صحيفة الكترونية اردنية شاملة

عن طريق حركة العين: علاج نفسي للمصابين بالصدمات

عندما تشعر بالحزن أو الغضب نتيجة لجرح أحد لمشاعرك، فإن دماغك سيساعدك على تخطي هذا الشعور. لكن عندما تتعرض لصدمة، فقد لا يستطيع دماغك أن يتعامل معها بالطريقة نفسها.
في بعض الحالات، يتم “تجميد” لحظة التعرض للصدمة لتعاود ذكراها الظهور عند المرور بأي شيء يحث على ذلك، من ذلك صوت أو رائحة أو شعور معين، أو حتى المرور بتاريخ أو فصل معين، وهذا بحسب موقع “www.medicinenet.com” الذي أشار إلى أن الصدمة تغير نظرة المصاب للعالم من حوله.
ومن ضمن الأساليب التي تستخدم في علاج مصابي هذه الحالة ما يعرف بأسلوب إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين (Eye Movement Desensitization and Reprocessing (EMDR، الذي يعرف بأنه علاج نفسي يعمل على مساعدة الدماغ على التمكن من التعامل مع الأفكار والمشاعر بالطريقة نفسها التي كان يتعامل معها قبل التعرض للصدمة. فهذا الأسلوب العلاجي لا يؤدي إلى نسيان المصاب الصدمة، لكنه يساعده على عدم استرجاع تفاصيلها بين الحين والآخر. كما أنه لا يغير مشاعره تجاه الصدمة، لكنه يجعلها أقل شدة. وآتيا شرح مبسط حول كيفية عمل هذا الأسلوب العلاجي:
في هذا العلاج، يطلب المعالج النفسي من المصاب التركيز بشكل لحظي على ذكرى الصدمة. وفي اللحظة نفسها، يوجهه لتحريك عينيه في اتجاهات مختلفة. فذلك يساعد على إضعاف المشاعر والانفعالات التي عادة ما يشعر بها المصاب عند حضور ذكرى الصدمة. فبمساعدة المعالج، يحدد المصاب صورة سلبية معينة من ذكرى الصدمة، بالإضافة إلى شعور أو اعتقاد لديه يتعلق بها. بعد ذلك، يختار المصاب اعتقادا إيجابيا معينا يرغب بالشعور به حول الصدمة.
فأثناء قيام المصاب بالتركيز على ذكرى الصدمة، يعمل المعالج على إرشاده للقيام بحركات معينة في عينيه، وذلك من خلال تتبع حركات يد المعالج أو تتبع ضوء يتحرك من تجاه لآخر على لوحة. ويتم تكرار هذا الإجراء مرات عدة إلى أن يصبح شعور المصاب تجاه الذكرى الصادمة أقل شدة. فالخليط الناتج عن التركيز على ذكرى الصدمة، بالإضافة إلى الحركات الخاصة التي تقوم بها العينان، يساعدان على معالجة الذكرى بشكل آمن، فضلا عن قيامه بتغيير طريقة تخزين الدماغ ذكرى الصدمة.
أما عن المدة التي يحتاجها هذا العلاج لإظهار نتائجه، فهي تختلف باختلاف طبيعة الصدمة. لكن بشكل عام، يحتاج المصاب من شهر واحد إلى ثلاثة أشهر من الجلسات الأسبوعية التي تستمر لمدة ساعة أو أكثر، غير أن المصاب عادة ما يبدأ بالشعور بالتحسن خلال ذلك، وليس بعد إتمامه جميع الجلسات.
وعلى الرغم من أن المعالجين النفسيين غالبا ما يستخدمون هذا الأسلوب في علاج مصابي اضطراب ما بعد الصدمة، فاستخدامه يعد فعالا أيضا في علاج حالات أخرى، منها الآتية:

  • الإدمان.
  • اضطرابات التشوهات الجسمية.
  • الاضرابات التفارقية، منها فقدان الذاكرة التفارقي.
  • الابتئاس الناجم عن الفقدان.
  • اضطرابات الألم.
  • نوبات الهلع.
  • قلق الأداء.
  • اضطرابات الشخصية.
  • الرهاب.
  • الضغط النفسي.

التعليقات مغلقة.