صحيفة الكترونية اردنية شاملة

اتصال من والدتي

 

وقبل أن أدخل الاستديو لتصوير اللقاء اتصلت بوالدتي وقلت: “أمي سأدخل الآن إلى الأستديو، إفتحي التلفاز على القناة التي ثبته عليها أمس حتى تشاهديني، فقالت لي: انتظر حتى أفتح، وقامت بذلك وقالت: هي قناة (كذا) فقلت: نعم.. دعواتك، ربنا يفتح عليك..
دخلت الاستديو وبدأت الحلقة التي تناولت فيها العديد من المواضيع وكانت من الحلقات خفيفة الظل وشعرت بأن الله قد وفقني بها وبأن مقدم الحلقة وفريق الإعداد كانوا سعداء .
وبعد إنتهاء التصوير المباشر رافقت معد الحلقة لمقابلة المخرج الذي أصرّ على أن نحتسي القهوة لشدة سعادته بنجاح الحلقة وكثرة عدد المتابعين وكثرة التعليقات الإيجابية ، وبعد ذلك غادرت القناة لأركب سيارتي وأمسكت هاتفي النقال لأفاجأ بأن هناك ست وعشرون (مكالمه فائته) والمتصل هو “أمي” توترت كثيراً فخشيت أن يكون هناك شراً أصابها –لا سمح الله- وسارعت بالإتصال بها والهاتف مشغول.. هدأت قليلاً، وأعدت الاتصال وكان الهاتف مشغولاً أيضًا وذلك يعني أن والدتي بخير، كررت الاتصال عدة مرات وما زال مشغولاً.. عدت للتوتر مرة أخرى فمع من تتكلم والدتي كل هذا الوقت ولماذا اتصلت بي ست وعشرون مرة وبعد طول انتظار وإذ بوالدتي تتصل: ألو.. محمد
– نعم يا غاليتي.. كيف حالك قلقتني عليك.
– ليش ما بترد على التلفون.
– والله يا أمي كنت عند المخرج بعد الحلقة عزمي على قهوة
– بس حابة احكيلك انك كنت منور ومبدع وأنا انبسطت كتير فيك، وعلى فكرة إنت كنت أشطر وأحلى من المذيع وبصراحة كنت فخورة فيك خاصة لما اتصلوا في الجارات وحكولي انهم شافوك على التلفزيون وأنا رنيتلك بدي احكيلك تعال ارقيك من عيون الناس.
حقيقة انني كنت انتظر عبارات كهذه لرفع معنوياتي فكم سمعت من المذيع والمخرج وغيرهم غير أن كلمات أمي غير.. لم ادرك مدى السعادة التي شعرت بها
– آه يا أمي كم كنت بحاجة لهذه الكلمات فكل كلمات الاثراء لا تعادل هذه الكلمات وكل عبارات المعجبين لا تعادل هذا الاعجاب.. شكراً أمي لأنك أمي.
– شو صاير كمان شاعر، ربي يحماك هيني بستناك.
– أنا بالطريق إليك، وسرت بالطريق المزدحم وابتسامة الانتصار كانت ترتسم على فمي ليس لشيء إلا لكلمات أمي.

التعليقات مغلقة.