صحيفة الكترونية اردنية شاملة

شهادة تقدير

كانت فرحة تلقي الخبر تفوق أي فرحة سابقة مرت بها! لم تتوقع سماح أن يتم اختيارها كأفضل إمراة كادحة! ولا تدري كيف سارت الأمور هكذا! لكن المهم أنها الآن ستكرم ضمن حفل كبير يحضره ويرعاه عدد كبير من الوزراء وعليه القوم، ويقال بأن هناك جائزة مالية كبيرة ترصد للفائزات فعلّ الله يمن عليها وتكون هي الرابح، عندها فقط ستتغير حياتها وستصبح من نجوم الوطن وأثريائه!!

لكن ماذا سترتدي في هذا اليوم العظيم، هل أرتدي الطقم البني أم الأزرق؟! كوني لا أملك سواهما؟! أم أشتري طقماً جديداً يليق بالمناسبة؟ ولكن من أين سآتي بثمنه؟!

سأستدين من صديقاتي فمهما بلغ ثمن الفستان فسوف تمكنني الجائزة من سداد ثمنه وسداد كل ديوني… نعم فهذه المناسبة تستحق مني هذا التجهيز…كانت سماح تحدث نفسها.

وجاء اليوم المنشود وبدأت صديقتنا بالإستعداد المبكر،ـوبدات بالإتصال مع من دعتهم للحضور حيث كان يسمح لها بإصطحاب خمسة أشخاص انتقتهم بعناية شديدة، أتصلت منذ استيقظت بهم جميعا لتأكد على حضورهم وبدأت بإرتداء ملابسها والتزمت بموعد الصالون الذي لم تزره منذ مدة كبيرة لضيق الحال…

كانت فرحة، بل فائقة السعادة، بل أن المثل الذي يقول بأنها –طايرة من السعادة- هي كذلك فعلاَ…

تخيلت كيف سوف تستقبلها معالي راعية الحفل وكيف ستصافح معالي( ) ومعالي( ) ومعالي() وكيف ستكون هي النجمة لما قدمته من اعمال بطولية كادحة في مهنتها البسيطة والتي تعيل فيها كل عائلتها… وجهزت الكلمات التي سوف تقولها لهم وكيف ستقدم نفسها للجمهور…

وحانت ساعة الحفل الذي ذهبت إليه بسيارة (تكسي أصفر) وهو حُلم صعب المنال وتوجهت لمكان الحفل الذي كان يعج بالضيوف الذين يرتدون من الملابس أفخرها ،وكانت رائحة عطورهم تعبق بالمكان والمكان هو فندق من أرقى الفنادق بالمدينة تخشى هي –أن تمر من أمامه- ولم تستطع أن تفكر يوماً بأن تدخله!!

دخلت إلى الفندق حيث عرفت بنفسها واستقبلها أحدهم وأوصلها إلى الصالة الداخلية وكم كانت سعيدة حينما شاهدت صورتها معلقة على إحدى الجداريات… فقد أصبحت نجمة ! وهاهو حلمها بدأبالتحقق دخلت إلى القاعة حيث استقبلتها إحداهن وأجلستها بالمقعد المخصص لها…

وبدأ الحفل وأحاط بها من جميع الأماكن أصحاب السعادة وأصحاب المعالي وأصحاب العطوفة… وكان الغريب بالموضوع أنهم يعرفون بعضهم البعض وهي لم تكن تعرف أحداً ولم يكترث أحد بوجودها!

بحثت في الوجوه عن أصدقائها التي دعتهم لحضور الحفل ولكنها لم تجدهم ،لربما جلسوا في أماكن بعيدة!! كانت تقول عبثاً في نفسها.

بدأ الحفل والذي استنتجت هي بأنه مقام أصلاً بمناسبة الحصول على منح مالية من جهات خارجية لدعم المشاريع الصغيرة للأشخاص الفقراء الذين يعيلون عائلاتهم وكانت هي النموذج الناجح الذي على إثر تجربتها تم استقطاب هذه القروض!!

بدأ الحفل بالترحيب براعي الحفل وضيوفه والإسهاب بالحديث عن أصحاب المعالي والعطوفة… ولم يعرج مقدم الحفل للحديث عنها ولو بكلمة واحدة وتناوب أصحاب المعالي على الكلمات وعن استعراض البطولات وفي كل مرة كانت تنتظر أن ينادى اسمها لتروي قصة نجاحها ولكن ،،،، لم بحدث ذلك !

وفي الختام تم إهداء الجائزة المالية (المنحة) لأحد أصحاب المعالي لكي يستغلها بطريقته لينفع المحتاجين الذين لا يدركون آليات إدارة المال !وتم تقديم شهادة تقدير لصاحبتنا سماح وتكريمها!!!

أنتهى الحفل…. وسماح تقول في داخلها هل هذا هو اليوم الذي حلمت فيه !

لماذا تستخفون بنا وبأحلامنا ؟

انتهى الحفل وخرجت صاحبتنا تصاحبها خيبة الأمل! خرجت من الفندق الفخم إلى الشارع وهي تبحث عن باص تركبه لتصل لبيتها وموضوع واحد يسيطر على تفكيرها وهو :كيف ستقوم بسداد ثمن الفستان وثمن الصالون!!

هل هناك من يشتري شهادة التقدير !!!

التعليقات مغلقة.