صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تعقيدات الاشتباك بين طرفي الصراع

لن تكون الأبواب مفتوحة، وليست الطرق ميسرة، ولا تقتصر خيارات طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على رغباتهما كي تحقق بسهولة، فكلاهما لديه أوراقاً يعمل على توظيفها، لعلها تمنحه فرصة النجاح والفوز بما يتطلع إليه.
العدو الإسرائيلي المتفوق يملك قوته الذاتية المتمكنة على الأرض، ولديه نفوذ الولايات المتحدة المسخرة لحمايته ومده بكل ما يحتاج من قدرات وإمكانات وتمدد ونفوذ، ولذلك لديه ما يستطيع لتوجيه صفعات لشعبنا الفلسطيني، ففي صفقة ترامب وخطته التي فاقت في محتوياتها كل المبادرات الأميركية التي قدمها: ريغان وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن وأوباما، ما تتضمن كل ما يريده اليمين الإسرائيلي الذي صاغها بالتعاون والتنسيق مع طرفي التحالف في إدارة ترامب: الإنجيليين برئاسة نائب الرئيس مايك بينس مع ممثلي الجناح اليميني الصهيوني المتطرف لدى الطائفة اليهودية الثلاثي: كوشنير وجرينبلات وفريدمان.
لقد وجهت إدارة ترامب مع فريق نتنياهو صفعات ليست قليلة المحتوى وشكلية الإجراء، لإحباط خطوات الفلسطينيين ضد الخطة الأميركية الإسرائيلية أولها الموقف الفلسطيني نفسه، وثانيها قرار وزراء الخارجية العرب، وثالثها بيان منظمة التعاون الإسلامي والخطوات مازالت متلاحقة، ستتوج في الأمم المتحدة بدءاً من مجلس الأمن حيث قدمت تونس العربية الإفريقية مع إندونيسيا الإسلامية الآسيوية، صيغة القرار ضد المبادرة الأميركية الإسرائيلية.
لقد تمكن ترامب ونتنياهو من تسجيل صفعات سياسية مماثلة للطرف الفلسطيني بدأت بحضور ثلاث سفراء عرب المؤتمر الصحفي الثنائي الذي أعلن فيه ترامب وخلاله خطته، رغم النداء الفلسطيني المطالب لممثلي البلدان العربية لعدم الاستجابة للدعوة الأميركية في حضور المؤتمر، وكانت الصفعة الثانية ضربة تحت الحزام لا تقل أذى عن صفعة واشنطن الأولى، وهي لقاء نتنياهو مع رئيس مجلس السيادة السوداني في أوغندا.
رام الله مازالت مترددة في توظيف ثلاث أوراق حصلت عليها، هي الأهم في تعزيز موقفها وصمودها وتماسكها، إضافة إلى قرار وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وبيان منظمة التعاون الإسلامي في جدة، لم تستثمر الجديد الذي حصلت عليه من: 1- رسائل وجهت للرئيس أبو مازن 2- اتصال إسماعيل هنية مع الرئيس، 3- وكذلك اتصال وزير الخارجية الإيراني، فالمعركة الأساسية على الأرض وفي الميدان تتطلب أقصى درجات الشراكة والوحدة بين مختلف الأطراف الفلسطينية وهي القاعدة التي يمكن الاعتماد عليها وتطويرها وتوظيفها لمواجهة تفوق العدو الإسرائيلي، فالروافع العربية والإسلامية والإفريقية والمسيحية وعدم الانحياز وأي مجموعات دولية أخرى تشكل روافع مساندة ولكنها ليست بديلة الفعل الفلسطيني على الأرض وفي الميدان وتوحيد البعثرة الفلسطينية بين فتح وحماس، وبين الجهاد والشعبية والديمقراطية مع مختلف الأطراف الفاعلة وسط شعبها وبين مساماته.
خطوات المواجهة والاشتباك السياسي الشعبي الفاعل يبدأ من فلسطين وهي العنوان الأول ولديها مفتاح النتائج وفق الأفعال والنضال والتضحيات، وتجارب الانتفاضة في محطاتها المختلفة أقوى دليل على صحة الخيار لمواجهة العدو الاحتلالي وهزيمته.

الدستور

التعليقات مغلقة.