صحيفة الكترونية اردنية شاملة

“بزنس بالعربي”.. محتوى عربي إرشادي في ريادة الأعمال عبر “إنستغرام”

وسط ما تعجّ به الشبكة العنكبوتية ومنصات التواصل الاجتماعي من محتوى ترفيهي واجتماعي، وفقر “مدقع” للمحتوى العربي العلمي والمتخصص المفيد، نلقى هنا وهناك مبادرات فردية أو من مؤسسات تحاول أن تقدم من خلالها المحتوى المتخصص الذي يمكن أن يفيد بالحياة اليومية والعملية وسط جمهور متزايد النمو للانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
هذا المحتوى غالبا ما يشرف عليه خبراء يطوعون التقنية والتطبيقات الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي في محاولة للوصول الى أكبر جمهور لإفادتهم بالخبرات والمشورة والنصيحة.
من هذه المبادرات والبرامج التي انطلقت مؤخرا في الأردن؛ برنامج “بزنس بالعربي” الذي يقوم ببساطة على فكرة تطويع منصة “إنستغرام” الاجتماعية لتقديم محتوى عربي فيديوي مفيد يتضمن في خطوطه العامة الحديث والخبرة والنصيحة في مضمار ريادة الأعمال، والاقتصاد، وإرشادات ترمي الى تطوير مهارات الرياديين في بلد يتوجه كثير من شبابه للاعتماد على الذات وإنشاء الشركات الناشئة بعيدا عن أحلام الوظائف التقليدية.
البرنامج هو مبادرة شخصية من الخبير محمد الخواجا الذي يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لشركة “ستارت آبز”، وهي دار خبرة في مضمار التحول الرقمي وصناعة التطبيقات والتقنيات الذكية.
والخواجا يعد خبيرا متخصصا في مجالات الاستثمار المغامر والابتكار والتحول الرقمي بخبرة تمتد لأكثر من 19 عاما.
وعن فكرته وبرنامجه، الذي قدم فيه الى اليوم ثلاث حلقات على شبكة “إنستغرام” وبتقنية الفيديو، يتحدث الخواجا لـ”الغد”، ويؤكد أنها مبادرة جاءت لتسد حاجة وفجوة في المحتوى العربي الذي يتناول الريادة ومجال الأعمال الذي يعاني نقصا شديدا على الشبكة العنكبوتية التي أصبحت في متناول الجميع بفعل الهواتف الذكية وتطبيقاتها ومنها تطبيق “انستغرام” الأوسع انتشارا بين جيل الشباب.
وتشير الأرقام الى أن اللغة الانجليزية تستحوذ على حوالي 55 % من المنشورات على “انستغرام” فيما تبلغ النسبة للعربية حوالي 37 %، فيما تظهر أرقام أخرى أن نسبة تتجاوز 71 % من مستخدمي “انستغرام” تقل أعمارهم عن 35 سنة.
الى ذلك، أكد الخواجا أن البرنامج سيقوم على أساس أن التحول الرقمي أصبح ضرورة للحياة ولتسيير الحياة ولنمو وتطوير الأعمال في كل القطاعات، وأن الريادة والابتكار في الأعمال هما أيضا أساس لتقدم الاقتصاد وتنميته، وخصوصا مع ما نلحظه من معاناة لدى الشباب الأردني، وخصوصا في المحافظات بحثا عن الوظيفة ومصادر الرزق.
وقال إن اختيار منصة “انستغرام” لتقديم هذا البرنامج وهذا المحتوى جاء لكونها قريبة من الشباب، لافتا الى أنه يتم تقديم البرنامج بالاعتماد على خاصية مقاطع الفيديو الأفقية “اي جي تي في” التي أطلقتها “انستغرام” في شهر أيار (مايو) 2019 للتسهيل على صناع المحتوى لتقديم المحتوى الذي يعبر عنهم وعن خبراتهم أو أي مجالات يتخصصون بها ويهتمون فيها.
وبلغة الأرقام، تجاوز عدد مستخدمي تطبيق “إنستغرام” حول العالم مع حلول شهر تموز (يوليو) الماضي المليار مستخدم؛ حيث بلغت نسبة النساء المستخدمات للتطبيق من إجمالي عدد المستخدمين حوالي 51 %، فيما بلغت النسبة للرجال 49 %
