صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أما وقد تحقق الاستحقاق الدستوري ….. فماذا بعد ذلك ؟

عاش الاردن في الايام الماضية عرس تحقق فيه انتخاب مجلس النواب التاسع عشر وفي أحلك الظروف، مجلس ضم في جعبته الكثير وعلى الرغم من كل ما حدث وهذا كان يحدث ولكن اليوم بالغنا ومع ذلك سيمر ويبقى الواقع أننا اليوم لدينا مجلس تشريعي يترجم استحقاقا دستوريا مهما يضم في أحضانه أعضاء تشكلت في تركيبتهم وخبراتهم الكثير مما يعطي أملا جديدا بمستقبل أفضل وهذا ما يستحقه الوطن وبحاجته المواطن ومجلس الشورى هو المظلة .
لسنا في معزل عن العالم وتحدياتنا منها ما هو أعمق ومنها ما هو فرصة لنا ، واليوم نحن بحاجة الى الاستثمار بالفرص فلنبحث عن نقاط القوة التي نملكها ونبني عليها ومع الوقت نعالج ما أقعدنا فحتى نستطيع النهوض نحن بحاجة الى العزم والحزم والمبادرة والبصيرة والجلد فبها نقوى ولنا في التاريخ بصمات وبصمات ولن نقف عند عتبة التباكي فلنكون على قدر أهل العزم ومن لا يقوى فليترجل ومن يستطيع فليركض ، دعونا نسارع ولا نباغت فالوقت يداهمنا ولا نملك أبدا ترفه .
العالم ينظر الينا ونحن لا نرى أنفسنا ، العالم يدرك مقدراتنا ونحن نتقوقع ، العالم مرتبك ونحن من أسياد التنظيم فتحكمنا عادات وتقاليد ومرجعيات نحتكم لها وقيادة يتمناها العالم ومهما ظهر من شوائب على الساحة فهي لا تمثلنا ، ما يمثلنا هو ما يسري في عروقنا ، انه الشرف والكرامة والعزة والمحبة والنخوة فنحن أهل النخوة وحتى لا ننسى ما قاله أردني كريم “أن الوطن ليس حجر وشجر ، الوطن عبارة عن مجموعة من البشر ، أنا الوطن وأنت الوطن وهذا الوطن ، فالوطن هو الانسان ” فنرفع سوية الانسان ، فالانسان أغلى ما نملك ، ومن هنا نعود ونبدأ .
ماذا يحتاج هذا الوطن والذي هو الانسان ؟ يحتاج الى التسارع في خلق الاولويات وتوفير الحاجات ليعيش الكل في كرامة ، فليتكاتف الكل وليتلاهث الجميع في تحقيق الغايات قبل ترسيم المجلدات فلسنا بحاجة الى خطط نحن بحاجة الى أفعال تنعكس نتائجها على الوطن والمواطن واليوم أولوياتنا اقتصادنا ، أولوياتنا كرامة العيش ، أولوياتنا خدماتنا ، أولوياتنا صحتنا .
تحديات اقتصادنا كبيرة ولكن لنا في خلق الحلول باع طويل وعلى الرغم مما نحن فيه من ارتفاع في المديونية والتي ستتجاول 110 % من الناتج المحلي فقد وجدنا حلولا هندسية مع البنك الدولي لاعادة ترسيمها وهذا ما سيكون له فوائد جمة وتوقعاته أن يعود النمو الى 2.5 % العام المقبل ، ومتوقع أن يتجاوز عجز الموازنة 2.25 مليار دينار نتيجة للظروف والكورونا وانخفاظ الدعم الخارجي وتراجع الاعمال وتدني الايرادات ولكن أثبتنا قدرات بالاعتماد على الذات يمكن البناء عليها . علاقاتنا الدولية كبيرة وقوية بقوتها ولكن نحتاج الى الحصافة في استغلال ميزاتها وبناء تحالفات اقتصادية لتعظيم التبادلات التجارية بها وبحيث تكون جنبا الى جنب مع التحالفات الخدمية وتعامل وحدة واحدة فكم لدينا من الاخوة الوافدين من مختلف الدول وكيف لنا أن نستثمر هذه العلاقات لتقوية اقتصادنا ، نحن في موقعنا الجغرافي مؤشر في بوصلة ، كنز لا يملكه سوانا فلنستثمره ونقود الطريق .
الواجب اليوم أن نتعاون ونتحاور ولا نتعاند ونحتدم ، نقيم ونقدر ماذا نمتلك من مقتدرات ومنها نبدأ فلنحدد ماذا نملك من الفرص ولا ننتبه ، ماذا نملك ولا ندري ….فلنحتمي بما نملك من قوة وننطلق .
حمى الله الوطن قيادة وشعبا وأدام الله علينا نعمه . [email protected]

التعليقات مغلقة.