صحيفة الكترونية اردنية شاملة

البيادق

0

خاص باـ”المقر”

في لعبة السياسة او لعبة الأمم ثمة مخططون ومتمكنون ومحترفون فاعلون ومؤثرون واصحاب نفوذ وفي الهوامش والأطراف يقبع صغار اللاعبين والهواة, وسط هذا المشهد الذي يخضع لمتابعة فائقة من اجهزة الرصد الدولي وفي مختبرات التحليل السياسي لقياس الوزن الحقيقي للمتغير الجديد وقدرته على التأثير في مجريات الأحداث, يتجلى صراع حاد وسريع يصعب التحكم بمجرياته أو ضبط نتائجه ومخرجاته, وهو أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غلياناً.

اطراف الصراع هي القوى الدولية المتوافقة على تقسيم المنافع والنفوذ فيما بينها من جهة والجهة الاخرى هي الإرادات الشعبية الجديدة الساعية الى تغيير قواعد هذه اللعبة التي استقرت عبر عقود طويلة من الزمن فيما تتركز أهداف الفريق الاول بارهاق القادم الجديد ومحاصرته واستنزافه وشطب تاثيره واخراجه من الملعب أو من دائرة التاثير واعادته الى الهوامش والاطراف.

في هذا الصراع ثمة احلاف وشركاء وهناك احجار وبيادق تابعون وأعداء وخصوم متمردون, ساخطون على بؤس الواقع وشقاء الحال, مكونات اللوحة كشفتها حكاية التجسس الاميركي على العالم من خلال رصد المكالمات والمراسلات وردود الأفعال, فالشركاء اعربوا عن عتبهم واحتجاجهم وربما عن غضبهم ايضا ولكن في اطار الشراكة التي تحكمها قاعدة الامساك بالمعروف وأما الاتباع فلم تثرهم حمية السيادة والانتماء الوطني فغابوا ولم يتقدموا بعتاب دبلوماسي خلافا لمنهجهم في التعامل مع شعوبهم فهم اسود في قمعهم الداخلي وفي الحروب نعامة.

ايها الساسة: ليس هذا هو الانتهاك الاول لحمى الوطن وليست هذه الاستباحة الاولى للسيادة الوطنية, فلماذا تصمتون صمت اصحاب القبور؟ ويعلو بطشكم وقمعكم لمن خالفكم الراي وعارضكم في هذا المسار, اسئلة وطنية ملأت الفضاء ولم تجد جوابا, لماذا يُعتقل الناشطون في الحراك الشعبي الاصلاحي المدني السلمي, وتلفق لهم التهم؟ ويُترك الذين نهبوا مقدّرات الوطن ومؤسساته؟ لماذا تنجح الحكومة في استرجاع ” ابو قتادة” من بريطانيا؟ وتعجز عن جلب وليد الكردي المحكوم بقرار قضائي في ملف فساد اسود؟ لماذا تتحرك قواطر الاعلام التابعة لمراكز القرار لمهاجمة الاهداف الحية في المجتمع وتسكت بل وتبارك بقاء الوصاية السياسية والامنية المفروضة على ارادة الشعب الاردني؟.

جملة القول المفيد ولكل من يعنيه الامر في الداخل والخارج لقد آن الاوآن ان تدركوا ان الشعب العربي قد مزق اكفانه وكسر قيوده وتحرر من مسكون الخوف المزروع في وجدانه, فلم يعد مجديا ان تراهنوا على اعادة الزمن الى الوراء او تعيدوا الشعوب الى اقفاصها, وخير لكم ان تتفاهموا مع الشعوب على الاصلاح وتتقاسموا معهم صنع القرار وتشاركوهم في صياغة الحاضر والمستقبل وتحمل المسئولية, وان تتوقفوا عن المراهنات العبثية بإدخال الجمل في سم الخياط, الفضاء السياسي العربي مشبع بعشق الحرية والانعتاق وقدرة الشعوب على التغيير ماضية ولن يقف امامها قمع ولا انقلاب مهما حظي بدعمكم وانفاقكم, والشرق الاوسط الجديد ترسمه ارادة الشعوب, وليس مهما ان يفوز الاخوان او ياتي غيرهم المهم ان تتوقف سلطة الاشباح التي اوصلتنا بالفساد والاستبداد والاقصاء الى ما نحن فيه من التخلف والهوان.

لا تركنوا الى الذين ظلموا ولا تعتمدوا على دعم الغرب لكم ولا تظنوا ان ما توعدون به من مال ونفط قادر على ان يوقف عجلة التغيير, لا تقبلوا ان تكونوا احجاراً على رقعة الشطرنج ولا بيادقاً بيد الاخرين,

انفقوا ماشئتم ومارسوا بطشكم كما يحلو لكم فقواعد اللعبة قد تغيرت بالفعل وستتجرعون حسرة الندم اذا بقيتم في غيكم تائهون, ولا زالت الفرصة سانحة قبل ان ياتي طوفان الجولة الثانية من غضبة الشعوب المصممة على ان تقطف ثمار ربيعها, فشعار المرحلة الاولى “الشعب يريد” وفي المحطة الثانية ” الشعب قدير” وقادم من بين الركام والحطام والرماد.

لكل شيء اذا ما تم نقصان فلا يُغر بطيب العيش انسان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.