صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الفدرالي يبعثر أوراق ترامب الإنتخابية

 

“حالة عدم يقين بالغة” هكذا تم وصف حالة الإقتصاد الأمريكي من قبل رئيس الفدرالي “جيروم باول” لتصيب الأسواق بإرباك شديد وأثارت مخاوف المستثمرين وبمن فيهم الرئيس الأمريكي نفسه الذي سارع بتوجيه رسالة إطمئنان سنتحدث عن تفاصيلها بعد قليل، وكان الفدرالي قد ثبت الفائدة بالقرب من من مستويات 0% وتوقع بقاؤها كذلك حتى عام 2022 في إشارة واضحة لطول فترة التعافي المتوقعة في ظل إنكماش متوقع بنسبة 6.5% هذا العام.

ولا يخفى على احد ردة فعل الأسواق بعد تلك التلميحات حيث تكبد الخام الأمريكي أكبر خسارة يومية في 6 أسابيع وسجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية أكبر خسارة يومية لها في 3 شهور فيما قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ بداية يونيو ويمكن تلخيص كل ذلك بإرتفاع “مؤشر التقلبات والمعروف بمؤشر الخوف” بنسبة 11.2% وهو مؤشر يقيس حالة الخوف والهلع الذي ينتاب المستمرين.

ردة الفعل جاءت واضحة من “باول” نفسه الذي شدد على ضرورة تقديم المزيد من الدعم المالي من الكونجرس الأمريكي لتحفيز الإقتصاد، فيما قال وزير الخزانة الأمريكي “ستيف منوتشين” أنه مستعد للطلب من الكونجرس المزيد من الأموال لحماية الوظائف والعمال، وآما الرئيس الأمريكي فقد جاءت ردة فعله برسالة إطمئنان عبر تويتر قال فيها أن “الفدرالي مخطيء” متوقعاً أن تحسناً كبيراً سيحدث خلال الربع الثالث والرابع.

أمام كل تلك المتغيرات لا يوجد سياسة واضحة لغاية الأن من قبل البيت الأبيض للتعامل مع تداعيات إنتشار فيروس كورونا وخاصة المخاوف الرتبطة بموجة ثانية محتملة، ولكن هناك العديد من الإقتراحات من قبل الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء تهدف بشكل رئيسي إلى دفع الأموال للمواطنين والشركات خاصة بعد فقدان أكثر من 44 مليون أمريكي لوظائفهم بسبب الإغلاق، وما يثير قلق الرئيس الأمريكي هو أن تكون هذه المساعدات سبباً رئيسياً في عدم عودة العمال لوظائفهم. ولذلك أهم السيناريوهات المتوقعة هو أن يتم صرف هذه المساعدات فقط لكل من يعود إلى عمله.

ولتلخيص المشهد فإن ترامب يواجه أسوأ سيناريو على الإطلاق للمنافسة في الإنتخابات القادمة مع دعم تبلغ نسبته 38% فقط بحسب إستطلاع أجرته شبكة س.إن.إن وهو قرب نفس المستوى الذ حصل عليه جيمي كارتر وجورج بوش في إنتخابات سابقة وخسر كلاهما معركة إعادة الإنتخاب، ترامب أمام إختبارات صعبة سواء من إنتشار فيروس كورونا والركود المصاحب له أو من تظاهرات حقوق الإنسان التي وصفها الكثيرون بان البلاد خرجت عن السيطرة، ولكن ربما “الضربة القاضية” ستكون لو استمرت أسواق الأسهم بالتراجع.

التعليقات مغلقة.