صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أين الأحزاب ؟

فرصة تاريخية على مقربة من الأنتخابات النيابية و المحلية فوتتها الأحزاب الأردنية كالعادة .

و كان بإمكانها جميعاً أن تسعى إلى التوفيق بين أطراف أزمة المعلمين إن جازت التسمية .

فالنقابات إنكفأت عن التصريح في موقف لا يستغرب، و إن كان صمتها يجيّر موقفها إلى رفض الإضراب ولو كانت مجتمعة عليه لأصدرت بياناتٍ تؤيّده على الأقلّ ، لكنّها حكّمت العقل على مبدأ ” من لا يفعل شيئاً لا يخطيء “.

و كسبت العشائر جولة بسبقها نحو تشكيل أنوية تدعم الحوار و تؤيّده، و جاء أداء مجلس النواب ضعيفاً و متواضعاً.

فكانت الساحة خالية تقريباً أمام الأحزاب لتثبت أن لها بصمة ، لكنّها فوتت الفرصة و أكدت على منطقية العزوف الشعبيّ عنها لعدم إمتلاكها أدوات التأثير ولم تكلف نفسها عناء السعي نحو التأثير على أقلّ تقدير ، و أخصّ بكلامي التيارات غير المحسوبة على الأزمة .

لكن ما جرى يثبت من جديد أن القوى الحزبية خائرة بلا ضغوطات و لا مؤثرات من أيّ طرف ، و يؤشّر بجلاء أن نظام تمويل الأحزاب الأخير هو مجرد فرصة نهائية لإنعاشها ، و لا بدّ وأن يتلو الإنتخابات القادمة تقييم حقيقيّ و فعّالٌ لدعمها و تمويلها من عدمه.

كتبت كثيراً عن تآكل شعبية المنظومة الحزبية الموجودة، و هذه دعوة صريحة ليتقدم أصحاب الرأي و الحكمة من أهل المشارب الغائبة عن الساحة السياسية التي ما زالت تنتظر يميناً و يساراً و وسطاً بأيديولوجيا أردنية المنشأ و العقيدة، حديثة الفكر و التوجّهات.

لن أستبق الحكم ، لكنّ ما يدور يوحي – مع الإحترام – بألّا أحزاب موضوعية و مؤثّرة و تجيد التعاطي بديمقراطية على الساحة.

راجين الله العلي القدير أن يتغمد الفقيدة برحمته ورضوانه وأن يسكنها فسيح جنانه وأن يلهم أهلها وذويها جميل الصبر وحسن العزاء

إنا لله وإنا اليه راجعون

التعليقات مغلقة.