صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الأردن وفلسطين قدر ومصير مشترك

تبرز بين الحين والآخر تصريحات وممارسات  غير بريئة حول العلاقات الأردنية – الفلسطينية وتثير جدلا واسعا في الأردن لحساسيتها، وتثير الفتنة والنعرات ، وتخدم عن قصد وغير قصد المشروع الصهيوني واليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى لنقل مشكلة إسرائيل الى الأردن وحل القضية الفلسطينية في الأردن (الوطن البديل).
وقد جاءت مسيرات الجمعة وما رفع خلاها من هتافات وشعارات مسيئة للأردن وسيادته ، ورفع صور وأعلام لتنظيمات غير أردنية ودول أخرى ، دون رفع العلم الأردني ، ضمن هذا الإطار، والذي يسعى مخططوه لإثارة الفتنة واستحضار أحداث مؤسفة تجاوزها الزمن بعد خمسين عاما .

والجدير بالذكر أن مشكلة الأردن مع إسرائيل كانت ولا زالت بالدرجة الأولى هي القضية الفلسطينية، ولولا قيام منظمة التحرير الفلسطينية (أصحاب القضية) بتوقيع اتفاق أوسلو، دون التنسيق مع الأردن، لما أقدم الأردن على توقيع اتفاقية وادي عربة. ولا يزال
الموقف الأردني الرسمي والإستراتيجي ثابت من القضية الفلسطينية ويتمثل بدعم حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحق اللاجئين بالعودة والتعويض، وهو مصلحة وطنية عليا للدولة الأردنية لتجنب الحلول على حساب الأردن.

وأما  بخصوص اتفاقات  الغاز والكهرباء والماء  مع إسرائيل ، فإن الغالبية العظمى من الأردنيين ضدها ولا أحد يزاود عليهم ، وهم الأولى بمحاسبة حكومتهم دون تدخل من تنظيمات فلسطينية التي كان الأجدر بها محاسبة حكومتها في  رام الله على علاقاتها وتنسيقها الأمني مع إسرائيل.
وبالرغم من هذه الأصوات الشاذة ، فالأردن سيبقى أوثق الأقطار العربية ارتباطاً بفلسطين، فهو الأقرب لها من حيث التاريخ والحدود والعلاقات والمصالح والتداخل السكاني، علاوة على روابط العروبة والدين ، وكان للأردن والأردنيين الدور الأبرز في القضية الفلسطينية منذ بداياتها، وشاركوا في كل معاركها، وتحملوا الجزء الأكبر من عبئها وتبعاتها باعتبار ذلك واجباً قومياً ودينياً، رغم أنّ هذا الدور قد جرى غمطه لفترة طويلة بل جرى في أحيان عدة تشويهه والتشكيك به والتطاول عليه، وهو أمر تأذى منه الشعور الوطني الأردني.

فالأردن وفلسطين قدر ومصير مشترك، ولنضع جانبا الكلام التافه ولنتفرغ ونخطط لمواجهة ما يخطط للمنطقة من مؤامرات ومشاريع وخرائط جديدة سيكون الخاسر فيها بالتأكيد فلسطين والأردن معا.

 

الفتنة نائمة ولعن الله من أيقضها، وحمى الله الأردن وفلسطين من كل المؤامرات.

التعليقات مغلقة.