صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الصِناعة والجسم المَتين

توحيد المظلة الصناعيّة برئيس واحد وهو المهندس فتحي الجغبير غيّر عزف الإيقاع الكلاسيكيّ الذي كُنا نسمعه، فانتقلنا من مرحلة تبادل اتهامات بالتقصير إلى مرحلة تسجيل الإنجاز

القطاعُ الصناعيّ يَعيشُ مَرحلة ذهبيّة حالياً من حيث التنظيم الإداريّ الذي لم يعرفه من قبل، لاسيما وأن أهم غرفتين صناعيتين وهما صناعة الأردن وعمّان أصبحتا برئاسة واحدة، الأمر الذي جنبنا سماع أوصاف التخبط باتخاذ القرارت أو رئاسة غرفة صناعة الأردن تغرد بعيدا عن صناعة عمّان أو ما شابه ذلك من أوصاف كثيرة كُنا نسمعها في السنوات السابقة.

لعلي حينما قررت كتابة هذا المقال، تذكرتُ كيف كنا نسمع كيف كانت كُلّ غرفة تحمّل أي تقصير على الغرفة الأخرى، فتارة يحّلمون التقصير لصناعة عمّان وميل أخر نحو غرفة صناعة الأردن.

اليوم لم نعد نسمع مثل هذه الاتهامات، بل على العكس اصبحنا نسمع عن الإنجازات التي تُسجل والمشاكل التي تُحل والتحدّيات التي تُناقش، لم نعد نسمع أن الوفود الصناعيّة تُسافر فقط، بل على العكس اصبحنا نسمع ونتابع أن القطاعات الصناعية تتحدث عن نفسها بمعية رئيسها.

أن توحيد المظلة الصناعيّة برئيس واحد وهو المهندس فتحي الجغبير غيّر عزف الإيقاع الكلاسيكيّ الذي كُنا نسمعه، فانتقلنا من مرحلة تبادل اتهامات بالتقصير إلى مرحلة تسجيل الإنجاز.

الصناعيون لمسوا منافع توحيد مظلتهم، حيث اصبحوا يتوجّهون لمكانا واحد ولشخص واحد ليتابع معهم مشاكلهم وتحدياتهم ويوصل صوتهم لصانع القرار، فلم يعد الصناعيّ يذهب لرئيس غرفة صناعة عمان ثم يعود ليبث شكواه من جديد لرئيس غرفة صناعة الأردن، هذا التوحّيد هو منفعة حقيقية للوصول إلى الأهداف المنشودة.

المهندس الجغبير حظي بإجماع غير مسبوق من القطاع الصناعي مكّنه من رئاسة الغرفتين، في حين أن هذه الرئاسة انعكست على القطاع في توحيد مظلته بشكل إيجابيّ وقويّ.

توحيد هذه المظلة دفع عجلة الإنجاز بشكل اكبر، وذلك لان مجالس إدارة الغرف تفرغت للعمل نحو تنميّة القطاع وتركت تبادل الاتهامات الذي كان يشغل بالها في السنوات الماضيّة، حتى ما نسمعه من انتقادات حول أن الغرف مغّيبة، أنا اعتبره شخصيا كمن يضع العصا في الدولاب، لا يريد إلا الانتقاد.

لا أقول فقط أن الجسم الصناعيّ توحّد، ولكن أُضيف أن الشراكة مع الحكومة أصبحت مؤسسيّة مُنظمة، تسير وفق خطط عمل وآليات متحّدة وليست مُتناقضة، في حين أن السنوات السابقة كان وزير الصناعة يستمع للعديد من وجهات النظر الصناعيّة أو أن رئيس غرفة صناعة عمان لا يتفق مع رئيس غرفة صناعة الأردن، فكانت هذه التناقضات تضر القطاع ولا تصب بمصلحته.

احاديث الانتخابات انتهت حينما تم الإعلان عن الفائزين، وأن أثارتها من جديد لا تفيد ولا تضر، فالباحث عن المكسب يُدرك كامل الإدراك أن توحيد الجسم الصناعيّ يحقق المنفعة، وأما من يرى غير ذلك فإنه يحاول تشويه صورة لامعة ظاهرة للعيان.

اليوم القطاع الصناعيّ يسير بخطى ثابتة مكّنته من بناء صورته المتينة، فتوحيد كلمته تجعل من صانع القرار يستمع له بكل أصاغ ويناقش مطلبه بكل رَوِيَّة نحو الوصل إلى نتيجة ترضي كافة الأطراف.

توحيد رئاسة غرفتي صناعة الأردن وعمان جعلت من الجسم الصناعيّ له يد طولى وكلمة عليا، ونزعت منه اليد المهزوزة التي تبحث عن منافع ومكاسب شخصيّة.

[email protected]

 

التعليقات مغلقة.