صحيفة الكترونية اردنية شاملة

دراسة تنفي انتقال «كورونا» للرُضّع عبر حليب الأم

من بين الأسئلة التي أثيرت مع تحول انتشار فيروس «كورونا المستجد» إلى جائحة، هل هناك خطر في انتقاله من الأم إلى رضيعها عبر حليب الثدي؟

وكان احتمال انتقاله مصدر قلق بين النساء اللواتي يرغبن في الرضاعة الطبيعية، وجاءت دراسة أميركية مدعومة من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، ومعهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، والمعهد الوطني للصحة العقلية، بالتعاون مع بعض الشركات الخاصة، لتعطي لهم بعض من الطمأنينة.

وتوصلت الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة الجمعية الطبية الأميركية (جاما)، واستندت إلى بيانات من تقارير حالة وعينات من لبن الأم تخص 18 امرأة، إلى أنه ليس مصدرا محتملا لانتقال الفيروس، وهو الأمر الذي يحتاج لدراسة أشمل لتأكيده، كما قال خبير مستقل لـ«الشرق الأوسط».

وحدد الباحثون خلال الدراسة 18 امرأة مصابة بعدوى مؤكدة بالفيروس، كن جميعهن مصابات بمرض (كوفيد – 19) المصحوب بأعراض، وكان الرضع تتراوح أعمارهم بين 0 – 19 شهرا، بينما كان متوسط عمر الأمهات 34 سنة، وقدمت النساء عينات من حليب الثدي وصلت إلى 64 عينة تم جمعها قبل وبعد اختبارات (كوفيد – 19) الإيجابية.

أنتجت عينة واحدة الحمض النووي الريبي القابل للاكتشاف من الفيروس، وتم جمعه في يوم ظهور أعراض المرأة، ومع ذلك قال الباحثون إن عينة واحدة أخذت قبل يومين من ظهور الأعراض وإن عينتين تم جمعهما بعد 12 و41 يوما كانت سلبية بالنسبة للحمض النووي الريبي الفيروسي. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم تحديد فيروس مختص بالنسخ المتماثل في العينة الإيجابية أو أي من العينات الأخرى، وتشير هذه البيانات إلى أن الحمض النووي الريبي للفيروس لا يمثل فيروسا مؤهلا للتكاثر، وأن لبن الأم قد لا يكون مصدرا لعدوى الرضيع.

واستخدم الباحثون في الدراسة اختبار RT – PCR أو ما يعرف بـ(تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي)، كما استخدموا طرق زراعة الأنسجة من أجل النسخ المتماثل للفيروس في حليب الثدي، وكلاهما أداتان قيّمتان.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج كانت محدودة بعدة عوامل، بما في ذلك حجم العينة الصغير وإمكانية التحيز في الاختيار، ومع ذلك، فإن النتائج مطمئنة في ضوء الفوائد المعروفة للرضاعة الطبيعية.

تقول جانيت آر هاردي، استشارية في الصحة العالمية للأم والطفل وعلم الوبائيات في تقرير نشره أول من أمس موقع «ميدسكيب» الطبي «هذا البحث مهم لأن الوباء مستمر وله عواقب بعيدة المدى، حيث تظل احتمالية انتقال الفيروس عبر لبن الأم سؤالا مهما للنساء المصابات بالفيروس اللواتي يرغبن في الرضاعة الطبيعية».

وتضيف «هذا الفيروس يجعل الجميع على مسار التعلم السريع، وجميع المعلومات التي تساعد في بناء الأدلة لدعم اتخاذ النساء للقرار في رعاية أطفالهن هي قيمة، ومبدئيا تشير هذه النتائج إلى أن لبن الأم قد لا يكون مصدرا للعدوى، فهي توفر بعض الطمأنينة بالنظر إلى الفوائد المعترف بها للرضاعة الطبيعية وحليب الأم».

ويحذر الدكتور خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط المصرية، من أن تعطي نتائج هذه الدراسة «طمأنينة خادعة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يجب التأكيد على أن هذه الدراسة خاصة بحليب الأم، وبالتالي يجب عند تقديم المشورة للنساء المصابات بالفيروس التأكيد على طرق الحماية الأخرى لمنع انتقاله من الأم إلى رضيعها من خلال قطرات الجهاز التنفسي».

وشدد على أن حسم انتقال الفيروس عن طريق حليب الثدي يحتاج لإجراء مزيد من الدراسات تتضمن حجم عينة أكبر، حيث إن عدد 18 امرأة يمكن أن يعطي مؤشرات مطمئنة، لكن لا يعطي نتيجة حاسمة.

التعليقات مغلقة.