صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أبطال من بلدي: عطوفة اللواء المتقاعد منصور المجالي

وبطلنا يتصف بالجرأة في الرأي والقرار، فبعد تفجيرات الفنادق الإرهابية في عمان عام 2005 وقف خلال اجتماع بحضور جلالة الملك ومدير المخابرات آنذاك، وأبلغ جلالته أين الخلل داخل الجهاز، وعلى أثرها تم إحالة المدير للتقاعد

نواصل الكتابة عن ضباط مخابرات كبار سابقون مميزون، عملوا في الظل وبصمت ونكران الذات، وتركوا بصمات وقدموا الكثير للوطن والقيادة الهاشمية وحافظوا على أمن واستقرار الوطن خلال خدمتهم، وغالبية أبناء الشعب الأردني لا تعرفهم.

وبطلنا اليوم تشرفت بالعمل معه مباشرة لمدة سنة، ضابط عمليات محترف من طراز رفيع، تسلسل في العمل الاستخباري العملياتي من رتبة ملازم حتى رتبة لواء، وكان آخر منصب تقلده مساعدا للمدير للعمليات، ذو خلق رفيع وطيب المعشر، رجل نزيه ونظيف وصادق وجرئ في قول الحق وصاحب قرار، ذكي جدا، مثقف، رجل مهني محترف وعملي ومؤسسي، لديه جلد وصبر في العمل، كان يواصل الليل بالنهار، هجر منزله وسكن مكتبه، عمل بهدوء وصمت بعيدا عن الاستعراضات، وحظي بثقة ودعم مدراء الجهاز الذين عمل معهم. بطلنا هو عطوفة اللواء المتقاعد منصور شراري نايف المجالي / أبو ينال (مواليد بلدة القصر – الكرك عام 1952، بكالوريوس في الإدارة والعلوم السياسية من الجامعة الأردنية عام 1975).

وبطلنا يتصف بالجرأة في الرأي والقرار، فبعد تفجيرات الفنادق الإرهابية في عمان عام 2005 وقف خلال اجتماع بحضور جلالة الملك ومدير المخابرات آنذاك، وأبلغ جلالته أين الخلل داخل الجهاز، وعلى أثرها تم إحالة المدير للتقاعد.

ولعب بطلنا الباشا المجالي دورا كبيرا في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في الخارج والتي كانت تستهدف المصالح الأردنية في الخارج (سفارات، دبلوماسيين، شركة الطيران الأردنية) وتمكن من إحباط عشرات العمليات الإرهابية، وكذلك إحباط عشرات العمليات التي استهدفت الأمن الوطني الأردني داخل الأردن.

وبطلنا النظيف والزاهد ذو الكرامة العالية لا يزال يسكن في شقة للإيجار، ولم يستغل عمله في الجهاز لمصالح شخصية أو عشائرية أو جهوية، ورفض استلام مبالغ مالية من بعض المدراء الذين عمل معهم لتحسين وضعه، لأنه يعتقد بأنها ليست من حقه.

وبطلنا من الكفاءات المميزة التي خسرها الجهاز، وكان مؤهلا لتولي إدارة الجهاز، وتم إبعاده وإحالته على التقاعد مبكرا، هذا هو بطلنا رجل مخلص لتراب الأردن والقيادة الهاشمية، عمل وأنجز بصمت وخرج بصمت ويعيش بصمت وهدوء وراحة ضمير، هذا رجل من الكفاءات المعطلة، ولا تزال لديه القدرة على العطاء وخدمة وطنة وقيادته الهاشمية، ووطننا في هذه الظروف الصعبة بحاجة الى رجال وكفاءات مميزة.

فكل الاحترام والتقدير لعطوفة الباشا أبو ينال ورحم الله ينال وأطال الله في عمره.

التعليقات مغلقة.