صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الطريق الصحراوي ممر للحياة

ان طريق الحضارات "الصحراوي" ليس صحراء ورمال ومدن وبدو على جنباته ينظر لهم العابرون ويقولون من هؤلاء سأقول لكم من هؤلاء انهم أحفاد طريق الحضارات واجدادهم كانوا هنا منذ أدام وحتى اليوم.

هو شريان الحياة للاردن وللاردنيين فمن خلال ميناء العقبة تأتي البضائع لتمر من القويره ومعان وجرف الدراويش وعلى مقربة من الطفيلة و الكرك والقطرانه وزيزيا إلى جمرك عمان لتصل إلى كل بيت في كل المحافظات .

هذا الطريق وعلى مدى خمسة عشر عاما منح لمقاولين فاسدين لا تدوم خلطتهم اكثر من عام ليتسطح الطريق مع أو شتوة وسمح للمقاولين باختصار الطريق من الجانبين حتى أصبح مثل الدرج في اطرافه الخارجية.

واليوم تأتي السعودية مشكورة لتقدم لنا طريق يدوم خمسة وعشرين عاما وباشرافها لتضمن ديمومته وسلامة مرتاديه وهذا لا يرضى المقاولين الذين اعتادو ان يكون الصحراوي كنز دائم يغرفون منه سنويا.

هذا الطريق حصد مئات الأرواح خلال الاشهر الماضية بسبب سوء اجراءات السلامة العامة احيانا كثيرة وبسبب عدم التزام السائقين ومخاطرتهم بالتجاوز الخاطيء او السرعة الزائدة.

هذا تاريخ الصحراوي كشريان اقتصادي ولكن هذا الطريق هو جزء من طريق الحرير والتجارة العالمية الذي يربط اسيا بافريفيا بالعالم وهو طريق الفتوحات فمنه مرت كل الحضارات الرومانية والبيزنطية والاسلامية وممالك المؤابين والانباط والادومين والخلافة العثمانية وقوافل الحجيج التي أتت من كل بقاع الأرض إلى الأرض المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

الصحراوي اليوم يفقد بريقه وتاريخه القديم العريق وأصبح يعرف من قبل البعض بطريق العقبة عمان وارتبط بسياحة شراء المكسرات من محمص الشعب والموز والراني والملابس الصينية الرديئة في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة التي استقطبت ٢٠مليار دينار استثمارات ويجب أن يكون لها دور في اعمار طريق الحضارات .

ولكن الصحرا ي يجب أن يكون اسمه “طريق الحضارات” وعلى جنباته الممتدة تقام المتاحف التي تخلد ما مر به من امم وشعوب من كل بقاع الأرض ليزوره السياح والعرب ومن الاردنيين ليعرف جيل الموبايل ان الأردن كنز التاريخ والتراث والحضارة المضاربة في القدم.

اما الاهل على الطريق الصحراوي اقصد “طريق الحضارات ” فيجب ان يكون هذا الطريق مصدر خير وبركة وحياه تدر عليهم لبنا وعسلا من طريق عامر بالحياه وللأسف يريدون له أن يكون طريق الموت.

كيف نصنع منه طريق للخير والعمل والرزق للعاطلين عن العمل والجمعيات الخيرية ومنتجاتها البيتية من غذاء وتراث بعيدا محلات التحف الصينية للسياح التي لا يستفيد منها سكان طريق الحضارات.

هناك مئات الجمعيات الإنتاجية على طريق الحضارات ممتده من زيزيا والقطرانه والطفيلة والكرك والبداية الوسطى والجنوبية ومعان والقويرة والعقبة لا تعرف كيف تسوق منتجاتها وللأسف كل الوزارات لم تساعدهم سواء التنمية الاجتماعية او السياحة الا بمعارض لا تسمن ولا تغني من جوع وحاجتهم اليوم إلى معارض تسويقية دائمة تنهض بالاسر الفقيرة والمتوسطة اقتصاديا، لذلك المقترح الأول والعملي هو استملاك موقع البعلبكي السياحي المهجور وتحويله الى معرض دائم لمنتجات الجمعيات للمناطق الواقعة على طريق الحضارات ويمكن ان يختار موقع ثاني في القويره للقادمين من العقبة وبهذا نضمن استدامة التسويق للجمعيات البترا والجفر والديسه وشيحان والعين البيضا والعامريه والسلطاني والمحمديه والراجف وجرف الدراويش وزيزيا ولا يبقى الطريق حكرا على تجار عمان الذين تدعمهم وزارة الصناعة والتجارة والسياحة ليعتاشو من طريق الحضارات من خلال محلات التحف الصينية التي تقدم للسياح وفي أماكن محددة وأبناء هذا الطريق يموتون عليه.

