صحيفة الكترونية اردنية شاملة

فرص الأردن في إعادة إعمار سوريا والعراق

لا شك أن موقع الأردن الجيوستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط يؤهله على الدوام للعب دور إقليمي عابر لحدوده، ويوطد علاقاته الاقتصادية مع الجوار بسبب الموقع من جهة والارتباطات التاريخية المتراكمة منذ عقود من جهة أخرى.
في الجوار الشرقي هناك العراق، وفي الشمال سوريا، وهما دولتان ترتبطان مع الأردن بعلاقات متشعبة منذ القدم، والأردن في سياساته الإقليمية يعتمد على التوازن والاعتدال، وهو على الدوام ينظر إلى مصلحته من زاوية المصلحة العامة للإقليم.
بالنسبة للجانب العراقي، فالعلاقات السياسية في تطور مستمر، وهناك زيارات متبادلة لكبار المسؤولين من كلا البلدين، إضافة إلى الوفود الاقتصادية التي يترأسها القطاعين الخاص لدى الجانبين.
المفاوض الأردني استطاع في الفترة الأخيرة أن يكسر الكثير من العقد الإجرائية التي تحد من انسياب السلع الأردنية إلى العراق، وفعلا تم الاتفاق على وضع قائمة سلعية أردنية تمر من المملكة إلى العراق دون قيود جمركية كما كانت في السابق، وتم فعلا الاتفاق على ذلك رسميا.
على أرض الواقع ما زالت العقبات على حالها في هذا الأمر وهناك إجراءات وتعقيدات جمركية متشددة من الجانب العراقي.
هذه الإجراءات وبقائها من الجانب العراقي سيضع حدودا وعقبات كبيرة أمام المستثمرين الأردنيين الراغبين في المساهمة والمشاركة في إعادة إعمار العراق، وهنا بدأت بعض التحاليل الإعلامية تتحدث صراحة عن أن القرار النهائي في العراق اليوم هو بيد إيران تحديدا، وأن أي تعاون اقتصادي أردني عراقي يجب أن يكون محاطا بالمظلة الإيرانية التي لا يمكن أن تترك الجانب الاقتصادي دون أن يتبعه أو يسبقه جانب سياسي.
أما سوريا، فالأمر مختلف، فهناك اعتقاد راسخ من الجانب السوري أن الأردن سياسيا لم يكن في صفه وبجانبه خلال أزمته الراهنة، رغم أن الأردن حافظ على سياسة الاعتدال والتوازن وعدم الانجراف وراء ما كانت تسعى إليه دول كبرى في جرّه إلى أعمال عسكرية داخل سوريا تحت شعارات متعددة، وهو ما رفضه الأردن جملة وتفصيلا، ووقف موقفا واضاحا ضد الإرهاب بكافة أشكاله.
لكن هناك من يرى أن فرصة الأردن في المشاركة في جهود إعمار سوريا بات اليوم ضعيفة بسبب تسابق الدول الكبرى خاصة روسيا وإيران والصين على الاستحواذ على حصة الأسد في إعمار البلاد المنهكة من الحرب والدمار.
لا بل إن هناك من يعتقد أن قرار المشاركة في إعادة إعمار سوريا قد يكون بيد الدول الحليفة عسكريا مع نظام دمشق، وقد يكون جزءا من منظومة التفاهمات بين القوى المجتمعة عسكريا على الأرض السورية.
واضح أن فرص الأردن في المشاركة في إعمار كل من سوريا والعراق باتت ضئيلة في ظل المعطيات الراهنة مالم تحصل تغيرات إقليمية وسياسية تؤدي إلى تعزيز دور المملكة ضمن منظومة التحالفات الإقليمية في المنطقة.
[email protected]

التعليقات مغلقة.