صحيفة الكترونية اردنية شاملة

معركة مصر المصيرية…سيناء مصرية و القدس عربية

الكلام عن سيناء بأنها أرض بديلة للدولة الفلسطينية أمر في غاية السذاجة و لا يرتقي لاية حلول منطقية للقضية الفلسطينية. و لأسباب عديدة أولها ان الاراضي المصرية هي اراضي تابعة لسيادة دولة عظمة في منطقة شرق الأوسط و لا تُنْزَعْ عن طريق الحرب او البلطجة العسكرية او السياسية…فمنذ تأسيس الدولة المصرية بعد ان كانت مملكة في ثورة يوليو من عام 52 و تبعت هذه الاراضي السيادة المصرية لتصبح جزاء من كينونتها و اراضيها الوطنية و نسيجها الإجتماعي. و هي جزءا لا يتجزء من تضاريسها الجغرافية و تخضع لحماية جيشها و أمنها المحلي و يعد أهلها جزءا من المجتمع المصري…سيناء مصرية بالكامل و فيها قناة مائية مشهورة و حساسة لسفن التجارة العالمية و لذلك تعد جزء من الأمن القومي المصري و الدخل القومي للجمهورية و كانت كذكلك الى يومنا الحالي.

السبب الثاني الذي يفقد هذا الطرح اية منطقية او واقعية هو ان هنالك سبب قومي كبير يجعل انتزاعها عن الدولة المصرية مستحيل كإنتزاع القلب من جسد إنسان…فكل حبة تراب من اراضيها قد إرتَوَتْ من دماء الشهداء الذين دافعوا عنها في حرب تأميم القناة عام 1956 و ايضا في عام 73 في حرب اكتوبر…مما يجعلها مصرية و اراضي وطنية مائة بالمائة، كيفما نظرنا الى هذه البقعة من الاراضي المصرية فإننا سنرى بأنها وطنية سواء عن طريق شرعية إمتلاكها و تبعيتها للدولة المصرية بسحب القانون الدولي و شرعية الحدود المرسومة و المسجلة بحقها كدولة بالأامم المتحدة أو…بحق آلآف الشهداء من الجيش المصري الذين سالت دمائهم عليها لتصبح اراضي شرعية مصرية بحسب شريعة الدم و الشهادة ايضا…فلا أعلم كيف يستطيع البعض التنظير بكل سذاجة بأنها من الممكن ان تكون اراضي بديلة للدولة الفلسطينية…بأي شرعية و بأية منطق يتكلمون…فحتى لو لا سمح الله حدثت الكارثة الكبرى و تمت مباجثة الأمر سينطق تراب سيناء الذي لطالما ابتل من أمطار السماء المصرية على مدى العقود السالفة و ارتوى من دماء الشهادة الطاهرة و يقول للعالم بأنها مصرية و لن تتبع إلا لمصر ، فلا أعلم هل هذه التصريحات التي نسمعها من ساسة اسرائيلين او عرب من حين لاخر دلالات بأن عملية السلام بين اسرائيل و الدولة الفلسطينية وصلت أخيرا الى حائط مسدود كلياً؟

