صحيفة الكترونية اردنية شاملة

البنك الدولي: تفاوت في قطاع التعليم في الأردن

أكدت ورقة سياسات أصدرها البنك الدولي أنّ القطاع التعليمي في الأردن يتسم بتفاوت ملحوظ بين مختلف الفئات الاقتصادية والاجتماعية من ناحية الالتحاق والإنفاق على التعليم.
وأضافت الدراسة التي حملت عنوان “الإنفاق على التعليم، وديناميكيات الالتحاق، وأثر جائحة كوفيد19 على التعلم في الأردن” أنّ الوصول إلى الأجهزة الرقمية والاتصال بشبكة الإنترنت المنزلي محدود ودون المتوسط في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنها الأردن.
وتشير البيانات المسحية لدراسة أجريت عقب فترة وجيزة من انتهاء الموجة الأولى من الجائحة في الأردن إلى أن التغذية الراجعة الأولية حول أنماط التعلم عن بُعد تعد متفاوتة.
وذكرت الورقة أنه وبالرغم من الاستخدام الواسع للمنصات الإلكترونية من قبل الطلبة، شكل الاتصال بشبكة الإنترنت عائقاً متواصلاً أمام الوصول الموثوق إلى الخدمات التعليمية.
وحول الأثر المحتمل لجائحة كوفيد19 على مخرجات التعلم في الأردن أوضحت الدراسة جسامة التحدي الذي يواجه قطاع التعليم.
وقالت الورقة “بعض المدارس الأردنية مستعدة للانتقال إلى التعلم عبر الإنترنت، لكن بعضها الآخر يفتقر إلى البنية التحتية اللازمة ورأس المال البشري”.
وأشارت إلى أنّ نتائج امتحانات PISA كشفت أن معظم المدارس في الأردن ليست مستعدة جيدًا لمواصلة الدراسة عن بعد وتقديم دعم فردي للطلاب وأن 43 % فقط من الطلاب في سن 15 عامًا في الأردن يذهبون إلى المدارس باستخدام منصة فعالة لدعم التعلم عبر الإنترنت.
إضافة إلى ذلك ، أقل من نصف المدارس لديها موارد مهنية للمعلمين للاستفادة من المواد الرقمية، وهو أقل بكثير من متوسط منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا البالغ 72 %.
وتشير النتائج كذلك إلى أن غالبية المعلمين يفتقرون إلى المهارات التقنية والتربوية اللازمة لدمج الموارد الرقمية في تعليمهم.
وذكرت الدراسة أنّ أكثر من 16 % من الطلاب في الأردن ليس لديهم اتصال بالإنترنت، 16 نقطة مئوية أقل من متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بينما الثلث ليس لديهم جهاز كمبيوتر يمكن استخدامه في الأعمال المدرسية ، 25 نقطة مئوية أقل من المعيار نفسه.
وقد طور البنك الدولي أداة لتقدير التأثيرات الضارة للجائحة على تعلم الأطفال، حيث تؤثر الجائحة بصورة سلبية على تعلم الطلبة على عدة أصعدة، ومن ضمن ذلك الإغلاق المتكرر للمدارس والتراجع في مصادر الدخل الأسرية.
وقالت الدراسة إن “إغلاق المدارس يترك أثراً مباشراً على تعلم الطلبة بسبب تعليق التدريس الصفي الوجاهي وتقليص الزمن المخصص للتدريس بشكل ملحوظ بسبب المحددات التي يفرضها التعلم عن بُعد”.
وإضافة إلى ذلك قد يؤدي التراجع في مصادر الدخل الأسرية إلى حدوث زيادة في أعداد الطلبة المتسربين من المدارس وانخفاض الإنفاق على التعليم على المدى الطويل.
وتشير النتائج إلى حدوث انخفاض ملموس في سنوات التعليم المدرسي المعدلة حسب التعلم والعلامات في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة في المستقبل، الأمر الذي يوضح أن الجائحة تهدد بإضاعة جهود سنين من العمل الدؤوب لتطوير القطاع التعليمي في الأردن.
وقالت الورقة إنّ خسائر التعلم للطلاب المتأثرين بجائحة COVID19 ستترجم إلى خسائر في الأرباح المستقبلية، متوقعا أن ينخفض متوسط الدخل السنوي في المستقبل بنسبة تصل
إلى 8 % للطلاب الأردنيين.
وقالت الدراسة “لوضع هذا التقدير في منظوره الصحيح، عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، تتراوح الخسائر المحتملة في الأرباح مدى الحياة لكل طالب سنويًا من 457 إلى 1789 دولارًا”.
وعلى المستوى العالمي ، من المتوقع أن يواجه الطالب العادي انخفاضًا في المتوسط بنسبة 2 إلى 8 % من الأرباح السنوية المتوقعة.
وبينت الورقة أنه من المرجح أن يتأثر الأطفال اللاجئون السوريون بفيروس كورونا بشكل غير متناسب، حيث إنّ التراجع طويل الأجل في دخل الأسرة سيكون لها تأثير سلبي في التحاق الأطفال بالمدارس والوصول إليها.
وتشير البيانات الأولية إلى أن العمال السوريين أكثر عرضة لفقدان وظائفهم بشكل دائم بسبب الوباء مقارنة بالعمال الأردنيين وبالتالي ، من المرجح أن يعاني العديد من الأطفال السوريين اللاجئين خسائر تعليمية أكبر من أقرانهم الأردنيين.الغد

التعليقات مغلقة.