وكمثال على المحتوى الذي يقدمه الخواجا من خلال برنامج “بزنس بالعربي” طرح في أولى حلقات البرنامج محتوى يتناول “التحول الرقمي بعد كورونا”؛ حيث أكد في هذه الحلقة أهمية التكنولوجيا في حياة الناس وفي فترات الأزمات مثل “كورونا” عندما أصبحنا مجبرين على الحصول على الخدمات والمنتجات والاحتياجات اليومية عبر التطبيقات الذكية مثل: “الأستاذ الخصوصي”، الاستشارات الطبية ومواعيد العيادات، خدمات الصيانة، المشتريات، الغاز، المدرب الرياضي، والوجبات الغذائية.
واستعرض الخواجا أهمية التحول الرقمي والاعتماد على التطبيقات الذكية لمختلف الأعمال والقطاعات في ظل أزمة “كورونا” وحتى في الأوقات العادية، مؤكدا أن على أصحاب الأعمال التقليدية تغيير طريقة عملهم حتى يتمكنوا من تقديم خدماتهم عن بعد من خلال تطبيقات أو مواقع إلكترونية.
ونصح الخواجا في هذه الحلقة أصحاب الأعمال بضرورة تطوير تطبيقات خاصة بهم وباستشارة أصحاب الكفاءة، مشيرا الى أهمية أن يكون هناك سبب مقنع لاستخدامه من قبل الجمهور والاستمرار في استخدامه.
ويرى الخواجا أن أزمة “كورونا” وما رافقها من إجراءات للحجر المنزلي وحظر التجول وتطبيق مفاهيم التباعد الجسدي قد غيرت سلوك المستهلك في العالم والأردن، ولكن بشكل سريع، وهو ما يشكل تحديا وفرصة في الوقت ذاته أمام الريادي الذي يجب أن يعمل على تطويع المهارات والموارد التي يمتلكها ليخرج بمنتج يحتاجه الناس في مثل هذه الظروف وليلائم مثل هذا التغير في سلوك المستهلك.
ويوضح أن الريادي يمكن أن يفكر في منتج أو تطبيق أو خدمة لتسهيل عملية التعليم عن بعد، أو لطلب الغذاء والدواء، أو منتج يخدم محال الألبسة أو المراكز التجارية التي تسعى للوصول الى المستهلك في منزله وقائمة الأفكار التي تسد حاجات استحدثتها الأزمة تطول.
الى ذلك، أكد الخواجا أن المواضيع والمحتوى الذي ستتناوله حلقات البرنامج “لن تنحصر في التقنية أو في ريادة الأعمال في المجال التقني”، وذلك انطلاقا من قناعة بأن “ريادة الأعمال لا تقتصر على تقنية المعلومات ولكنها ثقافة وسلوك يشمل كل القطاعات وكل الأعمال”.
وعن خطط البرنامج وتوجهاته المستقبلية، قال الخواجا: “هنالك العديد من الأفكار لتطوير البرنامج مستقبلا، وذلك في اتجاهات عدة منها: تنويع محتوى حلقاته، استضافة قائمين على شركات ناشئة للحديث عن النجاحات وعن الإخفاقات وعن التحديات التي واجهتهم”، لافتا الى أن هنالك أفكارا تدور حول تحويل محتوى جميع الحلقات في المستقبل لكتاب النشر.
وأضاف: “أسعى من كل ذلك الى تعميم الفائدة والإرشاد والتوعية لأكبر شريحة من الناس، وخصوصا فئة الشباب المقبلة على الوظائف وعالم الأعمال والريادة”.
وحصل محمد الخواجا على شهادة البكالوريوس في هندسة الاتصالات وشهادة الماجستير في إدارة الأعمال والريادة من IE في مدريد- إسبانيا. يؤدي محمد دورا فاعلا في مؤسسات ومبادرات عربية وعالمية في مجال الريادة والاستثمار. شغل سابقا منصب المدير التنفيذي لمركز الملكة رانيا للريادة، وأسهم بتأليف كتب عالمية عدة في مجال تطوير الأعمال وهيكلة الشركات الناشئة والتجارب الفضلى لنجاحها ونموها.

الغد-إبراهيم المبيضين

التعليقات مغلقة.