صحيفة الكترونية اردنية شاملة

العالم الافتراضي ، أهو واقع … أم إفتراضي ؟

ماذا يحدث في العالم ؟ سؤال في الاذهان ولماذا الان والى أين نذهب بهذا العالم وهل من مزيد ؟
وصل العالم الى مرحلة فيها الكثير من المفارقات ، وأجزم بأن ما يحدث ليس وليد اللحظة ولا جاء من محض الصدفة ، فخلف كل ما يحدث هو الانسان بعقله وفكره وإبداعاته وتكاد تكون الظروف المتراكمة حفزت مخرجات دخلت في متناقضات الواقع والافتراض . في العالم اليوم وصل عدد السكان الى 7.8 مليار نسمة وحجم ديون العالم وصلت الى 296 تريليون $ وهذه تمثل 353 % من الناتج المحلي الاجمالي وزادت قيمة الديون بمقدار 36 تريليون $ عما هي عليه قبل الجائحة . وفي الجانب الاخر ظهرت العملات المشفرة ولدينا اليوم الاف من هذه العملات المشفرة وحجم سوق العملات المشفرة قارب 2 تريليون $ ولكن من أين جاءت هذه الارقام ومن أين جاءت الاموال وهل ظهور أول عملة مشفرة في عام 2009 أي بعد الازمة المالية العالمية وليد الصدفة ؟ وماذا عن التجارة الالكترونية والخدمات السحابية والبنوك الافتراضية، هل يعقل أن تشكل قيمة 10 شركات من العالم ما يقارب 10 تريليون $ ؟ فإلى أين نحن ذاهبون ، وما هي فرصتنا ؟
سلوك المستهلك هو الاساس ومن هنا نبدأ … فمع تزايد أعداد سكان العالم ظهرت حاجات وتحديات وظهرت الابداعات لتمتص هذا الحجم من التحديات وخلق الفرص ، ومع تزاحم السكان في العالم الواقعي ظهر العالم الافتراضي وأصبح عالما واقعيا بشكل إفتراضي ، وأصبحنا ندرك أننا سنصل الى مرحلة وهي قريبة لن نفرق بين العالمين . كانت تقيم الاصول بحجم الاحتفاض بها واقعيا والان هذه الاصول تتواجد في المنظومة السحابية فأصبحنا نرى مدنا ومشاريع تنشأ في واقع إفتراضي وكأنها ملموسة ، تباع وتشترى ويتاجر بها وسنرى قريبا دولا إفتراضية والله أعلم ، فهل للعقل من سعة لاستيعاب ما يحدث ؟
التواصل كان البداية ، فتطور وسائل الاتصال وتسارع التكنولوجيا وتعقدها وظهور أدوات مالية إفتراضية الكترونية تتحرك بسرعة ، وسرعة فائقة بالحصول على المعلومات وتناقلها والاحتفاظ بها وتحليلها وإعادة نشرها ، كل هذه وأكثر قربت العالم من بعض ولكن من يسكن في هذا العالم ؟ إنهم البشر فلديهم حاجات ورغبات وهم بنفس الوقت الهدف لكل ما يحدث في عالمنا الواقعي الافتراضي إذا صح التعبير، فأين نحن من كل هذا ؟
الاردن يمتلك أهم كنز وهو العقول ، تخيلوا أن 65% من سكانه من جيل الشباب القادر على السباق في متغيرات العالم وأن يكون مؤثر، ونملك الاصول بمن ربونا فهم كنزنا وهم من رسخوا في قلوبنا وعقولنا حب الوطن ، والاهم أننا نملك الارادة والمترسخة في قيادتنا الحكيمة وكينونة وجودنا ، ومهما ظهر من تحديات ومفارقات فنحن نملك الاصل فلعّلنا لا نبتعد كثيرا ونكبر بما نملك.
تسارع التكنولوجيا وظهور العالم الافتراضي بكل مكوناته هو الفرصة ، فنستطيع الوصول الى أي مكان وزمان ونحن هنا في مكاننا مدعمين بعقولنا وخبراتنا ومثابرتنا وإصرارنا . وللامثلة نحن مجموعة أردنيين إجتهدنا وترجمنا خبراتنا وخلقنا أول مشروع إفتراضي يحاكي واقع ويعيش الافتراض ، دعمناه بخبراتنا من علم وتكنولوجيا وثقافة ومعرفة والاهم الغاية الامثل لمحاكاة تحديات واقع لراحة المواطن والذي هو نحن كلنا ، هويته أردنية ورسالته إنسانية وطموحه من محبتنا لوطننا ولن نتوانى عن هذا الحب ، فلك يا وطني مني كلي…
مقوماتنا كبيرة كِبر الجبل كما يقال ، فدعونا لا نستهين بما نملك ونسارع الزمن ، فبعد 100 عام من عمر الاردن لن نقبل الا أن نكون في المقدمة ولا ينقصنا شيْ ، فالمال أصبح إفتراضي يدور في فضاء العالم فلدينا الفرصة أن نخترق هذا الفضاء ونخلق الادوات السريعة سواء مالية ، الكترونية ، إفتراضية ودعونا من مقولة المديونية البالية . عدد سكان الاردن 11 مليون نسمة وعدد سكان العالم 7.8 مليار نسمة وهنا الفرصة أن نرسخ عقولنا وخبراتنا وتشريعاتنا وحنكة إدارتنا لنصل إفتراضيا الى العالم فلكم أن تتخيلوا كم من فرص أمامنا. لدينا بيئة خصبة في عقولنا ، نملك موقعا جغرافيا هبة من رب العالمين فدعونا نشحذ الهمم ونبدأ من هنا ، قيادتنا الحكيمة تدعمنا فنحن على خارطة العالم مؤثرين ولن نقبل الا أن نكون كذلك … مؤثرين .
فلكم في الواقع مسار يأخذكم الى عالم إفتراضي نطوعه بما نملك من قدرات ، فلنطلق العنان … لعّلنا نعيش فيه ونعتاش .

حمى الله الوطن قيادة وشعبا وأدام الله علينا نعمه . [email protected]

التعليقات مغلقة.