صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تحية الى المواطن الصحفي ودوره خلال الفاجعة

          في الوقت الذي يستعد فيه مجلس النواب لاقرار قانون قمعي جديد في مسلسل ( قوانين الجرائم الألكترونية ) هدفه ملاحقة المواطن الصحفي بالدرجة الأولى ، اثبت هذا المواطن ، خلال فاجعة البحر الميت ، ان وجوده على مسرح الصورة والخبر في هذا البلد امر ضروري . لأن كاميرا الهاتف الخلوي لهذا المواطن قدمت بالصورة والكلمة من الميدان ومن ارض الحدث ما لم يستطع الاعلام الرسمي والخاص ان يقدمه .
       لقد قدمت الفضائيات المحلية تغطية ميدانية مهنية جيدة للحدث بعد اربع او خمس ساعات من وقوع الفاجعة ، لكن كاميرا المواطن نجحت في تغطية جزءا من الحدث خلال هذه الساعات ( المعتمة ) مثل مشاهد التدفق الهائل للمياه الجارفة في السيل ، وقد شاهدت فيديوهات لمقابلات اجراها المواطن الصحفي مع مواطنين كانوا شهود عيان في لحظات وقوع الكارثة اسمعي ما قالوا يا لجان التحقيق !.
         ستبقى ناقصة اي استخلاصات للجنة الحكومية المشكلة للتحقيق في الفاجعة اذا لم تعد الى المشاهدات المصورة لكاميرا المواطن الصحفي التي تداولتها مواقع التواصل ، ومنها شهادات المواطنين الذين هبوا للقيام بدورهم في عمليات الإنقاذ .
        باعتقادي ان اهم سؤال يطرح حول هذه الفاجعة هو : لماذا تأخرت  عمليات الإنقاذ  ٤ ساعات ( حسب شهادات معلمة الرياضة وعدد من الأطفال المرافقين لها وعدد اخر من المواطنين من المنطقة ) مع ان مكان الحادث يقع في منطقة ( البحر الميت ) السياحية ، وهي منطقة حدودية ايضا ، وهناك مراكز للطوارئ قريبة جدا بالقرب من منطقة الحادث . لقد وقعت الفاجعة في خاصرة العاصمة عمان وبالقرب من انفاسها ومن جهاز الدولة العصبي ، انها لم تقع في منطقة نائية يصعب الوصول اليها في ظروف جوية سيئة حتى يتم هذا التأخر في عمليات البحث والإنقاذ وترك الأطفال في سفوح الجبل ينتظرون اربع ساعات قبل ان يطرد الخوف من قلوبهم . كل هذا يأتي ورئيس الحكومة كان قد ترأس اجتماعا للطوارئ قبل ايّام من المنخفض .
       انه سؤال الجاهزية والتقصير الذي يفترض ان يكون اهم الأسئلة الباحثة عن اجابة امام لجنة التحقيق الرسمية .
واعود الى المواطن الصحفي ،وهو بالالاف ،على مواقع التواصل لأوجه الف تحية ، لكل من ساهم منهم في توجيه الاضواء  على الجوانب الهامة من الصورة  التي لم تظهر في الاعلام الرسمي وغير الرسمي بكل مسمياته ،( وألف لا )لمسلسل قوانين الجرائم الالكترونية .
    الرحمة للشهداء من الأطفال والرجال والنساء ، لقد حل الحزن على فقدانهم في بيت كل اردني ، وفِي ذلك مواساة لأسر الضحايا الذين ادعو الله ان يلهمهم الصبر والسلوان .

التعليقات مغلقة.