل الذي ضرب شعبه بالغاز -ويستخدم صواريخ سكود وكل أشكال الترويع ضد شعبه- لا يصلح لحكم هذا الشعب.”
وأضافت “تدمير الأسلحة الكيماوية لسوريا ليس بديلا لإنهاء العنف الذي يجتاح البلاد.”

السعودية والملف السوري

من جهة اخرى أشار مصدر دبلوماسي عربي لـ”الأخبار” إن الملفات الخلافية بين السعودية والولايات المتحدة ثلاثة: الاول، عدم توجيه واشنطن ضربة عسكرية للنظام السوري؛ والثاني، اختلاف في النظرة تجاه الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في مصر والاداء السياسي لحكام القاهرة الجدد؛ والثالث، المفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووي. ويضيف المصدر أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرياض أول من أمس أتت من البوابة المصرية. وفي العاصمة السعودية، رفع وزير الخارجية الأميركي من لهجة خطابه في وجه إيران وحزب الله. “منحة أميركية للسعودية، في الشكل والخطاب”، في مقابل تعهد سعودي بالمشاركة في جنيف 2، لكن، بعد حين.
ورأت مصادر دبلوامسية عربية أن السعودية تريد فرصة إضافية لمحاولة تعديل موازين القوى في الميدان السوري، وخاصة من الجبهة الجنوبية في درعا. في المحصلة، مؤتمر جنيف 2 لن يُعقد في 23 تشرين الثاني الجاري. وخلف الغرف المغلقة لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، جرى الحديث عن احتمال تأجيل المؤتمر إلى بداية العام المقبل، في حال لم يُعقد خلال أول أسبوعين من كانون الأول المقبل، بحسب دبلوماسي عربي.

