صحيفة الكترونية اردنية شاملة

خبراء يطالبون بإعادة تقييم سياسة التبغ والنيكوتين على وجه السرعة والتوقف عن التسبب في أي ضرر

في رسالة موجهة لمدير عام منظمة الصحة العالمية

بالتزامن مع حلول اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي تحتفل به منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في جميع الدول، والذي يوافق الحادي والثلاثين من شهر أيار من كل عام، بهدف إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاك، وجه عدد من الخبراء رسالة وُجِّهت بشكل مباشر للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أوصوا عبرها بضرورة العمل على إعادة تقييم سياسة التبغ والنيكوتين على وجه السرعة والتوقف عن التسبب في أي ضرر.
استهلت الرسالة بالتعبير عن القلق البالغ بشأن الاتجاه الذي تتخذه منظمة الصحة العالمية بشأن سياسة التبغ والنيكوتين الحالية، والتي تتمثل بمعارضة المنظمة الصريحة للمنتجات البديلة للسجائر التقليدية التي تعدّ أقل ضرراً بكثير من السجائر التقليدية، كالسجائر الإلكترونية، والمنتجات البديلة التي تعتمد على نظام تسخين التبغ، وتلك المعتمدة على نظام التبخير، الأمر الذي برأيهم لا معنى له من الناحية العلمية ومن ناحية التأثير على الصحة العامة.
وأوضح مرسلوا الرسالة بأن دعم منظمة الصحة العالمية للقيود المفروضة على هذه المنتجات البديلة معدلة المخاطر، وللحظر عليها، يؤدي إلى نتائج عكسية تماماً؛ لتأثير هذه المنهجية الضار، كونها تسهم في حماية واستمرارية صناعة وتجارة السجائر التقليدية، وبالتالي تعزيز ممارسة عادة التدخين وما يرتبط بها من زيادة الأمراض ونسبة الوفيات الناجمة عن هذه العادة.
وطالب الخبراء منظمة الصحة العالمية في رسالتهم، بتقديم تبرير لحظر البدائل الافضل من السجائر التقليدية، في الوقت الذي لا تزال فيه تسمح بالإبقاء على السجائر التقليدية متاحة بسهولة في كل مكان، وتبرير لقيام منظمة الصحة العالمية بمنح وزير الصحة الهندي جائزتها لمبادرته بحظر المنتجات البديلة مع عدم تقييد سوق السجائر التقليدية، بتأييد شخصي من المدير العام للمنظمة، مشددين على أن المستفيد الرئيس من هذه الخطوة يتمثل في شركة السجائر المهيمنة في الهند، ITC Limited.
ووضح الخبراء في الرسالة بأن البيان الصحفي لمنظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، والذي صدر في الحادي والثلاثين من شهر أيار الماضي، هو خير مثال على فقدان وكالة دولية السيطرة على موضوعيتها العلمية وتركيزها على الحدّ من الأمراض، مرفقين برسالتهم وثيقة نقد مفصلة مكونة من 14 صفحة لهذا البيان الصحفي، أعدت من قبل مجتمع خبراء سياسة الصحة العامة المستقلين الذين لا تشوبهم شائبة من أي تضارب في المصالح، بهدف تشجيع المنظمة على إعادة التفكير بشكل جدي بقراراتها وتصريحاتها الحالية لتتمكن من بناء ثقة الجمهور وعدم إعطاء منتقديها مزيداً من الدوافع لمواصلة انتقادها.
واختتم الخبراء رسالتهم بالدعوة إلى أهمية فهم المنتجات البديلة للسجائر التقليدية وآلية عملها، وتضمينها في تطبيق استراتيجية “الحدّ من الضرر”، ومعاملتها كجزء لا يتجزأ من تحقيق هدف التنمية المستدامة للحدّ من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية التنفسية وغيرها من الأمراض غير المعدية، والنظر إليها كفرصة للتغيير لا كتهديد؛ ذلك أن الوقت حان لمنظمة الصحة العالمية للمشي بخطى الابتكار الحاصل في السنوات الـ15 الماضية، وتبني سياسة “الحدّ من أضرار التبغ”.
واختتمت الرسالة الرسمية التي وقعها كل من البروفيسور ديفيد أبرامز من قسم العلوم الاجتماعية والسلوكية في كلية نيويورك للصحة العامة العالمية في جامعة نيويورك، والدكتور كلايف بيتس من شركةCounterfactual Consulting والمدير السابق للعمل بشأن التدخين والصحة (المملكة المتحدة)، والبروفيسور ريموند نياورا من قسم العلوم الاجتماعية والسلوكية في كلية نيويورك للصحة العامة العالمية في جامعة نيويورك، إلى جانب أستاذ القانون المساعد ورئيس المجلس الاستشاري لمركز قانون الصحة والسياسة والأخلاق في جامعة أوتاوا – كندا، ديفيد ت. سوينورز، وغيرهم من المختصين في هذا المجال، رجاء منهم بالتفكير جدياً بتلك المطالبات وتقديم إجابة موضوعية.

التعليقات مغلقة.