صحيفة الكترونية اردنية شاملة

لصوص الوقت

لصنا اليوم هو لص نحبه ونستقبله بالأحضان، كيف لا ونحن الذين نطلب هذا النوع من اللصوص، لصوص الوقت: هم من يسرقون منك الوقت دون أن تنتبه لذلك؟! فعندما يمسك واحدنا هاتفه الخلوي تراه يمضي أضعاف الوقت الذي كان قد خطط له فمن تطبيق إلى آخر ومن وسيلة اتصال اجتماعي إلى أخرى. هنا أكتب تعليقاً وهناك اضع إعجاباً وهكذا تحس بأن الوقت قد مضى أو قد سُرق منك دونما أي إنجاز!!!
قديماً كنا ننعت الأصدقاء والهاتف الأرضي بلصوص الوقت حيث أنك تمضي وقتاً طويلاً معهم على حساب شيء آخر أكثر أهمية والآن وفي هذه الأيام ووسط الغزو التكنولوجي الذي نحياه أجد أنه من الضرورة بمكان التنبه للوقت الكبير المهدور بدون أي فائدة!!
ولا أدري هل من السهل بمكان وضع ضوابط لهذا الموضوع أم لا؟!
وهذا الموضوع –لصوص الوقت- ينطبق على الجميع بلا استثناء الأبناء والآباء الآباء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي و الأبناء من خلال الألعاب الألكترونية والتي تبدأ ولا تنتهي! لذا أعتقد أن واجبات ولي الأمر أن يخصص وقتاً محدداً لأبنائه لاستخدام هذه التقنيات أو الألعاب وعدم ترك لصوص الوقت تستولي على جُلّ أوقاتهم، وبالنسبة لمواقع التواصل الإجتماعي والانتصارات الوهمية التي يحققها الأفراد هنا وهناك يجب تحديد أطر لإستخدامها وأوقات معينة والإنتباه إلى أن هذه التطبيقات الذكية هي ذكية فعلاً بمقدرتها على سلبنا وقتنا ومشاعرنا وانتصاراتنا.
وهي بحاجة إلى خطة دفاع أو خطة إنقاذ للوقت الذي قيل عنه سابقاً أنه كالسيف إن لم تقطعه قطعك!
وأخشى أن يكون الوقت قج قطعنا!!

*مدير عام مدارس الرأي
ومؤسس مدارس كنجستون الدولية

التعليقات مغلقة.