محادثات السلام

اخفقت الولايات المتحدة وروسيا يوم الثلاثاء في التوصل لاتفاق على موعد لعقد مؤتمر السلام الخاص بسوريا واختلفتا حول الدور الذي يمكن ان تقوم به إيران في المحادثات الرامية لانهاء الحرب الأهلية وحول من يمثل المعارضة السورية.
وقال الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي رأس الاجتماع في المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف “كنا نأمل ان نكون في وضع يتيح لنا الاعلان عن موعد اليوم. للاسف لم يتحقق ذلك.”
وأضاف “لكننا ما زلنا نسعى جاهدين لنرى ان كان بوسعنا عقد المؤتمر قبل نهاية العام.”
وتشاور الإبراهيمي مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين والروس قبل توسيع نطاق المحادثات لتشمل ممثلين عن بريطانيا وفرنسا والصين والعراق والأردن ولبنان وتركيا والجامعة العربية.
وقال الإبراهيمي انه سيعاود الاجتماع مع مسؤولين روس وأمريكيين في 25 نوفمبر تشرين الثاني وعبر عن امله في ان يتفق معارضو الرئيس السوري بشار الأسد على مندوبين لتمثيلهم قبل ذلك ببضعة أيام.
وقال “أمام المعارضة وقت صعب جدا جدا ..انهم منقسمون وهذا ليس سرا يخفى أحد. انهم يواجهون مشكلات من كل صوب وحدب وليسوا مستعدين.”
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف الذي اجتمع هو وزميله النائب الثاني ميخائيل بوجدانوف مع الإبراهيمي ان الولايات المتحدة التي تدعم الانتفاضة ضد الأسد لا تملك النفوذ اللازم لتجميع وفد معارض يتحلى بالمصداقية لتمثيل فصائل المعارضة المختلفة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله “ليس المطلوب هو تمثيل المعارضة فحسب بل مشاركة وفد معارض يضم مجموعة واسعة من قوى المعارضة. وهذا ما يعجز الأمريكيون عن تحقيقه.”
وشاركت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي وروبرت فورد السفير الأمريكي لدى سوريا كمندوبين عن الولايات المتحدة في المحادثات مع الإبراهيمي.
وقال مسؤول أمريكي رفيع ان المحادثات كانت “بناءة للغاية ومفيدة جدا..نحن متفائلون بأن هذا المؤتمر سينعقد قبل نهاية العام.”
وأضاف المسؤول “اذا استغرق الأمر من الائتلاف المعارضة بضعة اسابيع اخرى لتجهيز انفسهم بالطريقة التي يشعرون انهم بحاجة اليها وان يكونوا شركاء كاملين بايفاد وفد شامل إلى المؤتمر فاننا سندعمهم على القيام بذلك.”
ويهدف مؤتمر السلام المقترح الى العمل على أساس الاتفاق الذي تحقق في يونيو حزيران 2012 بين القوى الدولية في جنيف والذي دعا إلى سلطة انتقالية تملك كل الصلاحيات التنفيذية لكنه لم يذكر صراحة ان الأسد سيتخلى عن منصبه.
وقالت دمشق مجددا يوم الاثنين إن الأسد سيظل في السلطة وهو ما يلقي بظلال من الشك على عملية التحول السياسي وهي المحور الرئيسي لمؤتمر (جنيف 2) المقترح.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الرسمية عن عمران الزعبي وزير الاعلام السوري قوله الليلة الماضية ان “سوريا الدولة والوطن والشعب باقون والرئيس بشار الأسد سيكون رئيسا لهذه البلاد في جميع الأوقات التي يحلمون ألا يكون رئيسا فيها.”
وتعثرت الجهود الدولية لانهاء الصراع الدائر في سوريا الذي اسفر عن مقتل اكثر من 100 الف شخص وشرد الملايين وقوض الاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وارسو يوم الثلاثاء “شيء وحيد مؤكد.. لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا” مشددا مرة أخرى على ضرورة رحيل الأسد.
واضاف “لا اعرف كيف يمكن لاحد الاعتقاد ان المعارضة ستبدي موافقة على استمرار الأسد.”
وقالت روسيا انه يجب دعوة إيران لمؤتمر السلام المقترح بعدما قال احمد الجربا زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الائتلاف لن يشارك اذا حضرت إيران.
وقال المسؤول الأمريكي إن واشنطن تدرك ان إيران ستقوم بدور في المنطقة وتريد التأكد من انه لن يكون دورا سلبيا. وتابع “لكن… الولايات المتحدة تعتقد ان على كل من يشارك في مؤتمر جنيف ان يؤيد بيان جنيف وان يتعهد بذلك قبل حضوره. إيران لم تختر عمل ذلك.”
واشار المسؤول ايضا إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي تقاتل إلى جانب قوات الأسد في سوريا.
وتابع “من المؤكد ان لدينا بعض بواعث القلق الكبيرة ازاء اشتراك إيران في الصراع وتمويل إيران لحزب الله.”
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف طلب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا بوضع اطار زمني واضح لرحيل الرئيس بشار الأسد مستبعدا وضع أي شروط مسبقة لمؤتمر (جنيف 2).
ودافعت موسكو عن الأسد في مواجهة مساعي غربية وعربية لفرض عقوبات دولية على النظام السوري.
وأوضحت موسكو وهي المورد الرئيسي للسلاح للحكومة السورية ان المحاولات الرامية لانهاء حكم عائلة الأسد المستمر منذ اربعة عقود حول اجزاء من سوريا إلى جماعات مسلحة يسيطر عليها متشددون إسلاميون.
وكرس الصراع في سوريا الانقسام الطائفي في الشرق الأوسط. ويشكل السنة الأغلبية في سوريا والجزء الأكبر من مقاتلي المعارضة ويتلقون الدعم من دول بالخليج العربي في حين تدعم إيران غير العربية الأسد.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو “يجب بكل تأكيد دعوة كل اصحاب التأثير على الوضع… وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب بل ايضا ايران.”
وتعارض السعودية والولايات المتحدة توجيه أي دعوة لإيران.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ان طهران قد تساهم في التوصل إلى حل سلمي وانها مستعدة لتوجيه نداء لانسحاب جميع القوى الاجنبية من سوريا.
وقال لتلفزيون فرانس 24 “نعتقد ان على الجميع ان يساعد الاطراف السورية على الجلوس إلى مائدة التفاوض للتوصل إلى حل..اولئك الذين يدعمون الجماعات المسلحة عليهم ان يقوموا بدورهم لانهاء هذا الوهم بان هناك حلا عسكريا (للصراع) في سوريا.”
وايدت الجامعة العربية يوم الأحد محادثات السلام المقترحة وحثت المعارضة على تشكيل وفد تحت قيادة الائتلاف الوطني.
لكن حتى في ظل الغطاء الدبلوماسي العربي فمن غير الواضح هل ستشارك المعارضة التي تملك تأثيرا محدودا على المقاتلين المعارضين في سوريا وبعضهم على صلة بتنظيم القاعدة.
وقال دبلوماسي عربي في جنيف “يحاول القطريون التوصل الى موقف موحد بين المعارضة لكن لا اعتقد انهم سينجحون.”
واضاف “الموقف السعودي يعقد الامور فهم ليسوا متحمسين جدا بشأن جنيف 2 بعد الان بعدما بعثوا بهذه الرسالة شديدة الغضب” مشيرا الى رفض السعودية لشغل مقعد في مجلس الامن الدولي.
وتشعر الرياض بالغضب ازاء ما تراه ضعفا في الالتزام الامريكي بالاطاحة بالاسد خاصة بعد تخلي الرئيس الامريكي باراك اوباما عن فكرة شن هجمات جوية بعد وقوع هجوم بغاز سام قرب دمشق في اغسطس اب.
وانتقد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل إيران يوم الاثنين قائلا انها تساعد الأسد على ضرب شعبه.
وردا على ذلك قال الزعبي “إننا نعد الدبلوماسية السعودية بأنها ستفشل سواء حصل جنيف أم لم يحصل ونحن لن نذهب إلى جنيف من أجل تسليم السلطة كما يتمنى الفيصل وبعض معارضي الخارج.”
واضاف “لأنه لو كان الأمر كذلك لسلمناها في دمشق ووفرنا الجهد والتعب وثمن تذاكر الطائرة.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.