صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مستشفى السلط..قصة من الواقع!!

يا الله كم أنا سعيد بهذا الإنجاز، فبفضل الله تعالى استطعت أن أومن سريراً في مستشفى السلط لوالدتي التي أعياها التعب فمنذ أن أصابها مرض الكورونا اللعين وأنا أحاول جاهداً لمعالجتها ولكن حالتها تفاقمت وأصبحت بحاجة لجهاز أوكسجين ولدخول المستشفى، فرحلة دخول المستشفى لم تكن بالسهولة، لأن الأسرة تعج بالمرضى وكبار السن، والفقراء أمثالي غير مرحب بهم أبداً! فأنا لا أجرؤ أبداً أن أفكر بالمستشفى الخاص والمستشفيات الحكومية وللأسف بحاجة لواسطات وعلاقات وأنا لا أملك هذه العلاقات!! ولكن عندما تعلق الموضوع بوالدتي لم أترك أي شخص إلا وتوسلت إليه إلى أن وجدت أحد المسؤولين الذين لامست دموعي شغاف قلبه فأستغل نفوذه بعمل المطلوب وأمن سريراً لوالدتي… آه كم أشعر بالسعادة… هرعت نحو والدتي لأبشرها بالخبر وكانت في حالة صحية سيئة جداً إلا أن أمل النجاه بذهابها للمستشفى جعلها تتماسك وتشد على يدي وتدعوا لي… بارك الله بك يا حبيبي!!!

سارعت بإصطحاب والدتي إلى مستشفى السلط مستخدماً سيارة الإسعاف التي يقودها صديقي والتي أمنتها أيضاً بالعلاقة الحميمه مع فارس (سائقها) وأبن صفي والذي فزع لي وبالفعل وصلنا المستشفى الساعة الواحدة ليلاً وبسرعة تنقلنا من قسم لآخر حتى استقر بنا المطاف في غرفة والدتي والتي كانت تضم خمسة معها وجميعهم من النساء المصابات .

توسلت إلى الطبيب المقيم للإعتناء بوالدتي والتي كانت ترمقني بنظرات الشكر…

آه يا أمي ما أجملك… آه كم اشعر بالتقصير معك، فمهما عملت ومعما قدمت فلن أوفيك جزءاً من حقك علي . لعن الله الفقر الذي منعني من تأمينك في أفضل مستشفيات الأردن .

بعد ذلك طلب مني الأطباء مغادرة المستشفى، توجهت نحو منزلي وأنا أشعر بالطمأنينة ،ولأول مرة لأن أمي بأيد أمينة… فكادر محترف من الأطباء أصحاب الخلق وكادر من الإداريين المختصين 

حمدًا لله أمي في أيد أمينة !

حاولت أن أنام ولكن قلقي عليها كان يسرق مني النوم… فأتقلب هنا وهناك إلى أن غبت في سبات عميق من شدة الإعياء .

وفي الصباح استيقظت على جرس الهاتف الذي رن بلا توقف فقمت مفزوعاً… لأجيب!!

– ألو… مين….

– كيف صحة والدتك؟؟؟

– الحمد لله ممتازة

– شكلك مش داري باللي صار!! يا رجل كل المرضى ماتوا!!

– شو!! شوووو !! شو قصدك!!

– يا رجل انقطع عنهم الأكسجين وماتوا!!

– وحد الله… 

– والله

– اركض شوف شو صار معها وطمنا بالله عليك!

ركضت نحو الشارع باحثاً عن أي وسيلة نقل تقلني نحو المستشفى وأثناء ذلك كنت أحاول الإتصال بأي وجهة أو أي مصدر ليطمأنني ولكن أياً منهم لم يكن يجيب… وكانت الأخبار تتساقط على مسامعي كالرصاص وفيات… وفيات… وفيات… وأنا في الطريق ماشياً نحو المستشفى لأن لا وجود لأي وسيلة نقل وقلبي ينبض على أمي… وعلى جميع المرضى!!!

ولكن كيف يموت الناس بالمستشفى بسبب تقصير شخص أو أشخاص!! آه يا والدتي ليتني تركتك بالمنزل ولكن المرء لا يعرف طرق السعادة أو الشقاء!!

أوليس المقصر في مثل هذه الحالة هو قاتل متعمد بالقتل !

وهل من الممكن أن يتوقف الأكسجين عن مرضى ما دخلوا المستشفى إلا بحثًا عن الأكسجين ؟

أين قسم الرقابة ؟ أين قسم الصيانة؟ أين وأين وأين ؟

واصلت مسيري نحو المستشفى وأنا أدعو الله أن تكون والدتي على قيد الحياة !!!

التعليقات مغلقة.