صحيفة الكترونية اردنية شاملة

هل يشعل المعلمون الفتيل ؟ بقلم: حمزة أبو رمان

حمزة أبو رمان 

ما إن أقر مجلس النواب مشروع قانون الضريبة الذي أعدته حكومة عمر الرزاز بصيغته الحالية، حتى انهالت المنشورات “الشامتة” عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمن شاركوا في الحراك الشعبي العفوي الذي أسقط حكومة هاني الملقي خلال شهر رمضان الماضي، نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية وللسبب ذاته.

وراهن الشامتون من “فحيجة وسحيجة” مجددا على عدم مقدرة الشارع الأردني العفوي بالتأثير على صانع القرار، باعتباره حراكا غير منظم ولا يخضع لتوجيه وبلورة الأحزاب السياسية والنقابات المهنية على أقل تقدير، وهو من الناحية المنطقية صحيح لكنه لا يخضع لمعايير الصبر والتحمل عند الشباب الذي يثبت دائما أنه حاضر وينتظر ويراقب المشهد بعناية ويطالب بالتغيير والإصلاح الفعلي وليس عبر الشعارات الرنانة وتدوير السلطة بالطرق التقليدية التي أوصلتنا إلى هذه الحال.

النقابات المهنية عمليا عادت إبان حكومة الملقي من خلال مجلس النقباء المؤثر والذي استطاع أن يوجه الناس بالعودة إلى الشارع وإسقاط حكومة الملقي وهو ما حصل سعيا للإصلاح والتغيير.

وهذه المرة تبرز نقابة المعلمين وتصدر بيانا “خطيرا” من حيث الفكرة والصياغة والمضمون، حيث تطالب من الناحية النظرية بعدم إخضاع المعلمين لديوان الخدمة المدنية في التقييم السنوي لأداء الموظف بموجب اتفاقية وقعها الرزاز عند تسلمه مهامه ولم يوف بها، لكن من يقرأ البيان يدرك أنه يحمل العديد من الرسائل السياسية القوية للحكومة وصانع القرار ويهدد بالعودة للشارع قريبا.

ويأتي البيان ليؤكد دور النقابات المهنية في تعبئة الشارع وتوظيفه للتغيير والتأثير على صانع القرار، في ظل غياب الأحزاب السياسية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين من خلال الذراع السياسي لها، وهو حزب جبهة العمل الإسلامي “أكبر حزب أردني لديه قاعدة شعبية” والذي يكتفي بإصدار البيانات بعيدا عن مطالب الشارع، حيث كان آخرها دعوة “البرازيل” للتراجع عن قرارها بنقل سفارتها للقدس المحتلة !!

هذا إن لم نتحدث عن المعارضة الأردنية التقليدية التي اختفت بين لحظة وضحاها ولا نراها بالعين المجردة حيث غادر العديد منها البلاد طلبا للجوء السياسي في أمريكا وأوروبا، وتكتفي بسرد القصص المملة عبر مواقع “فيسبوك،يوتويب تويتر”، ما أفقدها ثقة الشارع، وأوصلنا إلى هذه المرحلة العبثية، التي تمارس فيه الأحزاب دورها من خلال النقابات والكتل الخجولة بمجلس نواب يفتقر لكل مقومات السلطة.

في الختام، هل تستطيع نقابة المعلمين إشعال فتيل التغيير والإصلاح وتتصدر المشهد السياسي اليوم، وقيادة الشارع لإسقاط حكومة الرزاز وتغيير النهج القائم ؟؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بالرد

التعليقات مغلقة.