صحيفة الكترونية اردنية شاملة

من قال لك بأنني حزين يا صديقي؟!

شاهدته ببدلته الفاخرة وهو يمسك بيد طفلته المدلله ويتحدث إليها… لم أستطع أن ألتقط آنذاك الكلمات التي كانت تحرك شفتاه… ولا أدري لماذا اتى هو أصلاً إلى حينا البسيط المتواضع! كنت أجلس في ذلك اليوم الربيعي إلى جانب صديق لي على باب أحد منازل حينا الفقير –كما يتم وصفه- وفجأة جائت سيارة فارهة جداً لم نعتد على دخول شبيهاتها إلى هذا الحي ونزل منها رجل يلبس ملابس فخمة ويمسك بيده نوع من السيجار الذي لم أشاهده إلا في المسلسلات والأفلام وكانت تسير إلى جانبه فتاة صغيرة أعتقد أن عمرها لم يتجاوز عقداً واحداً من الزمن وكان يتحدث إلى تلك الطفلة التي بدا جلينا أنها ابنته، لا شك أن منظره لفت انتباه جميع الموجودين في الشارع اقترب هذا الرجل من المكان الذي أجلس فيه وتوقف محدثا طفلته وسمعت حديثه وكان يحدثها قائلاً: نعم يا صغيرتي، إنهم أناس فقراء مساكين لا يجدون ما يأكلون أترين هذه المنازل المهدمه ! أترين ملابسهم الرثه وشوارعهم كيف يبدو عليها الفقر والعوز! أترين كيف تدب فيهم الأمراض ؟أترين الحزن في عيونهم!! وكانت طفلته تهز رأسها دلالة على التأييد!!
كلام هذا الشخص أزعجني كثيراً ولم استطع أن أتمالك نفسي بأن أقول له! وما أدراك يا صديقي بأننا لسنا سعداء!! بالعكس تماماً فإننا ننبض بالسعادة ، ولم نشعر أبداً بأننا فقراء، الا في مقالاتكم ! فنحن يا صديقي نحب الحياة ونرى أن القليل من المال مع الكثير من الحب هو ما يخلق السعادة… ثيابنا الرثه تفي بالغرض، أما شوارعنا الممزقة فأنتم من سرق مال صيانتها من خلال علاقاتكم وفسادكم!!أنا لست حزيناً يا صيديقي أبداً بل بالعكس فأنا أحزن عليك أنت وعلى من هو مثلك، فأنت فقط من تشعر بالخوف في كل يوم من الغد تخشى أن تخسر مالك والجاه والمنصب أما نحن فقد تحررنا من عبودية أي شي إلا الله! فالقليل يكفينا والقناعة تاج نلبسه ونستطيع تدبر أمورنا…
دعني أسألك!! لماذا أتيت بطفلتك إلى هنا؟! أتيت بها لتبرهن لها أنها أضل منا وأنك من قال لك يأني حزين يا صديقي؟!
شاهدته ببدلته الفاخرة وهو يمسك بيد طفلته المدلله ويتحدث إليها… لم أستطع أن ألتقط آنذاك الكلمات التي كانت تحرك شفتاه… ولا أدري لماذا اتى هو أصلاً إلى حينا البسيط المتواضع! كنت أجلس ذلك اليوم الربيعي إلى جانب صديق لي على باب أحد منازل حينا الفقير –كما وصفه- وفجأة جائت سيارة فارهة جداً لم تعتد على دخول شبيهاتها إلى هذا الحي ونزل منها رجل يلبس ملابس فخمة يمسك بيده نوع من السيجار الذي لم اشاهده إلا في المسلسلات والأفلام وكانت تسير إلى جانبه فتاة صغيرة أعقتد أن عمرها لم يتجاوز عقداً واحداً من الزمن وكان يتحدث إلى تلك الطفلة التي بدا جلينا أنها ابنته، لا شك أن منظره لفت انتباه جميع الموجودين في الشارع اقترب هذا الرجل من المكان الذي أجلس فيه وسمعت حديثه لطفلته وكان يحدثها قائلاً: نعم يا صغيرتي، إنهم أناس فقراء مساكين لا يجدون ما يأكلون أترين هذه المنازل الرثه! أترين ملابسهم وشوارعهم كيف يبدو عليها الفقر والعوز! أترين كيف تدب فيهم الأمراض أترين الحزن في عيونهم!! وكانت طفلته تهز رأسها دلالة على التأييد!!
كلام هذا الشخص أزعجني كثيراً ولم استطع أن أتمالك نفسي بأن أقول له! وما أدراك يا صديقي بأننا لسنا سعداء!! بالعكس تماماً فإننا ننبض بالسعادة ، ولم نشعر أبداً بأننا فقراء، فنحن يا صديقي نحب الحياة ونرى أن القليل من المال مع الكثير من الحب هو من يخلق السعادة… ثيابنا الرثه تفي بالغرض، أما شوارعنا الممزقة فأنتم من سرق مال صيانتها من خلال علاقاتكم وفسادكم!!أنا لست حزيناً يا صيديقي أبداً بل بالعكس فأنا أحزن عليك أنت وعلى من هو مثلك، فأنت فقط من تشعر بالخوف في كل يوم من الغد تحشى أن تخسر مالك والجاه والمنصب أما نحن فقد تحررنا من عبودية أي شي إلا الله! فالقليل يكفينا ونستطيع تدبر أمورنا…
دعني أسألك!! لماذا أتيت بطفلك إلى هنا؟! انتظرته ليجيب ولكنه لم يفعل فأكملت ،أتيت بها لتبرهن لها أنها أفضل منا وأنك أنت أفضل منا فأنت البطل ونحن اللاشيء!! أنت مخطئ وتربيتك لها بهذه الطريقة تدمرها مستقبلاً فما هكذا تورد الإبل!! ولا هكذا تخلق السعادة وأنما هكذا تخلق الطبقية والحقد والكره!!
نحن يكفينا جارٌ دافئ! وبيت صغير بلا أي إضافات للحياة لأننا نشعر بكل شيء ومشاعرنا صادقة وحقيقية!!
وقد تركنا لك ولأمثالك العالم المزيف عالم الكذب والرياء والألوان وعمليات التجميل والسيارات… عزيزي لا تتبنى دور العاطف الحاني فإن أبشع أنواع الكبر هو تصنع التواضع!! فكر بكلامي يا عزيزي… فكر بكلامي وستجد أننا نحن السعداء وأنتم الفقراء!!
تركني… دون أن يعلق ولا بكلمه وغادر حينا إلى سيارته مسرعاً ولم أره بعدها أبداً!!أنت أفضل منا فأنت البطل ونحن اللاشيء!! أنت مخطئ وتربيتك لها بهذه الطريقة تدمرها مستقبلاً فما هكذا تورد الإبل!! ولا هكذا تخلق السعادة وأنما هكذا تخلق الطبقية والحقد والكره!!
نحن يكفينا جارٌ دافئ! وبيت صغير بلا أي إضافات للحياة لأننا نشعر بكل شيء ومشاعرنا صادقة وحقيقية!!
وقد تركنا لك ولأمثالك العالم المزيف عالم الكذب والرياء والألوان والسيارات… عزيزي لا تتبنى دور العاطف الحاني فإن أبشع أنواع الكبر هو تصنع التواضع!! فكر بكلامي يا عزيزي… فكر بكلامي وستجد أننا نحن السعداء وأنتم الفقراء!!
تركني… دون أن يعلق ولا بكلمه وغادر حينا إلى سيارته مسرعاً ولم أره بعدها أبداً!!

التعليقات مغلقة.