صحيفة الكترونية اردنية شاملة

العراق يطلب الترياق من البيت الابيض !!

0

العراق في ازمة مزمنة مستعصية ، لذلك ذهب رئيس الحكومة المالكي يبحث عن الحل في واشنطن علّه يجد الترياق في البيت الابيض . هذه الزيارة ، والصورة التذكارية قرب الموقد مع الرئيس الاميركي انعشت ذاكرتنا واعادتنا الى مرحلة غزو العراق واحتلاله باستقدام الجيوش الاجنبية والاستقواء بها وتحريضها على احتلال بلاد الرافدين ، واسقاط النظام وتقويض هيكل الدولة ، بموافقة كل الاطراف العراقية الحاكمة الان ، والتي وزعت دم العراقيين على كل الدول.

في ذلك الوقت ، وقبل عشرة اعوام ، كان لدى الادارة الاميركية الرغبة والقرار والخطة لاحتلال العراق ، ولكن لم يكن لديها خطة او برنامج لمرحلة ما بعد الاحتلال واسقاط النظام . لذلك قامت الادارة الاميركية بحل الجيش واختثات البعث وتخريب الاقتصاد واسقاط النظام وتقويض مؤسسات الدولة المدنية ، وخلق حالة من الفوضى التي اسمتها الفوضى الخلاقة .

رحل الاحتلال تحت وطأة ضربات المقاومة الوطنية في العراق وظلت البلاد غارقة في الفوضى فانتشرت عمليات السلب والنهب والاغتيال والتهجير والانتقام ، وهي الحالة التي يدفع ثمنها العراقيون الان . لأن الذين عادوا الى العراق على ظهور الدبابات الاميركية ، لا صالحوا ولا سامحوا ، فكانوا اسرى شهوة الانتقام وتصقية الحسابات الماضية ، اي انهم ظلوا عالقين في التاريخ والماضي ، فاعتقلوا رجال النظام السابق ، واعدموا القيادات في محاكم فاشية ذكرتنا بمحاكم التفتيش تعاملت مع الوطنيين العراقيين بدافع الانتقام واشفاء الغليل وليس بحكم محكمة عادلة، واغتالوا العلماء والاطباء والمفكرين واساتذة الجامعات ، فأفرغوا العراق من الكفاءات والخبرات والعقول العظيمة .

وبالمقابل فتحوا الابواب امام كل فاسد وحاقد وطامع وطائفي ، فلم يقكروا في لحظة ما بمصالحة وطنية على قاعدة اشراك الكل في اعادة صياغة مستقبل العراق .

امام هذا المشهد المحزن المخزي سادت العتمة حتى غطت اجواء العراق، فانتشر العنف والعنف المضاد ، والرد على الانتقام الاعمى بالانتقام الاشرس وبدأت عمليات القتل العشوائي في الاحياء والاسواق والشوارع المكتظة بالعراقيين الابرياء ، الى ان افادت الاحصاءات الرسمية بأن حوالي 18 الف عراقي سقطوا ضحايا العنف منذ الاحتلال حتى العام الماضي ، وان عدد الجرحى بلغ اكثر من 190 الف جريح ، اضافة الى المفقودين والذين بلغ عددهم حوالي 16 الف عراقي.

واليوم نرى ان السلطات العراقية غير قادرة على مواجهة الاوضاع الامنية المتفجرة والتي يتصاعد عدد ضحاياها من العراقيين يوميا. فهذه السلطة العاجزة لا تملك القدرة على ادارة الازمة ، ولا ايجاد حلول داخل العراق ، اي حلول وطنية فنراها تطلب الدعم والمساندة من ادارة الاحتلال ، او انها تطلب عقد مؤتمر دولي لحل الازمة ضمن الحرب العالمية على الارهاب ، تحت عنوان دخول القاعدة على خط الازمة.

ولكن من الواجب اختصار الوقت والمرحلة والبحث عن حل عراقي لازمة عراقية وهو الافضل والاحسن والاقصر والاكثر جدوى . لأن الانفراد بالحكم وممرسة سياسة الاقصاء ورفض الاخر لم تعد مقبولة في اي مكان وزمان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.