القوانين المفروضة على المنتجات البديلة تمنح السجائر التقليدية ميزة تنافسية رغم مخاطرها الصحية الكثيرة

أستاذ بجامعة أوتاوا الكندية: المراجعات السنوية لمكتب تحسين الصحة في المملكة المتحدة تظهر باستمرار أن منتجات التبغ البديلة تقلل من مخاطر التدخين التقليدي بشكل كبير

يجب تبني قوانين تتناسب مع معدلات المخاطر لتمكين المدخنين من التحول لمنتجات أقل ضرراً والتحول لمستقبل أكثر صحة.

حذر عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال مكافحة مخاطر التبغ والتدخين، من استمرار وجود لوائح وقوانين -ببعض الدول- تحول دون انتشار المنتجات البديلة، خاصة بعد إثبات العديد من الدراسات والأبحاث العلمية أن هذه المنتجات تحد من مخاطر التدخين التقليدي.
ودعا الخبراء إلى ضرورة تبني الحكومات لتشريعات مختلفة تعزز من قدرات المدخنين على الوصول لتلك المنتجات البديلة، من خلال السماح بتداولها بشكل أكثر سهولة، تماشيًا مع سياسات الحد من المخاطر الذي تدعمه هذه المنتجات.
وأكد الخبراء، أن العديد من الدراسات والأبحاث العلمية قد أثبتت أن منتجات التبغ المسخن، بالإضافة إلى السجائر الإلكترونية التي تعتمد على السائل ومضغات التبغ – جميعها أثبتت فعاليتها في خفض مخاطر السجائر التقليدية، وأن السبب الرئيسي للمخاطر الناتجة عن التدخين هو عملية الحرق التي تنتج العديد من المواد الكيميائية الضارة.
هذا وقد أعرب رئيس المجلس الاستشاري لمركز قانون وسياسة وأخلاقيات الصحة بجامعة أوتاوا الكندية، البروفيسور ديفيد سوينور، عن رفضه التام لاستمرار بعض الحكومات في الوقوف أمام المنتجات البديلة نتيجة تبني معلومات مغلوطة، خاصة بعدما أثبتت الدراسات العلمية أن هذه المنتجات أقل خطورة.
ونبه سوينور، إلى أن قوانين بعض الدول ما زالت تحول دون وصول المدخنين البالغين إلى منتجات التدخين البديلة منخفضة المخاطر، مشيراً إلى أن مثل هذه القوانين تمنح منتجات التدخين الحالية القاتلة ميزة تنافسية، وتعزز المعلومات الخاطئة حول كون السجائر التقليدية ليست أكثر خطورة من البدائل الخالية من الدخان، كما أكد أن المراجعات السنوية التي يجريها مكتب تحسين الصحة وتقليل المشكلات الصحية في المملكة المتحدة، أظهرت باستمرار أن البدائل تنطوي على مخاطر أقل بكثير من التدخين التقليدي.
وشدد سوينور، على أن استنشاق الدخان الناتج عن حرق السجائر التقليدية هو الذي يسبب الوباء العالمي، وأن تمكين المدخنين وتسهيل انتقالهم إلى منتجات خالية من الدخان يعد إنجازًا تاريخيًا على مستوى الصحة العامة في العالم.
كذلك، فقد أشاد البروفيسور سوينور، بما تقدمه حكومات دول، مثل: السويد والنرويج ونيوزيلندا واليابان، والعديد من البلاد الأخرى، من سياسات داعمة لتداول المنتجات البديلة منخفضة المخاطر، مثل: منتجات التبغ المسخن والسجائر الإلكترونية ومضغات التبغ، والتي أسفرت عن تراجع معدلات استهلاك السجائر بنسبة 50%، بما يؤكد على أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر، إذا أتيحت لهم الفرصة، سينتقلون إلى استخدام بدائل منخفضة المخاطر.
وفي نفس السياق، أكد زميل أبحاث في السلوكيات الصحية بجامعة أكسفورد، الدكتور جيمي هارتمان بويس، أن الأدلة العملية أثبتت أن النيكوتين على الرغم من أنه يسبب الإدمان، فإنه برئ من المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين، وأن السبب الرئيسي للمخاطر الصحية يتمثل في عملية الحرق والدخان الناتج عنها الذي يخرج محملاً بالعديد من المواد الكيميائية الضارة.
وأضاف بويس أن المنتجات البديلة التي تحتوي على النيكوتين يمكن أن تساعد المدخنين على الإقلاع، وأنها أقل في المخاطر بكثير من التدخين التقليدي.
ومن جانبه، قال أستاذ الطب الباطني في جامعة كاتانيا، ومؤسس مركز التميز لتسريع الحد من مخاطر التبغ (CoEHAR) في إيطاليا، الدكتور ريكاردو بولوسا، إن سياسات مكافحة التبغ الحالية تحتاج إلى مزيد من الأفكار المبتكرة لتحقيق نتائج إيجابية.
وتابع “بولوسا” بالقول: “بالإضافة إلى الدعوة إلى اتخاذ إجراءات مثل زيادة الضرائب المفروضة على السجائر التقليدية، وتنفيذ حظر التدخين في الأماكن العامة، وتعزيز برامج الإقلاع عن التدخين التي يمكن للجميع الوصول إليها، يجب أن تأخذ سياسات مكافحة التبغ في الاعتبار أيضاً دمج مبدأ الحد من مخاطر التبغ من خلال الترويج لمنتجات بديلة غير قابلة للاحتراق للمدخنين البالغين، وهذا ما يحدث بالفعل في بعض الدول، مثل: اليابان والنرويج والسويد وإنجلترا وأيسلندا.”