صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الفايز يدعو إلى تشكيل اتحاد اقتصادي عربي

دعا رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز إلى تشكيل اتحاد اقتصادي عربي يمكن للأمة العربية من خلاله مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تتعرض لها جراء معاناتها اليوم من التدخلات بشؤونها من قبل دول إقليمية، ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها عديد الدول العربية وارتفاع نسب الفقر والبطالة فيها مع وجود صراعات سياسية واهلية.
وفي تصريحات لقناة العربية “برنامج البعد الآخر” الذي اجرته الإعلامية منتهى الرمحي حول مشروع الشام الجديد والأوضاع الراهنة في المنطقة، قال الفايز إنه لا يمكن أن يكون هناك أي حل لهذه التحديات إلا بالتكامل الاقتصادي العربي، مشيرا إلى بعض الأمثلة التي تؤكد هذه الحقيقة.
واضاف انه وبعد الحرب العالمية الثانية كانت أوروبا مدمرة وتعيش خلافات سياسية عميقة بسبب الحروب بين الحلفاء “بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا” ودول المحور “ألمانيا وإيطاليا واليابان”، ولكنها بعد الحرب شكلت اتحادا اقتصاديا نجحت من خلاله تنحية خلافاتها السياسية، فأصبح لها عملة موحدة، وباتت اليوم الكثير من الدول تسعى لدخول الاتحاد للاستفادة من الأوضاع الاقتصادية الممتازة التي قدمها لمواطنيه.
واوضح الفايز أن اوروبا اصبحت قوة سياسية واقتصادية بعد أن وضعت خلافاتها السياسية جانبا وركزت على الموضوع الاقتصادي، مشيرا إلى انه حتى اللحظة لا توجد سياسة خارجية واحدة للدول الاوروبية، ورغم وجود مفوض للسياسة الخارجية ما زال بينها خلافات في وجهات النظر حول العديد من قضايا السياسة الخارجية والداخلية، لكنها تجاوزت كل ذلك.
ولفت إلى أن الصين كانت متراجعة اقتصاديا ولم يكن لها دور على الساحة السياسية الدولية، لكنها اليوم تعد ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، ولها دور سياسي واستراتيجي كبير على الساحة الدولية.
وأعرب عن امله بأن تستطيع الدول العربية تكوين اتحاد اقتصادي يمهد لامتلاكها قوة سياسية على مستوى العالم في ظل المقومات التي تمتلكها وتربطها بعضها ببعض من الدين واللغة والعادات والتقاليد والتراث، بخلاف الدول الأوروبية التي لا يجمعها شيء لكنها استطاعت الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من الوحدة والقوة الاقتصادية.
وفيما ان كان مشروع الشام الجديد بين الأردن ومصر والعراق يختلف في طبيعته واهدافه عن مجلس التعاون العربي، قال الفايز إن الظروف التي كانت تمر بها المنطقة عند تشكيل مجلس التعاون العربي تختلف عن الظروف الراهنة، فالعالم العربي يمر اليوم بمرحلة يواجه فيها تحديات لم تكن وقت مجلس التعاون العربي، ولم تكن هناك أوضاع سياسية كالتي نشاهدها الآن في الدول العربية، وكان الاستقرار السياسي النسبي يسود في تلك المرحلة.
وتابع ، لكي تكون امتنا ذات قوة اقتصادية وسياسية، علينا التوجه اليوم إلى بناء التكامل الاقتصادي العربي، مشيرا إلى انه في هذا الاطار وخلال لقائي أخيرا بنائب رئيس مجلس النواب العراقي طالبت بعقد مؤتمر اقتصادي عربي موازي لمؤتمر القمة العربية السياسي، يشارك فيه ممثلون عن رجال الاعمال وغرف الصناعة والتجارة والقطاع الخاص للعمل على تشكيل نواة اتحاد اقتصادي عربي، وأن يبنى الاتحاد البرلماني العربي ذلك، مؤكدا انه لا يمكن لامتنا ان تكون قوة سياسية على الساحة الدولية إلا بالتكامل الاقتصادي.
وردا على سؤال فيما إذا كان مشروع الشام الجديد يقتصر على الأردن والعراق ومصر، اوضح الفايز أن الباب مفتوح لأية دولة عربية لدخول مشروع الشام الجديد، قائلا “لماذا لا ينضم إخواننا في دول الخليج العربي إلى هذا التحالف، فنحن نتكلم فقط عن تكامل اقتصادي ونضع خلافاتنا السياسية جانبا”.
وتساءل لماذا لا توجد اتفاقية تجارة حرة بين الدول العربية حتى هذه اللحظة، فإذا أردنا أن نصدر مثلا المنتوجات الأردنية إلى أية دولة عربية تجد قيودا كبيرة على ذلك، لذلك يجب بناء وحدة اقتصادية تمهد لقوة سياسية على المستوى العالمي.

التعليقات مغلقة.