من الذي سرق الرجل الثلجي؟!

استيقظت طفلتي جوليا منذ الصباح الباكر برغم برودة الجو وركضت نحوي: بابا، بابا، هيا استيقظ لنكمل لعبنا مع رجل الثلج.
– مازال الوقت مبكراً يا جوليا…
– كلا يا بابا، هيااستيقظ…..
يوم الأمس كان يوماً جميلاً جداً حيث نزل الثلج وغطى كل شيء، وكنا بشوق لهذا المنظر الذي لم نره منذ عدة سنوات، فجوليا لم ترى الثلج أبداً في حياتها.
– هيا يا بابا…
– هيا، هيا، ،،،
واستيقظت مسرعاً ولبست بسرعة ملابسا دافئة وكذلك ألبست جوليا، وتركنا باقي أسرتنا تنعم بنوم دافئ وركضنا نحو حديقة المنزل حيث قمنا بالأمس ببناء رجل الثلج الكبير الذي زيناه ووضعنا له حبات التفاح كعيون وضعنا أيضًا جزرة جميلة بدل أنفه وألبسناه طاقيتي ووشحناه بالشماغ الأردني حتى أصبح أقرب للرجل العادي… ركضنا بإتجاه رجلنا لتكمل جوليا بنائه واللعب معه ولكن عند وصولنا للحديقة نظرت نحو جوليا والتي صرخت!!
– بابا !!!
– نعم حبيبتي…
– أين الثلج، ثلجنا انسرق!!وهمت بالبكاء..
وفعلاً كان معظم الثلج قد ذاب لأن السماء يبدو أنها قد أمطرت والمطر بدوره أذاب معظم الثلج!!
حاولت أن أعود بجوليا إلى الداخل لأنني توقعت أن الأمطار قد أذابت أو على الأقل شوهت رجل الثلج ولم أرد أن تصاب طفلتي بخيبة الأمل!
– هيا يا حبيبتي للداخل فيبدو أن الجو ماطر وبارد هنا!!
– كلا، كلا أريد أن أرى رجل الثلج .
وتحت الحاحها لم يكن لدي أي خيار وتوجهنا نحو رجل الثلج… الذي لم يكن له أي وجود أصلاً!!
وهنا صرخت جوليا!! بابا بابا!!
– نعم
– لقد سرقوا رجل الثلج!!
– كلا يا طفلتي
– لا لقد سرقوه أنا حضرت مسلسل كرتون وكانت هناك عصابة يقومون بسرقة رجال الثلج!!
– جد، أين هي هذه العصابة!
– سوف أبحث عنهم ….أو لماذا لا نخبر الشرطة عنهم حتى يلقوا القبض عليهم!!
– فعلاً كلامك صحيح فلنفعل ذلك!!
ووجدت مخرجاً لي من هذا المأزق لأخرج من صعوبة شرح ما تفعله مياه الأمطار ودرجات الحرارة بالثلج لطفلة لم تبلغ الخمس سنوات وأثناء مغادرتنا الحديقة انبني ضميري وحاولت أن أوضح لجوليا أن الثلج يذوب مع ارتفاع درجة الحرارة فقلت..
– جوليا حبيبتي هل تعرفين أن أصل الثلج هو ماء!
– لا بابا أكيد بتمزج!!
– لا جد، لاحظي أنه الثلج لما يبذوب بيصير مي!
– ما أعتقد، الثلج لونه أبيض وبارد والمي ما إلها لون …خلص بابا ما تمزح معي!!
– طيب تعالي نجرب نذوب الثلج على الغاز!
– كيف يعني؟؟
– يعني خلينا نحط شوية ثلج بالسخان ونحطه على الغاز ونشوف شو راح يصير!
– يا حرامك يا بابا بدك تحرق الثلج وتعذبه، مش حرام عليك يعني إنت بتحب حد يحطك على الغاز ويعذبك!! حرام عليك!!
– لأ انت فهمتيني غلط الموضوع مش موضوع تعذيب الموضوع تحويل المادة من حالة إلى حالة من الصلابة إلى السيولة وهاي بتشكل اشي اسمه دورة الماء في الطبيعة ونظرت نحو جوليا التي كانت تشخص ببصرها مذهولة دون أن تفهم أي شيء وقلت؛
– خلص جوليا أسهل حل هلا نروح على المركز الأمني ونبلغ عن اللي سرقوا رجل الثلج!
– يلا أوك، يا بابا بسرعة.
احتضتنتها وهمست في أذنها وقلت..
– ولا شو رايك نروح نشتري أشياء زاكية احسن..
فأجابت آه احسن…
وركبنا السيارة متجهين نحو البقالة لشراء (الأشياء الزاكية)
وجوليا تخبرني عن العصابة الشريرة التي تسرق رجال الثلج…