صحيفة الكترونية اردنية شاملة

لافروف: “الناتو” سبب إطالة الصراع الليبي ولدينا رؤية لحل الأزمة

حمل سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، “الناتو” سبب إطالة أمد الصراع الداخلي الليبي نتيجة ما اعتبره “تدخلا عسكريا من جانبه”، في إشارة لتحركاته للإطاحة بمعمر القذافي 2011، مؤكدا أن بلاده لديها رؤية لحل الأزمة الليبية.
جاء ذلك في حوار مع صحيفة الأهرام المملوكة للدولة لمصر، نشر السبت، بعد ساعات من وصوله القاهرة، ضمن جولته التي أعلنت الخارجية الروسية إنها ستشمل مصر والأردن في الفترة من 5- 7 أبريل/ نيسان الجاري.
وأوضح لافروف، في الحوار الذي أجري قبيل وصوله للقاهرة، أن ” الصراع الداخلي الذي طال أمده في لیبیا نجم مباشرة عن التدخل العسكري غیر الشرعي من جانب الناتو، وقد تسبب كل هذا في انزلاق البلاد نحو الفوضى، فيما تحول إلى مصدر عدم استقرار في المنطقة وأرض خصبة للارهاب”.
ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر، المدعومة من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق( شرق).
وأضاف: “مهمتنا الآن هي مد ید العون للیبیین من أجل تجاوز الخلافات القائمة والتوصل إلى اتفاقات ثابتة خاصة حول معايير المصالحة الوطنية”.
وتابع: “لدینا رؤیة مشتركة تجاه السبل الملائمة لإعادة بناء الدولة اللیبیة عبر الحوار الوطني الشامل بمشاركة ممثلي كل الفصائل السیاسیة والعسكریة الرئیسیة والمجتمع المدني والمناطق المختلفة في البلاد”.
وأكد أن بلاده “تدعم جهود المبعوث الخاص للأمین العام للأمم المتحدة في لیبیا غسان سلامة الهادفة إلى تنفیذ ما طرحه من خریطة طریق خاصة بتطبيع الأوضاع في لیبیا عبر إجراء الانتخابات العامة الحرة ‪ ‬والعادلة والإصلاح الدستوري”
وأعرب عن أمله أن المؤتمر اللیبي الذي یعقده المبعوث الخاص، منتصف أبریل في مدینة غدامس سوف يسمح بإحراز التقدم نحو تحقیق هذه الأهداف‪.‬
وأعلنت الخارجية الروسية، الجمعة، أن موسكو تضم صوتها إلى دعوات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لوقف العمليات العسكرية في ليبيا، وخاصة هجوم قوات خليفة حفتر، على العاصمة طرابلس.
ودخلت قوات حفتر، أمس الجمعة، مناطق جنوبي طرابلس، بعد سيطرتها، الخميس، على مدن غريان (80 كلم جنوب طرابلس) وصبراتة وصرمان (70 و60 كلم غرب طرابلس على التوالي)، ولكنها تعرضت لهزيمة كبيرة في مدينة الزاوية (45 كلم غرب طرابلس)، وتم القضاء على مجموعة متحالفة معها على بعد 27 كلم من العاصمة.
ومعلقا على اعتراف الرئيس اللأمريكي دونالد ترامب مؤخرا بسيادة إسرائيل على الجولان السوري، اتهم لافروف سياسيات واشنطن بـ”التناقض”، مؤكدا أنها “تسعى إلى تقویض كل جهود المجتمع الدولي وتدمير القاعدة القانونیة المعترف بها دولیا والتي تجري بموجبها كل الجهود الرامية إلى تسوية الاوضاع في الشرق الأوسط”
وعن ما يسمي بـ”صفقة القرن”، أضاف لافروف: “لم یطلعنا الأمریكیون على مضمون الصفقة”.
وأضاف: “الشائعات تقول إنه یُزعم ان تؤدي هذه المقترحات إلى السلام بین العرب وإسرائیل دون الاعتماد على الأطر القانونیة الدولیة المعترف بها لتسویة قضیة الشرق الأوسط، ‬إننا على الیقین أنه طریق مسدود”.
وأضاف: “من البدیهي أنه بدون تنفیذ حل الدولتین للقضیة الفلسطینیة ، لا یمكن التوصل إلى السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة‪.”.
وتابع: ” الرئیس الروسي فلادیمیر بوتین اقترح في خریف ٢٠١٦ عقد القمة الفلسطینیة الإسرائیلیة في موسكو دون شروط مسبّقة، ونحن لا نزال مستعدین لاستضافة زعیمي فلسطین ‪ ‬وإسرائیل”.
وأكد أن “مثل هذه المحادثات رفیعة المستوى یمكن ان تسهم في الخروج من المأزق الحالي”.
و”صفقة القرن”، خطة سلام تعمل عليها إدارة ترامب، لم تعلنها حتى الآن، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.

التعليقات مغلقة.