لا يجب أن تدفع مصر ثمن هذا الإنسداد في المباحثات، فالجانب الإسرائيلي لا يشعر بأنه مجبور ليتنازل عن حقه بإمتلاك اراضي الدولة الفلسطينية بالكامل…وكل القاطنون على الاراضي الفلسطينية يشعرون بهذا الخطر القادم بحق ممتلكاتهم، فطالما بقيت هذه المباحثات معطلة قد تطالب الدولة الإسرائيلية بكافة الأراضي الفلسطينيةز..فما الرادع امامها إن لم تُرَسًمْ حدود و معالم الدولة الفلسطينية رسميا لدى الأمم المتحدة، فلا يكفي أن تعترف اليونسكو بالدولة الفلسطنية او رفع علمها في الأمم المتحدة مع باقي الأعلام…بل الرادع الوحيد هو اتفاق سياسي كامل تتوضح به جميع هذه الأمور و تتوضح به سيادة الاقصى ثم يتم اقراره بالأمم المتحدة… و السيادة على القدس…فلمن ستكون؟ الأمر لا يعالج بِحُقَنْ تخدير بالإعلام العربي بل في حل سياسي شامل يلجم عملية سفك الدماء بالكامل و يوقف نزيف الدم الدائر عند االطرفين و يعطي للدولة الفلسطينية حقوقها بالكامل و معالمها الجغرافية…و سأستثمر بجرأتي في هذا الموضوع و اقول بأن القدس مربط الفرس…ثم اراضي 67…الى متى سيتم التغاضي عنها؟ هنالك الكثير من القضايا الغير منتهية في الملف الدسم لهذه القضية التي بقية معلقة حوالي السبعة قرون…فلا أحد يريد تقديم التنازلات خصوصا بسيادة القدس، لذلك هي عالقة و ستبقى كذلك من دون حلول منطقية و ستحل بقوة السلاح عاجلا ام آجلا، و هذا الأمر ليس بالغريب عنها فلطالما ترجم الطرفان الإنسداد بالمباحثات بالمواجهات المسلحة و صدقا لكي لا نحلم بأن القدس بمتناول ايدينا قد تسلب منا مع الاراضي المبتقية من الضفة لأن ليس هنالك اتفاقية رسمية بين الجانب الإسرائيلي و الفلسطيني تجبر الجانب الإسرائلي على عدم استخدام السلاح ضد الدولة الفلسطينية و ابنائها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سأستثمر بجرأتي و أقول بأننا قد نفقد السيطرة على القدس باي لحظة…و على الأكيد سيتسبب هذا الأمر بغضب الدولة الأردنية مليكاً و حكومة و شعبا، فلن يسرنا هذا الكلام كأردنيين إطلاقا، و لكنه واقع يجب ان نتوقع بأي لحظة، فمنذ متى و هي بين ايدينا رسميا و نستطيع صيانة ملكيتها عسكريا؟…نحن شعوب أضعف عسكريا من الجيش الإسرائيلي و حلفائها…فلطالما دعمت أمريكا اسرائيل بالسلاح و المال و التكنولوجيا العسكرية…فللذي يراجع احداث حرب تموز الذي يدعي حسن نصرالله يائساً بأنها انتصار لهم سيرى بأن الطيران الإسرائيلي هدم المباني على رأس أهل جنوب لبنان من الشيعة؟؟؟؟؟ فمن ردعه عن ما فعل؟؟؟؟؟ و قد حرق اراضي الجنوب بصواريخه المدمرة، مما لا شك به أن الجيش الإسرائيلي قادر بمصادرة اية اراضي يريدها بالضفة و بضم القدس لاراضيه الرسمية باي لحظة فمن سيردعه عسكريا…نحن نكابر من شدة قهرنا و ليس بين ايدينا اية امكانيات لحزم الأمور إطلاقا…و على الدولة الفلسطينية الخروج بشئ يحدد حدودها الجغرافية و يصون اية اراضي تستطيع الخروج بها من قبضة الجيش الإسرائيلي قربما سيكون هذا افضل للدولة الفلسطينية قبل أن تحدث الكارثة و ينجح تبجح حزب الله ربما و استفزازته بالجنوب من جلب حرب مدمرة آخرى تغير الواقع الجغرافي الحالي…او قبل أن تكون عواقب إنسداد المفاوضات وخيمة و تفقد الدولة الفلسطينية حصانة اراضيها…فأعود و اكرر بأنني اقول واقع قد يَضْحَكْ البعض عليه…و لكن المشكلة بأننا لا نمتلك من يردع اسرائيل عسكريا عن فعل اي شيئ تريده…و أكيد أن طرح سيناء كوطن بديل للفلسطينين ليس منطق ستقبل به الدولة المصرية…و للذي يشكك بكلامي فالينظر الى الحرب الضروس التي تشنها القوات المسلحة المصرية لدحر الإرهاب الخسيس بها…فهل هذا منطق دولة تنوي التنازل عن سيناء او عن اي من اراضيها الوطنية؟ لا و ألف لا…سيناء مصرية و القدس عربية…فإسرائيل ستفعل ما تريد لذلك ساقول ما اريد…سواء لأنني مقهور…او لأنني أحلم…أو لأنني عربي اصيل…سيناء مصرية بإذن الله و القدس عربية…فلطالما كانة الكلمة ملكي فلن يمنعني كائن عن قول ماريد بإذن الله…و لكن الواقع مرير أكثر مما نتخيل،

التعليقات مغلقة.