صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أداء فلسطيني لمصلحة المستعمرة

كيف يمكن هزيمة المستعمرة الإسرائيلية، إذا كانت بشرياً هي الأكثر عدداً، ومعنوياً هي الاقوى، وعسكرياً هي الطايلة، وتكنولوجياً هي المتفوقة؟؟ كيف يمكن هزيمتها من قبل الشعب الفلسطيني وهي تملك مقومات القوة والتفوق وعدم الرحمة؟؟ هل عدالة القضية الفلسطينية ومشروعية نضال شعبها واستعداده العالي للتضحية كافية لتحقيق الانتصار؟؟ كم مسؤول متقدم من صلب المؤسسة الرسمية لحكومة المستعمرة سقط في مواقع المواجهة باستثناء رحبعام زئيفي الذي اغتالته الجبهة الشعبية؟؟ بالمقابل كم قائد فلسطيني سقط شهيداً بالاغتيال من فتح وحماس والشعبية والديمقراطية والجهاد الإسلامي على يد الأجهزة الإسرائيلية؟؟.
ولكن هل تفوق العدو يسمح لأصحاب القضية أن يتوقفوا عن مواصلة النضال؟؟ أم أنهم يبحثوا عن الأدوات المناسبة والملائمة التي تجعل من ضرباتهم موجعة سياسياً ومادياً واقتصادياً، وترفع من معنويات المظلوم وتحفزه على مواصلة طريقه نحو نُبل توجهاته وشرعية أهدافه وقانونية تطلعاته؟؟.
في6/12/2017 أعلن الرئيس ترامب اعترافه بالقدس الموحدة العربية الفلسطينية الإسلامية المسيحية عاصمة موحدة للمستعمرة الإسرائيلية وكان الرد الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي رافضاً لموقف ترامب وتوجهاته، ولم يكن ذلك ليتم لولا كرة الثلج الصغيرة المتدحرجة التي بدأت خطواتها من رام الله، وتواصلت بسلسلة اجتماعات: وزراء الخارجية العرب الطارئ يوم 10/12/2017 في القاهرة، والقمة الإسلامية الطارئة في اسطنبول يوم 13/12/2017، والاتحاد البرلماني العربي في الرباط يوم 18/12/2017، وقرار اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23/12/2017، والقمة العربية في الظهران يوم 15/4/2018 .
في 28/1/2020 أعلن ترامب بحضور نتنياهو خطته الظالمة الأحادية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لمصلحة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي بضم القدس وأراضي المستوطنات والغور الفلسطيني لخارطة المستعمرة، إضافة إلى حجب المساعدات عن وكالة الغوث الأونروا والتضييق عليها بهدف شطب قضية اللاجئين، وكان الرد الفلسطيني شجاعاً واضحاً رافضاً للخطة ورافضا التعامل معها، وتلاه قرارات وزراء الخارجية العرب في القاهرة، ومنظمة التعاون الإسلامي في جدة، ومنظمة الوحدة الإفريقية في أديس أبابا، مما يدلل أن الموقف الفلسطيني هو الأرضية التي يُبنى عليها، وهو المقدمة الأولى لمواقف الآخرين، مما يفرض طرح السؤال الكبير: لماذا يقتصر ذلك على بيانات الشجب والاستنكار وهي مهمة وضرورية ولكنها غير كافية، فهي لم تحرر شبراً من الأرض، ولم تفرض وقف الاستيطان الذي زرع أكثر من نصف مليون مستوطن أجنبي في الضفة الفلسطينية، وربع مليون أخرى في القدس على طريق تهويدها وأسرلتها؟؟
نجح نتنياهو وحقق انجازات وحظي حزبه بالعدد الأكبر من اعضاء الكنيست، لأنه اثبت انه يعمل بشكل تدريجي نحو الاستيطان والضم، وحقيقة عدم القدرة على مواجهة العدو، وعدم توجيه ضربات موجعة تجعله مسلماً بحقوق الشعب الفلسطيني، لهذا وبهذا حقق نتنياهو نجاحه في الانتخابات وجعل مشروعه وبرنامجه هو الطاغي على المشهد الإسرائيلي بغياب فعل فلسطيني حقيقي، لان أول خطوة فلسطينية جادة ومؤثرة وموجعة وحقيقية ضد العدو الإسرائيلي هي الشراكة والوحدة الفلسطينية المفقودة.

التعليقات مغلقة.