صحيفة الكترونية اردنية شاملة

فيديو لشاب يحاول اغتصاب فتاة يثير صدمة في المغرب

اهتز الرأي العام المغربي بعد انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر شابا يقوم بتعنيف تلميذة بعد أن أسقطها أرضا محاولا نزع سروالها لاغتصابها بالقوة، فيما يهم صديق له بتصوير فيديو الواقعة دون أدنى تدخل. يأتي هذا الفيديو، ليضاف إلى مجموعة من الفيديوهات السابقة، التي رصدت مجموعة من الاعتداءات الجنسية التي كان ضحاياها شابات وتلميذات في مختلف المرافق العمومية، آخرها ما عرف بـ«فتاة الحافلة» في مدينة الدار البيضاء.

وألقت الشرطة أمس الأربعاء القبض على المراهق المتهم الذي ظهر في فيديو يحاول تجريد فتاة تدعى خولة، وهي قاصر وتلميذة في السنة الثالثة إعدادي، وتنحدر من دوار «المعلمين» في جماعة بوشان، فيما يبلغ الشاب الذي حاول نزع سروالها بالإكراه وهي تصرخ، 21 سنة واسمه ياسين، كما تم التعرف على هوية الشخص الذي قام بتصوير الحادثة.

ويظهر من خلال الشريط الشاب وهو يمرغ الفتاة القاصر على الأرض، فيما يهم صديق له بتصوير فيديو الواقعة، دون أدنى تدخل، ويظهر الفتاة في مكان خلاء تصرخ طالبة النجدة وتصيح بعبارة «واش معندكش اختك»، دون أن يتمكن أحد من إنقاذها وإبعاد الشاب عنها، قبل أن يلوذ «الذئب البشري» بالفرار من مكان الجريمة.

ودخلت المديرية العامة للأمن الوطني على الخط من خلال إجرائها مجموعة من الأبحاث والتحريات الدقيقة، بهدف تحديد هوية الشخص الذي ظهر في شريط الفيديو، فضلا عن الكشف عن مكان وتوقيت ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. وقالت في بلاغ إن مصالحها كانت قد رصدت شريط فيديو منشورا على شبكة الإنترنت، مدته 55 ثانية، يظهر فيه شخص في العشرينيات من عمره وهو بصدد محاولة نزع ملابس فتاة تحت الإكراه، بينما يقوم شخص ثالث بتوثيق تلك الأفعال الإجرامية باستعمال كاميرا رقمية».

وقال الكاتب جواد مبروكي «ما يقع في شوارعنا ما هو إلا مقياس لدرجة جودة التعليم والتربية المنزلية. فبأي مبادئ وقيم تشبع هذا الشاب لكي يتجرأ على الاغتصاب في وسط الشارع وبمساعدة أصدقائه الذين يصورون مهارته في السعي وراء ممارسة الجنس والتفاخر بشدة فحولته». وأضاف مبروكي لـ«القدس العربي»: «هذا الفيديو لا يصدمني كما لم يصدمني من قبله فيديو اغتصاب فتاة حافلة الدار البيضاء لأنه مجرد مقطع واحد من مسلسل الاغتصاب الدائم في المجتمع والمسكوت عنه في بلد يفتخر بإيمانه وتشبثه بالتقاليد والدين. ولكن للأسف ما في أرض الواقع أمر ومن الصعب ابتلاعه وقد حان الوقت لنرى وجوهنا في مرآة الحقيقة».

ووصفت الشبيبة المدرسية الواقعة بالمقززة والتي لا تبعث على الأمان والطمأنينة، بقدر ما تنذر بخطورة الأوضاع في محيط بعض المؤسسات التعليمية التي تشيد بعيدا عن الأحياء والمداشر وعن السكان.

ودعت الشبيبة في بيان لها، السلطات المعنية إلى فتح تحقيق عاجل ومباشر في الموضوع واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لمعاقبة الجناة، ورد الاعتبار إلى الفتاة الضحية وتوفير وسائل الاستشفاء والدعم النفسي والجسدي لها ولذويها، مطالبة السلطات المعنية بقطاع الطفولة بسن قوانين زجرية وإجراءات تحسيسية، للحد من ظواهر العنف والإجرام والتعرض والسرقة في محيط المؤسسات التعليمية وغيره. 

وأدان البرلمان المغربي بشدة محاولة اغتصاب الفتاة، وطالب نواب البرلمان الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات بحق الجناة المتورطين في هذه الجريمة.

واجتاحت حالة من الصدمة والغضب الشديدين تعليقات المواطنين المغاربة بعد انتشار مقطع الفيديو، وغزا هاشتاغ #واش_ما_عندكش_اختك مواقع التواصل الاجتماعية، خصوصا في فيسبوك، ونبهت مئات التدوينات إلى خطورة الأفعال التي أقدم عليها الشاب. واعتبر المعلقون أن الواقعة ليست الأولى من نوعها، وأنها تظهر بشكل جلي أعطاب المجتمع تجاه الإناث، مطالبين بإلحاق أقصى العقوبات على مرتكب الفعل الشنيع، ومن ساعده بالتصوير والنشر.

معلقون آخرون اعتبروا أن الحادث دليل على صدق ما قاله المفكر المغربي محمد جسوس، الذي أكد على فشل المنظومة التربوية، والسياسات الموجهة للشباب، ملخصا القضية في مقولة «إنهم يريدون خلق أجيال جديدة من الضباع».

وكتبت الناشطة إيمان فهمي: «إذا أنجبت أنثى في هذا الوطن فعلميها كيف تقاوم… كيف تكون قوية وشجاعة… مقدامة لا تخاف… كيف تناضل… أخبريها أنها في غابة مكتظة بالوحوش»، قبل أن تضيف: «علميها الرياضة والتكواندو والكراتيه والسباحة وركوب الخيل ورمي الحجارة والنتف والضرب… المهم ماتكونش ضعيفة في هذا الوطن!».

واختارت الصحافية أسماء بلعربي التنبيه إلى خطورة «التضامن الموسمي» مع ضحايا الحوادث المماثلة، وكتبت «ماشفتش ومابغيتش نشوف الفيديو ديال البنت اللي كيغتصبها وحش ووحش اخر كيصور، ماشفتش حيت هادشي كيمرض كنوضو نغوتو ونستنكرو في إطار «حيدت اللومة عليا» وكنرجعو نمارسو حياتنا عادي» (لم أر ولا أريد أن أرى فيديو البنت التي يغتصبها وحش ووحش يصور، لم أر لأن هذا يمرض، نصرخ نستنكر في إطار أبعدت عني اللوم ونعود لممارسة حياتنا العادية». 

وتساءلت بلعربي عن مآل الطفلة ضحية حادث الاغتصاب في الحافلة العمومية في مدينة الدار البيضاء، والطفل عمران وغيرهما «التضامن الموسمي إلي كان فاشي وقت كيعطي شوية الراحة من تأنيب الضمير، دابا مابقاش بالعكس كتمرض بالإحساس بالعجز».

التعليقات مغلقة.