صحيفة الكترونية اردنية شاملة

جائحة كورونا تدفع أكثر من 120 مليون شخص في العالم إلى براثن الفقر

يصادف الأحد، 17 تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام اليوم الدولي للقضاء على الفقر، في وقت دفعت فيه جائحة كورونا أكثر من 120 مليون شخص إلى براثن الفقر في العالم.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال إنه “لأول مرة منذ عقدين، يتزايد الفقر المدقع”، موضحا أن “في العام الماضي، وقع نحو 120 مليون شخص في براثن الفقر، حيث تسبب جائحة كورونا في دمار الاقتصادات والمجتمعات”.

وأضاف، بهذه المناسبة، أن “التعافي غير المتوازن يؤدي إلى تعميق التفاوتات بين شمال الكرة الأرضية وجنوبها”، مشيرا إلى أن “التضامن مفقود في العمل – فقط عندما نكون في أمس الحاجة إليه”.

“على سبيل المثال، يسمح عدم المساواة في توزيع اللقاحات يحكم على العالم بملايين الوفيات، ويطيل أمد التباطؤ الاقتصادي الذي قد يكلف تريليونات الدولارات”، بحسب غوتيريش.

ودعا إلى معالجة أزمة الديون ، وضمان تعافي الاستثمار في البلدان الأشد احتياجًا، وإلى الالتزام بـ “البناء إلى الأمام بشكل أفضل”.

ووفق الأمم المتحدة، أدت جائحة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم في العام الماضي إلى العودة للوراء بعقود من التقدم في مكافحة الفقر والفقر المدقع.

وفي الأردن/ قدّر وزير التخطيط والتعاون الدولي، ناصر الشريدة، نسبة الفقر في الأردن بـ 24% “مرحليا”، وذلك في ارتفاع بلغ حوالي 6% بسبب تداعيات فيروس كورونا.

وقال الشريدة لـ “المملكة” في 29 آب/ أغسطس، إنّ الحكومة “تنتظر مسح نفقات دخل الأسر لمعرفة نسبة الفقر في الأردن” الذي سينتهي العام المقبل، مشيرا إلى أن “آخر نسبة كانت 18% والجائحة أضافت من 6 إلى 7% ونسبة تقديرية 24%”.

وتأتي هذه النسبة التقديرية، بعد “فقدان عديد من الأسر لمصدر دخلها خلال جائحة كورونا، إضافة إلى انخفاض أجور بنسب تراوحت بين 30-50% بين العمالة غير المنظمة (المياومة)”، وفق الشريدة.

ووفقا للبنك الدولي، دفعت الجائحة بين 88 و115 مليون شخص في العالم إلى براثن الفقر، مع وجود غالبية أولئك الفقراء الجدد في جنوب آسيا ودول جنوب الصحراء حيث معدلات الفقر مرتفعة أصلا.

وفي عام 2021، من المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى بين 143 و163 مليونا، وفق الأمم المتحدة.

وقالت إنه سينضم “الفقراء الجدد” إلى صفوف 1.3 مليار فقير يعيشون بالفعل تحت خط الفقر ويعانون من تفاقم حرمانهم أثناء الوباء العالمي.

حقائق وأرقام

يُرجح أن جائحة كورونا دفعت ما بين 143 و 163 مليون شخص إلى براثن الفقر في عام 2021، بحسب تقرير للبنك الدولي، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى وقوع 120 مليون شخص في براثن الفقر.

يُتوقع أن تؤدي جائحة كورونا إلى زيادة الفقر بنسبة 8.1% في عام 2020 مقارنة بعام 2019 (من 8..4% إلى 9.1%).

يُتوقع أن يزيد عدد من يعيشون تحت خطوط الفقر الدولية في البلدان ذات المداخيل المنخفضة والمتوسطة العليا بمعدل 2.3 نقطة مئوية.

يعيش ما يقرب من نصف الفقراء الجدد في جنوب آسيا، ويعيش أكثر من ثلثهم في أفريقيا جنوب الصحراء.

تضاعفت معدلات الفقر المدقع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين عام 2015 و 2018 من 3.8% إلى 7.2% بسبب الصراعات وبخاصة الصراع في سوريا واليمن.

تشير التوقعات الحالية إلى أن الرخاء المشترك سينخفض بشكل حاد في جميع الاقتصادات تقريبا في الفترة 2020 – 2021، حيث يقع العبء الاقتصادي للوباء على نطاق المداخيل كاملا.

كانت جائحة كورونا هي بالفعل أسوأ إنكفاء عن هدف الحد من الفقر العالمي في العقود الثلاثة الماضية.

– يوم تاريخي –

ويرجع تاريخ الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1987. ففي ذلك اليوم اجتمع ما يزيد على 100 ألف شخص تكريما لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، في ساحة تروكاديرو بباريس، التي وقِّع بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948.

وأعلنوا أن الفقر يُشكل انتهاكا لحقوق الإنسان وأكدوا الحاجة إلى التضافر بغية كفالة احترام تلك الحقوق.

ونُقشت تلك الآراء على النصب التذكاري الذي رُفع عنه الستار ذلك اليوم. ومنذئذ، يتجمع كل عام في السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر أفراد من شتى المشارب والمعتقدات والأصول الاجتماعية لإعلان التزامهم من جديد إزاء الفقراء والإعراب عن تضامنهم معهم.

ورفع الستار عن نماذج للنصب التذكاري في شتى أرجاء العالم، حيث تمثل تلك النماذج نقطة تجمع للاحتفال بذلك اليوم. وهناك واحد من تلك النماذج في حديقة مقر الأمم المتحدة وهو موقع الاحتفال السنوي بهذه الذكرى الذي تنظمه الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

المملكة

التعليقات مغلقة.