صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الوفاق تطالب بقاعدة أميركية بدل رفض التدخل الخارجي في ليبيا

وزير الداخلية في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، يدعو الولايات المتحدة لإقامة قاعدة في ليبيا لمواجهة النفوذ الروسي بعد أن فشل التدخل التركي في حماية نفوذ حكومة طرابلس.

طلب فتحي باشاغا وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية من الولايات المتحدة إقامة قاعدة عسكرية في ليبيا في وقت يسعى في الليبيون وفي مقدمتهم الجيش الوطني الليبي إلى منع أي تدخل خارجي في بلادهم وعلى رأسها التدخل التركي.

وأفادت وكالة بلومبرغ الأميركية عن باشاغا قوله إن ليبيا لا تمانع إقامة قاعدة عسكرية أميركية حال طلبت الولايات المتحدة ذلك.

وأوضح باشاغا أن حكومة الوفاق ومقرها طرابلس اقترحت استضافة قاعدة بعد أن وضع وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، خططا لتقليص الوجود العسكري لبلاده في إفريقيا وإعادة التركيز على نشر القوات عالميا لمواجهة روسيا والصين.

وأضاف أن “إعادة انتشار القوات الأميركية غير واضحة بالنسبة إلينا، لكننا نأمل أن تشمل إعادة الانتشار ليبيا لكي لا تترك الولايات المتحدة الساحة لروسيا لكي تستغلها”.

وأكد أن حكومة الوفاق لن تمانع إذا طلبت الولايات المتحدة إقامة قاعدة في ليبيا، لافتًا إلى أن أنها “ستؤدي إلى الاستقرار في المنطقة”.

وشن نشطاء ليبيون هجوما لاذعا على باشاغا متهمين حكومة الوفاق بأنها “ترهن ليبيا مرة أخرى للوصاية الخارجية بعد أن فشلت في فرض التدخل العسكري التركي خدمة لمصالحها مهما كلفها الأمر”.

وكتب ناشط على تويتر متسائلا “كيف يخول لنفسه (باشاغا) تحديد مصير بلاد بأكملها دون مراعاة ما بذله شعبها من تضحيات لتنال الحرية فيلقي بها لقمة سائغة في أحضان الأمريكان ويطلب إنشاء قاعدة عسكرية أميركية في ليبيا”.

ويرى مراقبون للشأن الليبي أن أيام حكومة الوفاق أصبحت معدودة في ظل تتقلص نفوذها أكثر في العاصمة طرابلس حيث فشلت في حشد الدعم الدولي عبر الطرق الدبلوماسية وكذلك العسكرية بعد طلبها من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التدخل عسكريا لانقاذها ودعم الميليشيات التي تقاتل إلى جانبها.

وطالما نددت قوات الجيش الوطني الليبي بالتدخل الخارجي في البلاد وكما شددت وعلى ضرورة الوقوف في وجه الميليشيات والقضاء على الإرهابيين الذين تقوم بعملية عسكرية منذ أبريل الماضي لاستعادة طرابلس من قبضتهم.

وكشف تقرير نشرته وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في 7 فبراير الجاري، شروط القيادة العسكرية للولايات المتحدة في أفريقيا (أفريكوم)، لإعادة قواتها إلى ليبيا مرة أخرى، لمواصلة عملياتها في مجال مكافحة الإرهاب وجماعات التطرف العنيف.

وأبلغت قيادة “أفريكوم” وزارة الدفاع الأميركية أن “أحد الشروط لإعادة القوات البرية إلى ليبيا، هو وقف إطلاق النار بين الجيش الليبي وحكومة الوفاق، يضمن عدم قيام أي مجموعة باستهداف القوات الأميركية عن طريق الخطأ”.

لكن حكومة الوفاق لا يبدو استقرار الأوضاع في ليبيا يخدم مصالحها حيث تسعى بشتى الطرق لإفشال المفاوضات حول وقف التدخل التركي في ليبيا ووقف استلام الأسلحة من أنقرة ما أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.

والسبت، أعاد الموفد الخاص بحكومة الوفاق تعليق مشاركته في محادثات جنيف العسكرية (5+5) المقررة في 26 فبراير/ شباط الجاري.

وفي وقت سابق الجمعة، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة الجمعة إن  محادثات وقف إطلاق النار بين الطرفين تسير في “الاتجاه الصحيح” وإنه “يواجه عقبات” تتعلق بانتهاكات حظر الأسلحة والهدنة التي أعلنت الشهر الماضي.

وتضم اجتماعات اللجنة العسكرية في جنيف 5 أعضاء من الحكومة و5 آخرين من طرف الجيش الوطني الليبي. ويشكل عمل هذه اللجنة أحد المسارات الثلاثة التي تعمل عليها الأمم المتحدة إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي لحل الأزمة الليبية.

ولا تعتبر الأمم المتحدة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار “شرطا مسبقا” لإعادة إطلاق الحوار السياسي بين الطرفين الليبيين في جنيف، إلا أن الهدنة ومنذ دخولها حيّز التنفيذ تشهد خروقات متكررة، كما أن تدفق الأسلحة إلى ليبيا لا يزال مستمرا.

وقالت مصادر مطلعة إن حكومة الوفاق تراوغ عبر التهديد بالانسحاب لكسب الوقت في ظل الدعم العسكري الذي تتلقاه من تركيا منذ تدخلها في ليبيا، فبعد أن فشل المرتزقة التابعين للفصائل السورية الذين أرسلتهم أنقرة في حمايتها في طرابلس، تسعى حاليا إلى تأزيم الأوضاع أكثر عبر تحويل ليبيا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وموسكو.

ويتهم قائد قوات الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحليفه فايز السراج بعدم احترام التعهدات المنبثقة عن مؤتمر دولي عقد مطلع العام في برلين تعهدت خلاله الأسرة الدولية بعدم التدخل في النزاع الليبي.

وقال حفتر الجمعة إن “مفاوضات جنيف لن تفضي إلى نتيجة إلا إذا انسحب المرتزقة الأتراك والسوريون وتوقفت تركيا عن تسليم أسلحة لطرابلس وتمت تصفية الجماعات الإرهابية”.

ميدل ايست ونلاين

التعليقات مغلقة.