صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الازمة سورية والحلول خارجية!!

0

في المنطقة حراك سياسي مكثف من اجل عقد مؤتمر جنيف الثاني لايجاد حل سياسي للازمة السورية بعد فشل الحل او الحسم العسكري . وفي المنطقة احداث دامية واقتتال اهلي ليس في سوريا فحسب بل في معظم البلاد العربية التي جعلت المشهد العربي اكثر تعقيدا.

وعشية انعقاد مؤتمر جنيف الثاني تسعى كل الاطراف الى الاستفادة من المساحة الزمنية التي تفصلها عن الموعد المقرر، او الذي سيتقرر في نهاية الشهر المقبل ، من اجل تحقيق تقدم على الارض وخلق امر واقع عسكري جديد يقوي موقفها التفاوضي في المؤتمر. لذلك ستشهد الساحة السورية عمليات تصعيد قاسية واكثر شراسة ووحشية يدفع ثمنها الشعب السوري .

والاصعب ، والاكثر تعقيدا في العملية السياسية ، يكمن في ان الازمة السورية اصبحت متعددة الاطراف والمرجعيات ، وخرجت من نطاق المحلية فاصبحت ازمة اقليمية ودولية ، بل تحولت من مشكلة داخلية الى حرب اقليمية ودولية ساحتها سوريا ، وادواتها سورية وعربية واسلامية.

لذلك لا نرى في عقد مؤتمر جنيف اي نصر اواختراق ، لأن المشكلة الحقيقية التي سيواجهها المعنيون المشاركون تتمثل في كيفية ارضاء كافة الاطراف المتصارعة ، ونحن نعرف ان لكل طرف او فريق او فصيل هدفه واجندته الخاصة ، كما لكل مرجعيته الخارجية المرتبطة بمصالح بعيدة عن مصلحة الشعب السوري.

والثابت حتى الان ان نقاط الخلاف في جنيف اكثر من فرص اللقاء ، وان سبل الصراع اكثر من فرص التفاهم او التوافق حول حل سياسي ينهي مأساة ومعاناة السوريين ، خصوصا بوجود ومشاركة كل الدول المعنية بالصراع السوري ، وهو الوجود الذي لن يمنح السوريين الحرية الكافية للتحرك والتحاور دون شروط وقيود مسبقة .

والثابت منذ الان ، ان هناك بعض الاطراف والدول المعنية والمتورطة في الازمة السورية تحاول افشال اعمال المؤتمر ، او الحؤول دون التوصل الى حلول معقولة ومقبولة بين الاطراف السورية ، خصوصا تلك الفصائل المسلحة والفاعلة التي تعمل تحت الوصاية الخارجية ، والتي تضع شروطا مسقة بهدف تفجير المؤتمر قبل الوصول الى جنيف.

ولكن رغم كل تعقيدات المشهد يمكن التوصل الى قرار بوقف العنف والقتل العشوائي ومنع التصعيد العسكري لالتقاط الانفاس واعطاء فرصة للجهود السياسية ان تلعب دورا ايجابيا لوقف شلال الدم وبالتالي فرض مرحلة انتقالية ، وهو الانجاز الذي يمكن تحقيقه او فرضه بتوافق روسي اميركي بدعم من الشرعية الدولية ، وهو الجهد السياسي البديل الافضل للضربة العسكرية التي كانت واشنطن تلّوح بها ، والتي لاقت الرفض والاحتجاج من كل الشعوب.

نقول ذلك بكل صراحة لأن الامر خرج من اليد السورية ، ولم يعد من الممكن تحقيق حسم عسكري لصالح احد ، كما لم يعد بمقدور السوريين اجراء حوار وطني داخلي لحل الازمة بالطرق والوسائل السياسية . لذلك نخشى ان يعقد المؤتمر تحت مظلة من الشكوك والقلق وأسوأ الاحتمالات والتوقعات ، لأن المشكلة سورية ولكن الحل ليس بيد السوريين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.