صحيفة الكترونية اردنية شاملة

فلس البيئة.. فلس الريف

لقد جاء عنوان المقال معبراً جدا ًعن الفكرة ففي مجال الكهرباء تميز الأردن من خلال فلس الريف حيث يعد بلدنا بمصاف الدول المتقدمة من حيث إيصال الكهرباء لبيوت الأردنيين

تعتبر البيئة الداعم الأساسي لكافة نواحي الحياة وأنظمتها الحيوية، وهي كل ما يحيط بالإنسان سواء الحية منها كالإنسان والنبات أو غير الحية كالطقس والتضاريس وغيرها وتكمن أهميتها بأنها خلقت لخدمة الانسان، ومع ظهور التكنولوجيا أصبح البشر يعتمدوا عليها أكثر فأكثر لتطويع البيئة المحيطة بهم لتلبية احتياجاتهم، ولكن بالمقابل فإن استخدام التكنولوجيا قد زاد الضغط على البيئة وساهم في استنفاذ الموارد وإزدياد التصحر وانبعاث الغازات المضرة مثل ثاني أكسيد الكربو وارتفاع درجات الحرارة واضطرابات المناخ، كما ساهم كثرة استخدام المبيدات الحشرية في ضعف التربة.
ولسنا في المملكة الأردنية الهاشمية بمعزل عن ما يحدث، فالمناطق الحرجية التي تشكل البيئة الخضراء اصبحت مساحتها تقل كل عام نتيجة لإزدياد البناء، وتقطيع الأشجار لاستخدامها في التدفئة وغيرها من الامور، وعلى الرغم من أن وزارة الزراعة تبذل جهدها للمحافظة على المساحات الخضراء من خلال دائره الحراج إلا أنها ما زالت محاولات متواضعه ولا تشكل مشروعاً وطنياً فاعلاً، ولا بد من أفكار خلاقة توفر حلول مختلفة ليس فقط للمحافظة على المساحات الموجودة بل زيادتها ايضاً.
لقد جاء عنوان المقال معبراً جدا ًعن الفكرة ففي مجال الكهرباء تميز الأردن من خلال فلس الريف حيث يعد بلدنا بمصاف الدول المتقدمة من حيث إيصال الكهرباء لبيوت الأردنيين، وقد ذكر وزير الطاقه في عام 2016 أن كلفه ايصال الكهرباء إلى المناطق وخارج حدود التنظيم كلفت 102 مليون دينار وقد تم إيصال الكهرباء إلى 511 ألف نسمة، حيث تم توفير هذه المبالغ من خلال تشريعه في قانون الكهرباء، كما قامت الأردن من خلال وزاره الزراعة بمساعدة المزارعين لإقامه مشاريع تدعم الزراعه وخصوصا زراعه الأشجار، وقد سمي هذا المشروع بمشروع تطوير الاراضي المرتفعة.
والسوال الذي يطرح نفسه ما الذي يجب ان نفعله حتى نحقق نجاح مماثل، بدايةً لا بد من تعديل قانون وزاره المياه لتمكين فرض فلس البيئة على فاتوره المياه، ويمكننا من خلال فلس البيئة أن نقوم بتنفيذ مشاريع حفظ البيئة وتحقيق رؤية أردن أخضر من خلال وضع استراتجية تستخدم المبالغ التي سوف يوفرها فلس البيئة لدعم وزراعة الأشجار المناسبه لمعدلات الهطولات المطريه في المناطق المرتفعة والمناسبة للزراعة، وزرع ملايين منها سنويا. هنالك بلدان وضعت خطط مشابهة مثل تركيا التي وضعت استراتيجية لمدة اربع أعوام من 2011 الى عام 2023 لزراعة 35 ألف هكتار سنويا من الأشجار، كذلك دعم مشاريع تدوير البلاستيك وتقليل استخدامها وتقليل التلوث الالكتروني (e- waste) من خلال ايجاد طرق تقلل استخدام وسائل النقل والدراجات الهوائية وتشجع الزراعة الذكية التي توفر المياه وتزيد الإنتاجية وتمكن زياده الرقعه الخضراء المروية.
يمكن كذلك تفعيل يوم عيد الشجره من خلال تعاون وزراة الزراعة مع القوات المسلحة التي كان لها دور فاعل في زيادة زراعة الأشجار في مناطق تواجدها، وكذلك تعاون مشابه مع وزاره التربيه والتعليم. إن تطبيق هذه الاستراتيجية وتكثيف الجهود الوطنيه التعاونيه سوف يحقق لنا بيئة تتحسن سنوياً وتوفر بيئة أكثر ملائمة للمواطن وتحقق الحلم الأردني بأردن اخضر بهيّ.

التعليقات مغلقة.