صحيفة الكترونية اردنية شاملة

46 % من “مصابي السكري” يزيدون على 25 عاما

دعت منظمات أممية ووطنية، السلطات الصحية في دول العالم لـ”الاستثمار بتوظيف ممرضين وتدريبهم وتأهيلهم، وتفعيل دورهم في اكتشاف مرض السكري ومضاعفاته، باعتباره مرضا مزمنا، ويعد من الامراض الأكثر انتشارا في العالم”.
وتبنى الاتحاد الدولي للسكري شعار اليوم العالمي للسكري “التمريض والسكري.. لنصنع فارقا”، الذي تحتفل به 130 دولة، لتعزيز مهام مثقفي السكري، والممرضين المؤهلين لرعاية المصابين به.
رئيسة الجمعية الأردنية للسكري الدكتوره نديمة شقم، أكدت في حديث لـ”الغد” أن “طواقم التمريض تمثل حاليًا أكثر من نصف القوى العاملة في مجال الصحة على الصعيد العالمي”، مضيفة أن اكتشاف العلامات المبكرة لمضاعفات السكري والمساعدة بتحديد المعرضين للإصابة به، جزء مهم من دور المثقف المؤهل والتمريض.
وطالبت الجمعية بالتزامن مع اليوم العالمي للسكري، بـ”تعزيز أنظمة الرعاية الصحية، للاستثمار بتوظيف مزيد من الممرضين وتدريبهم وتفعيل دورهم لنصنع الفارق”.
الدراسات الوطنية؛ أكدت أن نسبة الإصابات بالسكري بلغت 46 % بين الأردنيين ممن تزيد أعمارهم على 25 عاما، بينما تصل الاصابة السمنة والوزن الزائد الى 78 %، أما الإصابة بالتوتر الشرياني (الضغط) فـ44 %، كما أن
50 % من الأردنيين لديهم مشكلات في الدهنيات.
وبلغة الأرقام، قدر رئيس المركز الوطني للسكري الدكتور كامل العجلوني في تصريحات صحفية سابقة، أن اعداد المصابين بالسكري في الأردن وصلت الى نحو مليوني شخص.
وأوضحت شقم، أنه “حتى الآن لا يوجد علاج محدد للسكري”، غير أن الحقائق التي “بات مسلما بها”، تكمن في أن التثقيف الصحي التوعية وتأهيل الممرضين المتخصصين به، يلعب دورا حيويا في ادارته وعلاجه.
رئيس لجنة التنمية والصحة في المجلس الوطني لحقوق الانسان الدكتور إبراهيم البدور اقترح التركيز على أساليب تثقيفية للامراض المزمنة، أبرزها السكري، بالاستعانة بالمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز دور الأطباء والتمريض التوعوي بمثل هذه الامراض التي يمكن تخفيض مضاعفاتها بالوقاية.
وأضاف البدور لـ”الغد” إنه “آن الأوان لتحسين جودة حياة المرضى، وتخفيض الكلف المالية العالية الناجمة عن معالجتهم”.
اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني بانتظا، والتخلص من الوزن الزائد، كلها عوامل تصنع الفارق لتفادي الاصابة بالمرض من النوع الثاني، إذ أثبتت الدراسات ان 50 % من مرضاه، يمكنهم الوقاية منه.
ونظرا لأهمية التمريض بتوعية وتثقيف المرضى، أكد نقيب نقابة الممرضين والممرضات والقابلات القانونيات خالد ربابعة، ان النقابة تبدأ الأسبوع الحالي بعقد دورات تدريبية لعدة ممرضين، للتعامل مع مرضى السكري، في ظل انتشار جائحة كورونا، اعتبارهذه الفئة من أكثر الفئات تعرضا لخطر الاصابه بالفيروس.
واشار ربابعة لـ”الغد”، الى أن هناك تجارب ناجحة في دول متقدمة، خصصت عيادات تمريض لمصابي السكري، دورها توعوي ومتابعة مراحل علاج المرضى، مبينا “أن هذه الخطوة تخفف الضغط على المستشفيات والأطباء المتخصصين بعلاج السكري”.
الممرضة والمثقفة بالسكري في مستشفى الجامعة الأردنية بثينة أبو الشيخ، اكدت لـ”الغد” أن الركيزة الرئيسة في علاج السكري، هي التعليم والتثقيف، إذ أثبتت الدراسات العلمية بأنهما يساعدان على نحو كبير بالتقليل من مضاعفات المرض، أكانت حادة أو مزمنة، ووسيلة فعالة لتخفيض تكاليف العلاج.
وأضافت أبو الشيخ أن دور مثقف السكري يتبلور بالتعرف على أسباب المرض وكيفية التعايش معه؛ لتحسين جودة حياة المرضى، ما يتطلب تعليم المريض أهمية الوصول إلى الوزن المناسب، والانتظام بالتمارين الرياضية اليومية، واختيار نوعية وكمية الغذاء المناسب، وكيفية اخذ دواء الانسولين والتعامل معه بطريقة آمنة.
ويكمن دور التمريض أيضا، حسب أبو الشيخ بحل المشكلات اليومية التي قد يتعرض لها من لها مريض السكري، كالهبوط أو الارتفاع المتكرر لسكر الدم او حموضة الدم، وتأكيد اهمية الفحص الذاتي اليومي بالمنزل، والمتابعة الدورية للفحص التراكمي وفحص شبكية العين والكلى، وكيفية الرعاية الدائمة للقدمين.
وأكدت أن للتعليم والتثقيف الصحي للمرضى، أهمية كبرى، يتسهم بتقليل مضاعفاته، ما يؤدي لتخفيض نفقات علاجه الباهظة ومضاعفاته من فشل كلوي واختلال في الشبكية، وأمراض القلب والأعصاب وموت الأطراف، وأن التثقيف “مفتاح العلاج للسكري بنوعيه الأول والثاني”.
الى ذلك، خصص المركز الوطني قسما متكاملا، يعمل فيه كادر متخصص من ممرضين وممرضات، يركز على ارشاد ودعم المريض، لتبني سلوك صحي والالتزام بنمط حياه صحي، وتوفير المعلومات الاساسية ومهارات السيطرة على نسبة السكر في الدم، ما يمكن المريض من التعايش مع مرضه بطريقة سليمة وتخطيه ما قد يواجهه من عقبات.

التعليقات مغلقة.