صحيفة الكترونية اردنية شاملة

شو قصة سهى وخالد ؟

 

كان الطريق مزدحمًا جداً، وبالكاد تتحرك السيارات وأنا أرقب ذلك الشارع الطويل وألوم نفسي : لماذا سلكت هذا الطريق؟
لو كنت بحثت عن طريق آخر لكان أفضل لي؟! ولكن وللأسف وقعت في الفخ لأن هذا الطريق لا مفر منه طريق طويل ممتد محاط بالأبنية دون أي دخلات جانبية، وبالإضافة إلى الأزمه الخانقة كان التلاصق ما بين السيارات كبير جداً حتى لكأنك تجلس بداخل السيارة التي بجانبك ولدرجة أنك من الممكن أن تطلب (ولاعة) من السيارة التي بجانبك أو تعزم عليه عصير أو أن تتحاور مع جارك بأي موضوع طويل!

وأثناء عاصفة الملل التي تجتاحني تبادر إلى مسمعي صوت فتاة: لأ لأ لأ لأ هوي عمل هيك!! بدأت أبحث عن مصدر الصوت وإذ بها السيارة التي على يساري وكانت الفتاة تتحدث عبر مايكروفون السيارة مكالمة….
وأكملت الحوار “أنا طول عمري بحكي عنه هيك”، حاولت أن أقترب أكثر لأرى وجه الفتاة ولكي أطلب منها أن ترفع الصوت أكثر لأن بعض الكلمات لا أسمعها بوضوح ،
ولكن السيارات كانت تزحف زحفاً بطيئًا جدًا فكنت أسير بمحاذاتها ولكنها كانت تسبقني قليلاً بحيث أن نافذة سيارتي تقع عند النافذة الخلفلية لسيارتها… وأكملت حديثها “هي حماتها لسهى قوية”… أيون … إذاً هناك حماية بالموضوع وأكيد بتلعب براس جوزها لسهى وبيجي جوزها لسهى حبيب الماما بينكد عليها… قلت في نفسي …يا مسكينة يا سهى… ثم سمعت “أنا من أول مش راضية عن هالجوازة بس ما في حد بيسمع كلامي مهو أنا لو معي مصاري كان رديتو علي بس الله يسامحكم”…
فبدأت أربط الخيوط… شكلها سهى أخت سائقة السيارة أو صاحبتها وسائقة السيارة لم تكن راضية عن الجوازة من أولها ولكن يبدو أن أهل سهى أصروا عليها وكمان شكله سهى كان طايبلها الموضوع…
ثم قالت “آه آه… خالد شخصيته ضعيفة وطول عمره تبع نسوان وياما حكيت لسهى إلا خالد إلا خالد بس سهى ما بتفهم ما بتفهم يا عمي.”
حاولت أن أقترب أكثر من سيارتها لأسألها : “طيب يختي شومال خالد وأنتوا ليش زعلانين؟! بلكي إذا بتحبي بتدخل انا وبحل الموضوع… ولكن السيارة التي أمامي لم تتحرك نهائياً وفجأة وبدون تخطيط تحركت سيارة الأخت التي تتكلم ولم يتحرك المسرب الذي أسير أنا فيه وأنقطع الصوت يا الله ما أقسى ما حدث!!
يا جماعة أرجوكم تحركوا بدي أعرف شو صار مع سهى !! وبدأت سيارتها تبتعد وأنا أقف حزينًا مكسور القلب والوجدان وقوفاً تاماً خطرلي أن أترك السيارة وأنزل وأمشي نحوها وأقف بجانبها وأكمل القصة ولكن خفت أن أفهم خطأ!! يا جماعة يلا تحركوا أتوسل إليكم وللأسف كانت السيارات التي في مسربي تقف وقوفاً تاماً…
وأثناء ذلك توارد إلى مسمعي صوت أحدهم: “آه أبو أحمد …لأ القصير لسه ما نزل .
وأنا أقول في نفسي يا زلمة أسكت أو وطي صوتك شو بدي أنا بأبو أحمد القصير بدي أعرف شو صار مع سهى!!
وجاء الفرج… وتحرك مسربي وبدأت أقترب من تلك السيارة رويداً رويداً… وصوت صاحبنا يتحدث عن القصير والبناء وصبة الباطون يخترق مسامعي ويلوث الجو حولي من حولي !!
يا رجل اتق الله ، بالله عليك وطي صوتك خليني أركز مع سهى… وأخيراً وبعد أكثر من عشر دقائق اقتربت من تلك السيارة.. وإذ بالسائقة (الفتاة) تلتزم بالصمت… مشيت جانبها… ولكنها كانت صامته، يا جماعه ليكون خلصت حكي طيب شو صار مع سهى وخالد…
قتلني الفضول…اقتربت بسيارتي منها أكثر ورأيت وجهها… ونظرت إليها : “يعطيك العافية” يختي
نظرت حولها… وأجابت :أهلاً. تفضل!!
فرددت “يزيد فضلك ممكن تحكيلي شو صار مع سهى وخالد؟!!”
الفتاة مصدومه :”ليش إنت بتعرفهم”
فرددت : “آه والله قبل شوي تعرفت عليهم تقريبًا قبل ثلث ساعة”
نظرت الفتاة إلي نظرة غير مريحة ثم أغلقت نوافذ السيارة وأزاحت وجهها للطرف الآخر ولسوء حظي فتحت الطريق وسارت السيارات بسرعة وطارت هي بسيارتها. بسرعة جنونية وأنا أطاردها وأصرح : “يا بنت الحلال شو صار مع سهى!!”
شو صار مع سهى!!!

التعليقات مغلقة.