صحيفة الكترونية اردنية شاملة

شعب ميت سريرياً!!

كابوس نصحوا كل يوم عليه “كورونا” غير متوقع يأتي هكذا فجأة وبغته لا يؤمن جانبه ولا تدري من أي جهة قد يصيبك، حالة من الفزع النفسي والاضطراب تلف المكان، الضجر وضيق العيش بسبب الحجر، إغلاق الأماكن كافة، خلق حالة من (الجوع) والملل والإحتقان، برغم وجود العديد من المبادرات هنا وهناك إلا أنها لا تكفي ولن تكفي لأن الوضع في تدهور ومن سيء لأسوأ!! والسؤال الذي يطرحه كل منا في صباح كل يوم “إلى متى؟؟”، إلى متى سنستمر هكذا؟! حالة من الحجر النفسي قبل الجسدي؟ والإجابة تأتي عندما يلتزم الجميع وعندما يصبح الوطن خالٍ من أي حالة ولكن هل ذلك ممكن!!

وهل من الممكن أن يكون الوطن خالٍ من أي حالة؟! وإن كان ذلك فمتى سيكون؟!

أعتقد جازماً أن هذه الحالة من الصعوبة بمكان أن تحصل فعلياً لأن وجود حالة هنا أو هناك من الطبيعي بها أن تعيدنا إلى نقطة الصفر.

وأن نعتمد على وعي مواطني أي شعب هو ليس من الذكاء بمكان؟! لأن لكل مجموعة فئة تتباهى بعدم الإلتزام إما جهلاً أو استخفافاً أو لأي سبب آخر فبالتالي هل استمرار الوضع الحالي على ماهو عليه هو الحل لهذا المأزق وهل ترك البلد تموت سريرياً هو الحل أؤكد على رؤية أصحاب القرار بالمحافظة على الإنسان الأردني كونه أغلى ما نملك ولكن هذا الإنسان الذي نسعى للمحافظة عليه يموت سريرياً الآن جراء الحجر وتوقفه عن العمل.

تجارب الدول الأخرى ربما كانت بها أكثر مجازفة ولكن ربما أنها أدامت شيئاً من الحركة والحياة، لا أدري ما هو القرار الصائب في هذه المرحلة ولكن حالة التعافي قد تطول وأثناء حالة التعافي – إن تمت – ستموت العديد من القطاعات الصناعية والتجارية وربما لن تعود للحياة مره أخرى فيجب في هذه الأوقات إجراء حسبة جديدة عن المستقبل القريب فهل الاستمرار بمعالجة القضية بهذه الطريقة هو الأنجح أم تغيير السياسة واتباع طرق جديدة؟!

أعتقد أن اللجوء لحلول أخرى بات من الأهمية بمكان لإنقاذ الشعب الذي بدأ رحلة الموت السريري!!

بقلم الدكتور محمد أبوعمارة

التعليقات مغلقة.