صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الأردن وفلسطين قدر ومصير مشترك

تبرز بين الحين والآخر تصريحات غير بريئة حول الدور الأردني في دعم فلسطين وتثير جدلا واسعا في الأردن لحساسيتها، وتثير الفتنة والنعرات ، وتخدم عن قصد وغير قصد المشروع الصهيوني واليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى لنقل مشكلة إسرائيل الى الأردن وحل القضية الفلسطينية في الأردن (الوطن البديل) .
وحول معركة الكرامة الخالدة هنالك نخب (إقليمية الهوى) يؤذون الأردن بكلامهم واتهاماتهم ويتجنون بين الحين والآخر على الدور الاردني في فلسطين بطريقة مشوشة دائما ، فالأردن لم ينكر دور الفدائيين بمعركة الكرامة ، والتي إمتزاج فيها دماء الجيش العربي المصطفوي بدم الفدائيين الفلسطينيين في أرض الكرامة. لكن الحقيقة أن معركة الكرامة معركة جيوش نظامية وكانت معركة دروع ودبابات وليست أسلحة خفيفة ، ولم تكن معركة أفراد بالدرجة الأولى، وقد سُرق فيها بكل أسف جُهد الجيش الأردني بطريقة غير مناسبة ، وتم الإعلان حينها على أن الانتصار كان جُهد العمل الفدائي وحده .
وهؤلاء المشككون أنفسهم عندما فشلوا بتسويق روايتهم ، وإعترفوا بالدور الرئيسي للجيش الأردني بالمعركة ، حاولوا الإساءة للقيادة الهاشمية بتسويق رواية كاذبة بأن القائد مشهور حديثة الجازي إتخذ قرار المشاركة بالمعركة بشكل شخصي دون الرجوع للقائد الأعلى جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، ونسوا أن الجيش الأردني جيش ملتزم ومتماسك وتراتبي من حيث القيادة والأوامر ، وكان الحسين وأركان جيشه يديرون المعركة من غرفة عمليات القيادة العامة .

وبالرغم من هذه الأصوات الشاذة ، فالأردن سيبقى أوثق الأقطار العربية ارتباطاً بفلسطين، فهو الأقرب لها من حيث التاريخ والحدود والعلاقات والمصالح والتداخل السكاني، علاوة على روابط العروبة والدين ، وكان للأردن والأردنيين الدور الأبرز في القضية الفلسطينية منذ بداياتها، وشاركوا في كل معاركها، وتحملوا الجزء الأكبر من عبئها وتبعاتها باعتبار ذلك واجباً قومياً ودينياً، رغم أنّ هذا الدور قد جرى غمطه لفترة طويلة بل جرى في أحيان عدة تشويهه والتشكيك به والتطاول عليه، وهو أمر تأذى منه الشعور الوطني الأردني .
فالأردن وفلسطين قدر ومصير، ولنضع جانبا الكلام التافه ولنتفرغ ونخطط لمواجهة ما يخطط للمنطقة من مؤامرات وخرائط جديدة سيكون الخاسر فيها بالتأكيد فلسطين والأردن معا .

وحمى الله الأردن وفلسطين

التعليقات مغلقة.