صحيفة الكترونية اردنية شاملة

جرش.. الحرارة تتسبب بتضرر الثمار الموسمية وتلحق خسائر بالمزارعين

تضررت مئات من الدونمات المزروعة بالثمار الموسمية في محافظة جرش جراء ارتفاع درجات الحرارة، التي سرعت في إنضاجها قبل موعدها، مما قلل من جودة المنتج وخفض سعره، وخاصة ثمار الإجاص واللوزيات والتفاحيات والخوخ والمشمش والدراق بمختلف أنواعه.
وأكد مزارعون، أن كمية الإنتاج منخفضة مقارنة بالمواسم الماضية، بسبب موجة “حبات البرد” التي ضرت المحافظة قبل نحو شهرين في وقت الإزهار، مما قلل من كميات الثمار على الأشجار، فيما ساهم التغيير المناخي كذلك في ضرب الثمار وإضعاف الثمر ونضوجه قبل آوانه، والتأثير سلبا على جودة المنتج الزراعي.
وقال المزارع عيسى بني محمد، إن سكان القرى والبلدات وخاصة سكان المناطق الجبلية يعتمدون على زراعة اراضيهم ومشاريعهم الصغيرة في توفير دخل ثابت لأسرهم، مشيرا الى انهم لا يملكون سوى قطع أراضي صغيرة ومحددوة المساحة يقومون بزراعتها بمختلف الأصناف، لضمان توفير دخل مستمر لأسرهم، غير ان هذا الموسم الزراعي والذي يعاني فيه المزارعون من آثار جائحة كورونا كان الأسوأ منذ سنوات.
وبين أنهم تأخروا في تقليم الأشجار وحراثتها وتسميدها، بسبب ظروف الجائحة، مما انعكس سلبا على كمية الإنتاج وجودة المنتج الزراعي، وتسبب في نمو أمراض فطرية على الاشجار يصعب معالجتها حاليا.
وأضاف بني محمد، أن كمية الإنتاج الزراعي في الزراعات الثمرية قليلة، بالاضافة الى ان جودة المنتج ضعيفة، مما تسبب في خفض أسعار الثمار وعدم تغطيتها لتكاليف القطاف أو العناية بالثمر.
وقال المزارع ثامر زريقات، إن عملية قطاف المنتج تحتاج إلى أيد عاملة وعبوات مناسبة وأجور نقل إلى الاسواق المركزية ما عدا تكاليف العناية بالشجر، وهي الحراثة والتسميد والتقليم وتوفير الأدوية والعلاجات المناسبة، مشيرا الى ان هذه المستلزمات مكلفة مقارنة مع أسعار المنتج، التي لا تتجاوز الـ50 أو 70 قرشا للعبوة الواحدة من كل منتج، لاسيما وان كمية الثمر على الشجر اصلا متواضعة.
ويعتقد أن ارتفاع درجات الحرارة كذلك يساهم في إنضاج الثمر بسرعة أكبر، مما يجبر المزارعين على الإسراع في عمليات القطاف وتسويق المنتج قبل أن يتضرر بشكل أكبر بغض النظر عن سعره وتكلفة الإنتاج والتسويق، لاسيما وأن تركه ينضج أكثر يؤدي إلى تلف المنتوج الزراعي ورفضه في الاسواق المركزية.
إلى ذلك قال مدير زراعة جرش الدكتور عماد العياصرة، ان كمية الإنتاج مناسبة، مقارنة بالظروف والصعوبات التي عانى منها الموسم الزراعي هذا العام بشكل خاص بسبب جائحة كورونا، والتي أخرت العناية بالأشجار ورعايتها. وقال انه من الطبيعي ان تنعكس ظروف جائحة كورونا على جودة وكمية الثمر، التي تطرحها الاشجار المثمرة في هذا الموسم تحديدا.
ويعتقد ان نسبة الضرر التي لحقت بالموسم الزراعي عادية مقارنة بالظروف المناخية الصعبة، التي شكلت تحديا أمام الموسم الزراعي، وخاصة مشكلة التغيير المناخي وموجة “حبات البرد”، التي ضربت المنطقة نهاية شهر آيار الماضي، اضافة الى الارتفاعات المتتالية على درجات الحرارة في هذا الوقت، الذي يعد ذروة الموسم الزراعي للعديد من المنتجات الثمرية المطلوبة، مثل اللوزيات والتفاحيات والإجاص وأنواع مختلفة من الخوخ والدراق والمشمش.
وبين العياصرة، ان منتجات محافظة جرش تملأ الأسواق، وهي بجودة عالية ونوعية مميزة، مشيرا الى ان أسعارها مناسبة مقارنة بالظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون بسبب الجائحة.
وقال ان هذه المنتوجات تدل على قوة القطاع الزراعي في المحافظات، وجودة المنتج وخبرة المزارع في إنتاج أصناف مختلفة، رغم كافة الظروف التي يمر بها الموسم الزراعي حاليا.
وناشد العياصرة مزارعي الأراضي المروية، بضرورة سقايتها باستمرار في حال ارتفاع درجات الحرارة للحفاظ عليها ومتابعة موقع وزارة الزراعة، واتباع الإرشادات والتعليمات التي ينشرها مهندسون زراعيون وخبراء في قطاع الزراعة، بهدف الحفاظ على المنتج الزراعي وجودته وحمايته من مشاكل التغيير المناخي قدر الإمكان.الغد

التعليقات مغلقة.