حكومة ‘مهسهسة’
الله وحده فقط يعرف كيف تسيّر الأمور في بلادنا.. والله وحده فقط الذي يحفظ كياننا ووجودنا على الساحة والخريطة برغم كل “التخابيص” التي يقترفها مسؤولونا ..
**
فقبل ان ننسى فضائح مجلس النواب التي لا تنتهي من “بكسات” و”كلاشينات” و”كازينوهات” و”مشروبات” و”تسالي” وتنجيح بالتزكية من أول “الو” ..أطلت الحكومة “النضوة” برأسها لتشارك هي الأخرى في “المهزلة” السياسية متصدّرة الأخبار المنوعة والطريفة على صفحات الجرائد والمواقع العربية والعالمية…
تخيّلوا معي وزير العمل الأردني..يصعد الى منصّة مؤتمر، يخرج أوراقه..ويبدأ بقراءة ورقة العمل المقدّمة من طرفه عن تكنولوجيا المعلومات..بينما المؤتمر عن “المساواة بين الرجل والمرأة” ..وقبل ان يشرع في كلام الإنشاء استوقفته إحدى المشاركات ونبهّته منذ الجملة الثانية ..معاليك: ان المؤتمر المعقود عن “المساواة بين الجنسين”..وليس عن “تكنولوجيا المعلومات”..فاعتذر..بسبب “خربطة الأوراق”..واستسمح الأميرة راعية المؤتمر ان يلقنه احد أفراد طاقم مكتبه عن أهمية المساواة بين الرجل والمرأة..كما اسماها هو “كي ووردز” لينطلق بالحديث..قائلا: انا بس بدي كي وودرز وبقدر اكمّل!!..وهذا ما يثبت نظرية ان الوزير الأردني “سوبر مان” يفهم بكل شيء، وقادر على الحديث بأي شيء حتى لو الورقة التي بين يديه عن “الزلابيا”..
سؤالي ألم يسأل الوزير مدير مكتبه الى اين ذاهبون؟ ما هي الندوة؟ عن ماذا يتكلّم المؤتمر..؟؟؟ طيب بلاش ..الم يلتفت حوله وهو ينتظر دوره في الكلام.. ليرى “الستاندات” والبوسترات على جوانب المسرح التي تتحدّث عن “المساواة بين الجنسين”..طيب بلاش هذه أيضا…الم يستمع الى كلمات المشاركين والى المقدمة التي تلاها عريف الحفل…الا يفتح هذا الاستهتار تساؤلاً كبيراً: ما جدوى هذه المؤتمرات بالأصل اذا كانت فقط لتلاوة كلمات إنشائية و”صرف حكي” من قبل المسؤولين على الحضور ، بما انه قد كتبها موظف ليس لديه أي علاقة بالقصة ككل…
الا تعتبر المؤتمرات التي تحظى برعاية رسمية مهمة مجرّد وسيلة ظاهرها قانوني وباطنها مخصص “للهط” المساعدات والمنح التي تأتي لهذه البرامج بالأصل من قبل الكبار..
اذا كان برلماننا “حلبة مباطحة” وحكومتنا “مهسهسة”..فهل بقي أمل في الإصلاح والتقدم؟؟…
احمد حسن الزعبي