صحيفة الكترونية اردنية شاملة

لماذا تتوالى قررات تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19؟

أعلن وزير الصحة الإندونيسي الإثنين تأجيل إطلاق حملة التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد بلقاح أسترازينيكا في انتظار قرار من منظمة الصحة العالمية، بعد ارتفاع تقارير بشأن المخاوف من الآثار الجانبية المحتملة. وقال بودي جونادي صادكين “من باب الحيطة والآمن، تؤجل إندونيسيا استخدام لقاح أسترازينيكا لحين صدور تأكيد من منظمة الصحة العالمية”.
وفي وقت سابق، علّقت هولندا الأحد استخدام لقاح أسترازينيكا المضادّ لفيروس كورونا، في إجراء احترازيّ، وذلك حتّى 28 آذار/مارس ضمنًا، بعد الإبلاغ عن “آثار جانبيّة محتملة” في الدنمارك والنرويج، من دون أن تكون هناك صلة مؤكّدة في هذه المرحلة بين تلقّي اللقاح وتلك الآثار.

وقالت وزارة الصحّة في بيان إنّه “بناءً على معلومات جديدة، نصحت هيئة الأدوية الهولنديّة، في إجراء احترازيّ وبانتظار تحقيق معمّق أكثر، بتعليق إعطاء لقاح أسترازينيكا” المضادّ لكوفيد-19.

ونقل البيان عن وزير الصحّة هوغو دي جونج قوله إنّه “يجب أن نتوخّى الحذر دائمًا، ولهذا فإنّ من الحكمة الضغط على زرّ التوقّف الآن، في إجراء احترازي”.

وعلّقت إيرلندا الأحد أيضًا استخدام لقاح أسترازينيكا على خلفيّة مخاوف مرتبطة بتسبّبه بجلطاتٍ بالدم، وهي مشكلة تُواجه المختبر السويدي-البريطاني العاجز عن تسليم الكمّيات الموعودة للاتّحاد الأوروبي.

وجمّدت دول عدّة بينها الدنمارك والنرويج وبلغاريا الأسبوع الماضي استخدام اللقاح الذي تُصنّعه شركة الأدوية السويدية البريطانية العملاقة، على خلفية تلك المخاوف. لكنّ منظّمة الصحّة العالميّة شدّدت على أنه لم يتمّ التأكد من وجود علاقة سببيّة بين تلقّي اللقاح والإصابة بجلطات في الدم.

من جهتها، أصرّت الشركة المصنّعة ووكالة الأدوية الأوروبية على أنّ لقاح أسترازينيكا آمن. وأفاد ناطق باسم أسترازينيكا بأنّ “تحليلاً بشأن بيانات السلامة لدينا، المرتبطة بحالات مسجّلة من أكثر من 17 مليون جرعة لقاح تمّ إعطاؤها، لم يكشف عن أيّ أدلّة بشأن ازدياد خطر” التعرّض لجلطات في الدم. وأضاف “في الواقع، تبلغ الأعداد المسّجلة لأحداث كهذه بالنسبة للقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19 أقل من العدد الذي كان ليسجّل بشكل طبيعي في أوساط السكان غير المحصّنين”.

اللقاح الأوروبي الوحيد الذي ورد إلى الدول الفقيرة

ويُعدّ لقاح أسترازينيكا بين الأقلّ ثمنًا ويمثّل الجزء الأكبر من اللقاحات التي تمّ إيصالها لأفقر دول العالم بموجب مبادرة كوفاكس المدعومة من منظّمة الصحّة العالميّة، والتي تهدف إلى ضمان التوزيع المتساوي للّقاحات على مستوى العالم.
وتعدّ حملات التلقيح الواسعة النطاق مفصليّةً لإنهاء الجائحة التي أودت بحياة أكثر من 2,6 مليون شخص في العالم.

نقص في الشحنات

قال متحدّث باسم وزارة الصحّة الإيرلنديّة لوكالة فرانس برس “أُرجئت عمليّة التطعيم باستخدام لقاح أسترازينيكا المضادّ لكوفيد-19 بشكل موقّت اعتبارًا من صباح الأحد 14 آذار/مارس”.

وجاءت الخطوة بعدما أوصت اللجنة الاستشارية الوطنية للتطعيم في ايرلندا بتعليق استخدام اللقاح، في إجراء احترازي، بعد “بيان من وكالة الأدوية النروجية عن أربعة تقارير جديدة لحالات تجلّط خطرة لدى بالغين بعد التطعيم”.

وقال مساعد كبير المسؤولين الطبيين في ايرلندا رونان غلين في بيان “لم يُستخلص بعد وجود أيّ صلة” بين لقاح أسترازينيكا وحالات تجلّط الدم، واتّخِذ الإجراء “بانتظار تلقي مزيد من المعلومات”.

ووفقًا للبيانات الحكومية التي حُدّثت الأربعاء، أعطيت حوالي 570 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في ايرلندا حتى الآن، 109 آلاف منها من صنع أسترازينيكا.

تخضع ايرلندا حاليا لإغلاق ثالث بعدما شهدت ارتفاع عدد الإصابات، لتصبح في مطلع كانون الثاني/يناير الدولة التي تشهد أكبر انتشار للعدوى في العالم.

وفاة مدرّسة

وبعد تعليق لمدّة قصيرة للتطعيم بلقاح أسترازينيكا الأحد إثر وفاة مدرّسةٍ تلقّت اللقاح السبت، قرّرت منطقة بييمونتي الإيطالية، بعد عمليّات تدقيق، استئناف استخدامه مستبعدةً فقط دفعة لقاحات واحدة احترازيًا.

وقال رئيس الوكالة الإيطالية للأدوية جورجيو بالو إنّ لقاح أسترازينيكا لا يطرح “أيّ خطر”، معتبرًا أنّ منافعه أكبر بكثير من المخاطر”، وداعيًا إلى الاعتماد فقط “على معطيات علميّة”.

التعليقات مغلقة.