كذلك يجب أن تمنح الجمعيات مواقع على الصحراوي طريق الحضارات على شكل محلات لبيع منتجاتها او محلات تقدم الماكولات الشعبية والتراثية لرواد الطريق.

اما الشباب العاطل عن العمل فالخيارات كثيرة امامه والتي لا تكلف الدولة اية أموال نبدأ بالزراعة وابار المياه أسوة بمشاريع الجفر والحسينية والقطرانه وحدات زراعية توزع مع آبار وتربية ماشية وإنتاج حليب ولحوم والبان واجبان وسمن وجميد لنكون أسر منتجة على طول طريق الحضارات يستفيد منها مئات الشباب.

كذلك يمكن للشباب فتح محلات مختارة على الصحراوي تجهز من الحكومة وبمنح في مختلف القطات الخدمية مثل الاكل والشرب وخدمات غسيل السيارات والبناشر والسوبر ماركت وتسويق منتجات الزراعية لمحافظات الجنوب وكذلك المخيمات السياحية القريبة من طريق الحضارات لمن لا يرغب بالدخول في عمق الصحراء مع تأمين كل العاملين في هذه المشاريع بالتامين الصحي والضمان الاجتماعي على نفقة الدولة.

يجب أن تقام صناعات على طريق الحضارات بالاستفادة من خاماته الكبيرة مثل السيليكا والجير وذلك بإقامة مصانع للتحف من الجبصين بدل استيرادها من الصين.
وإقامة مصنع للزجاج بدل استيراده من كل بقاع العالم.
كذلك إقامة مصانع لمستلزمات البدو وخيولهم وجماله وحياتهم بدل استيراده من الصين.
كذلك إقامة مصانع للتحف تسوق للسياح.

يجب على رواد الطريق من المركبات ان يدفعوا لاستدامة الطريق سواء الاردنيين او العرب او اي زائر وبمعدل ٣دنانير سنويا من خلال بوابات على الصحراوي أسوة بدول العالم هذه المبالغ لتطوير الطريق ومرافقه وكذلك جزء منه للبلديات الواقعه على الطريق الصحراوي لتحسين خدماتها المقدمة للمواطنين.

يستحق طريق الحضارات متحف كبير في جرف الدراويش يجمع كل الحضارات من الكرك والطفيلة والبتراء ووادي رم يحكي تاريخ مشابه لمتحف حكايه في مادبا مع آثار تاريخية من مدن الصحراوي من عمان إلى العقبة وهذا المجمع يضم المتحف وخدمات الطعام والشراب والمبيت مع زراعة المكان بالأشجار الاستوائية الصحراوية.

إقامة متحف للثورة العربية الكبرى على طريق الحضارات في سطح معان وبما يليق بمن شارك بها من كل الاردنيين وهذا سيشغل الشباب ليقدمو عروض للسياح عن بطولة أمراء بني هاشم وعوده ابو تايه والحويطات واحرار الاردنيين والعرب في الثورة من أجل مستقبل العرب.

إقامة مهرجان كبير لمدة شهر لابناء طريق الحضارات الصحراوي يقدم ابناد الجنوب فيه تاريخهم التراثي والفلكلوري مع الخيل والهجن وذلك مثل مهرجان الجنادريه في السعودية يكون حدث سنوي يساهم في تسويق الأردن للعالم والسياح.

يستحق الطريق الصحراوي إدارة تعنى به وبمشاريعه الخدمة والانتاجية والاجتماعية والاقتصادية للمواطنين مع موازنة سنوية لا تقل عن خمسين إلى مئة مليون ليبقى هذا الطريق قبلة للباحثين عن التاريخ والترفيه والتراث وليبقي اهله اعزاء كرام على الدوام.

ان طريق الحضارات “الصحراوي” ليس صحراء ورمال ومدن وبدو على جنباته ينظر لهم العابرون ويقولون من هؤلاء سأقول لكم من هؤلاء انهم أحفاد طريق الحضارات واجدادهم كانوا هنا منذ أدام وحتى اليوم.

طريق الحضارات على جنباته استوطن العز والكرم والرجولة والتاريخ والحضارة وان الأوان ان نعيد له اسمه الذي منحه له التاريخ وليس نحن.

التعليقات مغلقة.